جراح غزة البليغة .. وقائع...وتوقعات
جراح غزة البليغة .. وقائع...وتوقعات
عبد الله خليل شبيب
وحشية صهيونية مفرطة !:
( تمزيق أشلاء الأطفال أمام بعضهم ! هدم عشرات المساجد ! قصف طواقم الإسعاف وترك الجرحى بلا إسعاف وجرفهم بالجرافات ! حشر العائلات في المدارس في العراء ..ثم قصفها ! آلة حربية هائلة في مواجهة أسلحة فردية خفيفة!..إلخ)
المشهد في غزة لا يكاد يوصف .. !! أكثر من الجنون .. ! فهل هو مشهد من مشاهد يوم القيامة وأهوالها ؟!.. إنه الحقد الصهيوني على الله وعلى خلقه !!
.. شعب كامل يُذبح ويُحرق ..بأحقاد صهيونية مزمنة تنم عن عقد تاريخية عميقة .. وأمراض نفسية خطيرة .. توجب قطع دابر هؤلاء اليهود الذين لا ينتشون إلا على طعم الدم ورائحة اللحم المحروق !!.. هؤلاء مرض سرطاني .. يضمر مثل هذه الأحقاد السامة المريضة ..على كل [ الجوييم = غير اليهود ] حتى الذين يؤيدونه حاليا ..ولكن سيأتي دورهم وسيندمون .. هذا إذا أفلت اليهود من انتقام الضحايا .. لأن كل قطرة دم سيكون مقابلها معتد مجرم .. وقد قال قائلهم من قبل [ ديفيد ليفي ] : دم بدم ..وولد بولد !! فليكن إذن !!
..وكما قال رئيس وزراء تركيا ( رجب طيب أردوغان ) بحق : إن هذه الجرائم[ الإسرائيلية ] ضد الفلسطينيين العُزَّل لن تُنسَى ولن تُغتَفر .
.. المشهد يستمر في التصاعد والإجرام اليهودي .. لا يقف عند حد .. ويصعب ملاحقة الأحداث المتغيرة كل لحظة..كما يصعب نقل صورة حقيقية لأهوال فاقت تصورات الخيال !! وكما قال الشاعر أحمد شوقي:
ومعذرة اليراعة والقوافي جلال الرزء عن وصف يدق ُّ
...الهجوم اليهودي [ التوراتي = راجع أحقاد النصوص التوراتية الدموية إن كنت تريد معرفة هذا المعنى ]ذلك الهجوم الوحشي المجنون والمطمئن لعدم وجود روادع وزواجر مناسبة – حيث تسلط آلة حربية هائلة ( مدعومة بقوى دولية فاجرة كافرة صليبية حاقدة ؛ أوروبية وأمريكية وغيرها ).. ضد فئة قليلة من المجاهدين .. وحين لا تستطيع قتل عدد مناسب منهم توجه نيرانها الهائلة وأحقادها الأكثر هولا إلى المدنيين والموظفين ورجال الشرطة والطب والإسعاف ..
..تلك القوة الهائلة تكفي لحرب عالمية ..حرب ضد دول كبرى لا ضد مئات أو آلاف من المقاومين المطالبين بحقوقهم وحماية وطنهم ومواطنيهم .. وأسلحتهم خفيفة .. لا تذكر بجانب أسلحة الحقد الهمجية اليهودية الصليبية الهائلة المدمرة ..
.. ولكنهم يصمدون أكثر مما صمدت عدة دول بجيوشها الجرارة وأسلحتها ودباباتها وطائراتها ومضاداتها وأجهزتها ودبلوماسيتها ... إلخ ..
.. كارثة 67 يسميها اليهود [ حرب الأيام الستة ] .. ويدّعون أنهم استطاعوا أن يهزموا 3 جيوش عربية على الجبهات المصرية [ مصر الناصرية !] والسورية والأردنية .. خلال تلك الأيام الستة .. والبعض يقول إنها 6 ساعات .. استطاع فيها الطيران اليهودي تدمير أكثر المطارات والطائرات .. في حرب تبدو وكأنها [ تمثيلية ] كسابقاتها .. يراد بها رفع معنويات الجبناء في جيش الاحتلال والعدوان..وإلا ما كانوا يجرؤون على فعل ما يفعلونه الآن بغزة !!
.. ولكن أبطال المقاومة الإسلامية .. سيتكفلون بإعادة الطبيعة الجبانة للجندي اليهودي ..حين يذيقونه ما أذاقته المقاومة اللبنانية..بل وأشد ..
(..ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ‘ وتلك الأيام نداولها بين الناس ..وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ؛ والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين *) .
.. ذلكم هوالحق الذي سيكون بإذن الله .." ويسألونك متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا "
.. المتغيرات سريعة على الأرض .. ! الجرائم أفظع وأكثر من أن تعد ! قصف بيوت الله وتدميرها ( أكثر من 15 مسجد)/ قتل عائلات بأكملها هدمت الصواريخ والقذائف بيوتهم عليهم (بنات عائلة بعلوشة =5 أخوات معا تكومن قتيلات فوق بعض تحت الردم وواحدة بينهن نجت لتروي الهول ! ؛ عائلة نزار ريان =15 شهيدا ، عائلة السلموني=13 شهيدا ؛عائلةالداية= 25 شهيدا!! عائلة أخرى =9شهداء..إلخ وغيرها كثير..) والأخبار تترى ..وطرد أهالي مناطق كاملة وحشدهم في ( مدرسة الفاخورة بمخيم جباليا ) ثم ضرب العائلات المجمعة في المدرسة بالصواريخ عمدا وقتل 45 وجرح 70 جراح 40 منهم بالغة - في ظل صعوبة إسعاف ) ومدرسة الفالوجة ..وغيرها وكلها مدارس تابعة لوكالةالغوث الدولية .وهي مؤسسة دولية ..وكذلك حشر مجموعات من العائلات بأطفالها في مكان مكشوف ( تحت السماء والطارق ) عدة أيام بلا ماء ولا طعام ولا غطاء ثم قصفهم وقتل كثير منهم !! – حرق حي أبو حليمة حرقا كاملا على طريقة [ الأرض المحروقة ] ..قتل المدنيين أمام بعضهم .. وتناثر أشلاء الأطفال أمام بعضهم .. ومنع الإسعاف أن يصل إلى المصابين .. وترك الجرحى يموتون ألما بلا إسعاف ..وجرفهم بالجرافات ..إلخ ..خلافا لكل القوانين والأعراف ..بل تجاوزا وعدوانا على الإنسانية وكل القيم والأخلاق .
.. في القوانين الدولية ..وقوانين الحرب .( وعند البشر العاديين الذين لديهم بعض الشرف والخلق - وليس اليهود الأخس من الحيوانات والوحوش - كما أكدوا بسلوكهم ) يجب على العدو أن يسعف جرحى عدوه..ولا يجوز مطلقا استهداف المدنيين ولا طواقم الإسعاف ..مهما كانت الظروف !
.. لم يبق قانون إنساني أو أخلاقي أو دولي ..لم يخرقه ويدُسْه الصهاينة المعتدون
لم تبق جريمة ضد الإنسانية لم يقترفها اليهود في هجومهم الحاقد الآثم في حربهم على غزة ..مما يستوجب محاسبتهم ددوليا وملاحقتهم- إلى الأبد – ومعاقبتهم بما هو أشد !
.. حتى رئيس الحزب التركي العلماني المعارض ...لم يحتمل إجرامهم ..وقال ( إنهم معتادون على قتل الأبرياء )
كما تدين تدان!
...لا ندري بعد ماذا تخبيء عبقرية الوحشية اليهودية ..بعد للأبرياء !
.. الذي ندريه ونؤكده أن فاتورتهم قد ثقلت ..ولم يعد بإمكانهم تسديدها ..حتى ولو تم إفناؤهم على بكرة أبيهم ..! وأخذ كل ما بأيديهم ! فهم [ أغبياء ] كما وصفهم أحد الحاخامات - حتى -في جريدة التايم الأمريكية !
.. نفهم أن اليهود يعلموننا ما يجب أن نفعل بهم ..وكيف يجب أن نعاملهم – بغض النظر عن أيةاعتبارات أخرى – شرعية أو غير شرعية _!!!@.. " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " . " وجزاء سيئة سيئة مثلها ". " ولمن انتصر بعد ظلمه فأؤلئك ماعليه من سبيل "."ذلك ومن عاقب بمثل ماعوقب به ثم بُغِيَ عليه لينصرنه الله "
وسترجح كفتنا عليهم بإذن الله.. وسينقطع عنهم حبل الله وحبل الناس .. فهل سيكون لهم قِبَلٌ بهذه الملايين الهائجة المائجة التي رأوها ورآها الجميع على شاشات التلفزة ( من طنجة إلى جاكرتا ؛ ومن البلقان إلى كيب تاون ).. تتوعد اليهود بالويل والثبور ،وعظائم الأمور! ..وما هي إلا فترة ..وتتغير الظروف ..وتنطلق هذه الملايين لتدرك ثأرها ولتحقق وعيدها في أعداء الله والإنسانية المتمردين على جميع الشرائع والقرارات الدولية والإنسانية والأخلاقية ! الأرضية والسماوية !
اليهود [الديمقراطيون ] يكذبون ويقمعون ..وحماس أصدق منهم :
لقد قارب شهداء غزة ( 1000 شهيد – والجرحى نحو 3000) ..وقد يتجاوزون ذلك إذا استمر العدوان..! ( أكثر من ثلثهم من الأطفال و10% منهم من النساء ) ..ولم يقتلوا من المقاتلين والمسلحين والمقاومين إلا القليل ...لم يبلغوا بضع عشرات ..وإن ادعوا العكس
كما قـُتل من اليهود أعداد أكثر بكثير مما اعترفوا ..ولكنهم يُعَتمون على أخبار خسائرهم .. حتى لا تنهار معنويات جنودهم الجبناء [ بالفطرة !].. ولذا يفرضون رقابة مشددة على الإعلام والأنباء ..وقمعا إعلاميا ..وكذبا مفضوحا [ في دولةعنصرية يصفها أمثال سركوزي اليهودي بالديمقراطية .. العظيمة !]..مما يعد مؤشرا سلبيا لهم وإيجابيا لنا – تماما مثل صدق حماس في ذكر أهم خسائرها وخصوصا من يستشهد من قادتها ..- مقابل كذب العدو !
والدليل قصفهم [ الجبان والحاقد والشديد للمدنيين انتقاما لجنودهم وقادتهم القتلى والجرحى الكثر ].. !!وكذلك ما سبق في حربهم على لبنان: حيث زعموا أن قتلاهم [ 119جنديا ] والحقيقة بالاستناد إلى مصادر[إسرائيلية]رسمية..أن عدد قتلاهم كان [ 2300 قتيلا منهم 600 توفوا في المشافي من ذوي الجراح الخطرة ]!!و[ 700 جريح جراحات بالغة ظلوا أحياء ]!
بيينما كانت خسائر المقاومة اللبنانية ( نحو 50 مقاتلا فقط)!... حسب مصادر دولية ولبنانية!
كما دُمِّر للعدو العشرات من الآليات وأُسقطت طائرة مروحية قتل أفراد طاقمها الخمسة ..ودُمرت [ المدمرة اليهودية ساعر 5 وقتل على متنها 24 جنديا وضابطا ..] وليس 5 فقط – كما ادعى اليهود الكَذَبَة!
.. وعلى مثل هذا القياس – وربماأكثر – نستطيع أن نقيس معركة الفرقان بغزة ..- خصوصا أن المقاتلين المسلمين الفلسطينيين ليس لهم مهرب ..ولا مرجع ..فهم محصورون ..مضطرون للقتال حتى الموت..فلا مفر لهم من الاستبسال ( فالقط إذا حصرته وحشرته يصبح نمرا فاتكا ) !! فما بالك بالمؤمن الذي يؤمن أن الاستشهاد أقرب الطرق إلى الجنة أعظم ما يتمنى ..ولذا فهو ( أسمى أمانيه) بعكس اليهود الجبناء الذين وصفهم الله بقوله ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) أي حياة !
شتان .. بين محق ومبطل ، وبين أصيل ومزيف وطارئ وأصيل !:
.. إضافة إلى اعتبار مهم .. اليهود غرباء طارئون ..لهم أوطان أخرى جاءوا منها ..ويستطيعون الرجوع إليها – إلا إن تشبثوا حتى ياتي وقت إفنائهم التام – كما تؤكد مراجعهم الدينية وتتفق في هذه الحقيقة مع..مراجعنا كذلك..
أماالفلسطينيون فلا مفر لهم ولا موطن إلا ما هم فيه ..والمهجرون منه يصرون على العودة إليه مهما طال الزمن..ومهما كانت الصعوبات ومهما كلف الأمر..فلا يضيع حق وراءه مطالب !
.. ولذا شتان ما بين الهدفين والجبهتين..:
اليهود يريدون أن يُلغوا حتى المطالبة بدولة فلسطينية[ولو ممسوخة منقوصة مُجَزّأة كما يحلم ويتمنى بعض المفاوضين]..ويجعلوا كل فلسطين يهودية كاملة لهم وحدهم – مرحليا !
والمجاهدون الإسلاميون..يريدون إعادة فلسطين كلها وطنا عربيا إسلاميا – كما كان- واستعادة جميع الحقوق .. فالاتجاهان متناقضان كليا لا يلتقيان!
.. فما على الغرباء إلا العودة من حيث أتوا أو أتى أسلافهم ..أو إن أصروا على الاغتصاب والعدوان والباطل والمكابرة في المحسوس .. فليس أمامهم إلا الموت والفناء المحقق !!
الآخرون ..أين الآخرون ؟؟!!:
.. بالتأكيد لا نقصد بالآخرين ..الدول الاوروبية ..التي يؤكد سكوتها رضاها وبالتالي شراكتها في العدوان..وقد جاء منها ساركوزي ليعيد [الأسطوانة المشروخة ][ والتي لا تساوي فقط بين الضحية والجاني .. بل يدين الشعب المعتدى عليه بوحشية بالغة ويبرئ الجاني المجرم قاتل الأطفال والأنبياء ..ولا غرابة فساركوزي يهودي لا ينتظر منه أن يقف ضد قومه وأبناء دينه !.. وربما غفل كثيرون عن هذه الحقيقة ، ولكنا لم نغفل عنها لحظة واحدة !!
.. كما أننا لا نعني بالآخرين الدول العربية الرسمية..فقد [ غسلنا ] وغسل غيرنا منها الأيادي .. ويصدق فيها قول القائل :
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن..لا حياة لمن تنادي
.. وإن كان البعض تشير إليه أصابع الاتهام بوضوح ..ويعتبر شريكا مباشرا ومتواطئا في القتل والعدوان .. مهما كانت المعاذير والتبريرات و[ الفلسفات ] وخصوصا من بعض الكتاب والمُنَظِّرين الذين هم [ بلا ضمير ]..ولا خلق ولا دين ولا مروءة !!
.. ولكننا نقصد بالآخرين ..: أؤلئك الذين يعلنون دائما أنهم مصطفون مع فلسطين والمقاومة والممانعة ..إلخ..أو يفترض فيهم ذلك مثل :
أولا :مسلحو فتح والفصائل الأخرى في غزة ..وهم أعداد كبيرة ؟؟كانت تحكم غزة وتصول فيها وتجول بسلاح [الفلتان ]الذي اختفى عند الحاجة إليه عند المواجهة مع اليهود ..فهم في غزة لا زالوا وافرين إلا عدد قليل ممن هرب منها لاجئا إلى اليهود الذين أوصلوهم الى مأمنهم في الضفة لينضمواإلى [ شلة دايتون والتنسيق الأمني ] ويتنقموا من عناصر حماس والعناصر الإسلامية بالمساهمة في اعتقالهم وتعذيبهم في سجون [ عباس – دايتون]!..
مرة أخرى- وليست أخيرة - : أين [ أشاوس فتح ] والفصائل الأخرى المنضوية في منظمة التحرير [المعترفة بالدولة اليهودية واحتلالها ..والمتنازلة لهاعن فلسطين 48]؟!
أليست غزة بلدهم ؟! أليس أهلها أهلهم؟!.. لِمَ لم نسمع لهم صوتا ..ولم نشاهد لهم سلاحا أو رجالاً يشاركون في الدفاع عن وطنهم وشرفهم ؟! أم أنهم تنازلوا عن ذلك لليهود كما تنازلوا عن فلسطين ال48.. مع أن منهم كثيرين من اللاجئين وبلادهم ضمن الجزء المغصوب من فلسطين في ال48؟؟!!..
مؤسف جدا ذلك الموقف .. ولعلهم ينتظرون انتصار اليهود على حماس والمقاومة الإسلامية ..ليرثوا الحكم ويعودوا كما كانوا من قبل ..ويعود الفلتان ..ويعود [ دحلان وفساد دحلان ]؟؟!!
..أم أنهم يخافون انقطاع [ دولارات دايتون ] عنهم ويخشون الجوع ؟!
ألم يروا ( حماسا ) بجانبهم ..تستغني عن كل [ الدولارات والشيكلات واليورو ..إلخ ) ولكنها لا تموت من الجوع ..وتعيش شامخة بشرف وعزة؟!
وهم يعرفون المثل المأثور: ( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها )! ألا يتعلمون ؟! هلا يتعظون؟!
ثانيا : الضفة الغربية : ... ماذا لو كانت المقاومة الإسلامية في الضفة كما هي في غزة ... ؟!!
... لا شك أنها كانت ستكبد العدو مئات القتلى ..وخسائر كثيرة جدا..وستحول [ جدارها العازل ] إلى ألعوبة فارغة لا تجديه شيئا..حين تتجاوزها (الصواريخ= العبثية !) وتؤدب الصهاينة في عقر مغتصباتهم – والمدن الكبرى المغتصبة - وتدفعهم للتفكير الجدي في العودة إلى بلادهم التي أتوا منها مغتصبين معتدين !
.. لعل الأمر لا يحتاج إلى تعليل .. في ظل سلطة خاضعة لإملاء [ دايتون وشركاه – معه جنرالان أمريكيان آخران وجنرال إسرائيلي يقودون قوات السلطة ] ..ولذا لا تستطيع [ حكومة عباس – فياض] إطلاق أحد من المعتقلين [المعذبين في سجون دايتون] وخصوصا الإسلاميين والمقاومين!..( أو إعادة سلاحهم المصادر إليهم- فقد أصبح بحوزة اليهود ! )هذا فيما لو أرادت [ حكومة عباس – فياض وشركاهم ]أو استجابت لبعض الضغوط ..- وهي لا تريد ولا تستجيب ؛ بل لا تستطيع !!
ثالثا : سوريا : وهي تبدو معقلا للمقاومة والممانعة والرفض والمواجهة ..( أو هكذا تُسَوَّق )
.. هناك ألف استفهام واستفهام ..عن دور سوريا ..وما يمكن أن تفعله ..خصوصا وأنها لها حدود استراتيجية مع فلسطين المحتلة ولها أرض [ مغتصبة = هكذا تصنف – لا مباعة أو مبادلة !!] وهي (الجولان) وعليه لها الحق في المقاومة لتخليص أرضها ! فكم قاومت لتخليص الجولان ؟! وماذا فعلت في هذا السبيل ..؟! وهي منذ سنة 1967 تجدد – كل ستة شهور - لقوات الطواريء الدولية الحارسة لمحتلي الجولان .. ولا تكتفي بحراسة القوات الدولية ..فالويل كل الويل لمن يفكر في التسلل عبر الحدود السورية لمقاومة المحتلين اليهود في الجولان..(الويل من إرهاب السلطات والمخابرات السورية لا من قوات الطواريء )! حيث ينتظره العذاب المبين في سجون دولة الصمود ..وقد يكون جزاؤه[ أن يُقَطَّع حيا ] كما فُعِل بشابين فلسطينيين منذ شهور – حاولا التسلل لمحاربة اليهود عبر الجولان !!
.. وحتى حين ازدهار العمليات الفدائية .. لم تنفذ أي عملية عبر الحدود السورية بل كانت الفصائل التي عندها تبعث رجالها للقيام بعملياتهم –عبر الأردن -!!!
وقد ذكرنا مرارا – وذكّرنا بأن اليهود قصفوا مواقع في أقصى شمالي سوريا .. ولم يُرَدّ على عدوانهم بمثله ! ..بل لم تُعترَض طائراتهم المعتدية ولم تُمَس بأي أذى !!
.. لوكان الأمر طبيعيا .. لفُتِحت جبهة كبيرة من سوريا والجولان .. تزعج اليهود وتخفف ضغطهم على غزة.. بل لما استطاعوا أن يجرؤوا على فعل عُشر ما فعلوه فيها من إجرام!
...باختصار ..هنا جبهة أنصار فاعلة ومؤثرة لو أرادت – ولو كان الوضع طبيعيا..! ..ولكنها
..معطلة .. ضائعة ..مضيعة !!
رابعا : جنوب لبنان والمقاومة الإسلامية : .. ربما تطلع كثيرون إلى جنوب لبنان ..وإلى حزب الله والمقاومة الإسلامية بالذات ..وتأمّل أن يقوموا بأعمال تخفف الضغط عن غزة!@
..ولقد فكر الأعداء في ذلك ..وتخوفوامنه ..فقال بعض مسؤوليهم..عيوننا على الجنوب وعلى الشمال [ وأهمَلوا الشرق ] وخصوصا الضفة حيث أنهم مطمئنون أنها تحت رعاية وحراسة وإمارة المجرم الصليبي الصهيوني [ كيث دايتون]
.. كذلك قائد قوات [اليونيفيل الدولية ] بجنوب لبنان ..لمح للبنان...أنه ليس من مصلحتها..إحداث شيء من جنوب لبنان !
..وكذلك [ ساركوزي اليهودي رئيس فرنسا ] قال مثل ذلك وأكده للدولة اللبنانية..وربما جاء في شكل تهديد أو شبه تهديد ( دبلوماسي )..بل ربما بعثه اليهود خصيصا لنقل ذلك التحذير!
..وقبل ذلك كله ..كان الجيش اللبناني ..قد اكتشف – وصادر – ثلاثة صواريخ في الجنوب ..الذي قُيِّد بالقرارات الدولية ..فلم يعد يُنتظر من التأييد من هناك إلا الكلام .. كالآخرين !! فيا لضيعة الآمال !
خامسا : إيران: والكلام حول إيران ومواقفها ومصداقيتها أو عدمها ..يطول وتختلف فيه الآراء .. لكن يظل عذرها قائما لبعدهاعن الميدان ..ولا يدرى ..لو كانت قريبة أو محادة لفلسطين..ما يمكن أن تفعل ( إلا أن ينتظر منها البعض أن تطلق على جيش اليهود من صواريخها بعيدة المدى .. مما ينذر باحتمالات حرب كونية..أو إقليمية شاملة وعنيفة )!!
ولكن..من أهم ما اهتم به اليهود أن يؤمنوا حدودهم من حولهم ويضمنوا كل مايسمى (دول الطوق ) في جيبهم ..حتى خرجت لهم مفاجأة المقاومة اللبنانية ( بسب ظروف المحاصصة الطائفية ).. ثم وجد لها الحل بقرار 1751.. بعد حرب ضروس !
.. وما بقي إلا [ خُرّاج حماس ] وقد تكفل به [ دايتون وأتباعه ] في الضفة !! وكاد يقضي عليه [ دحلان وزعرانه ] في غزة ..حتى سبقتهم حماس وحمت نفسها وشعبها وأراحت غزة من كابوس الفلتانين والفاسدين اللصوص ! لكنها وجدت نفسها مضطرة لحمل أمانة ثقيلة – أعانها الله عليها -..وهاهي تدفع جزءا من الثمن ..ومعها كثير من الشعب..!
بقي أن نشكر – إضافة إلى الشعوب الحرة – مواقف تركيا وفنزويلا التي تجاوزت مواقف العرب الأقربين !
فتح : إلى أين ؟!:
.. فتح رمز من رموز المقاومة الفلسطينية..من البندقية والسلاح والمقاومة أخذت مكانتها وقيمتها ..والتأييد الواسع والانتماء الواسع لها ..في غياب التيار الإسلامي – لأسباب معروفة – وإن كان أكثر مؤسسيها من مدرسة ذلك التيار ..وأكثر مموليها الأوائل منه!!
ترى أين تقف ( فتح الآن ) .. وما موقفها الفعلي ...؟!
هل هي مستعدة أن تعود [ مع عباس ] على دبابات يهودية إلى غزة .. لو استطاع الصهاينة استرجاعها ؟!..
ولا نزال نتساءل عن بنادقها ومصيرها ..سواء في غزة أو في الضفة أو في غيرها؟!
..هل تظل العناصر الوطنية النظيفة في فتح – وهي الأكثرية – مقتنعة [ بوهم المفاوضات والدولة ] ؟!أم أنها مقتنعة بالسير وراء [ ترتيبات دايتون في الضفة] ..وراضية بإلقاء سلاح المقاتلين ؟! ..أم أن كثيرا من الكوادر مضطرة للسكوت والمجاراة – ظاهرا وقلبها ليس معهم- ولكن ضرورات العيش وقبض الدولارات ..لها أحكام !!؟؟
دعاوى دولية جنائية ضد مجرمي الحرب والإنسانية قتلة الأطفال والأنبياء
.. جهات كثيرة تستعد لرفع مثل تلك الدعاوى .. ولن تمر فترة إلا ومعظم مجرمي الحرب اليهود مثل [ باراك وليفني وأولمرت وبيريز ] وسائر شركائهم وطواقمهم من المجرمين السفاحين سياسيين أو عسكريين ..مطاردون – كالأشقياء – في معظم أنحاء العالم ..إلا في الولايات المتحدة ...التي نشأت على حثالات المجرمين والمغامرين والقتلة والهاربين من العدالة ..أجداد الأمريكان الحاليين !
لِمَ يحقدون على الجامعات والعلمية منها خاصة :
.. على نهج [ زعران الفلتان الدحلانيين ] ..الذين سبق أن اعتدوا على ( الجامعة الإسلامية في غزة ) وحرقوا مختبراتها وحواسيبها ..كذلك تعمدت القوات المعتدية اليهودية أن تقصف الجامعة ..وتعيد قصف كلية العلوم..ولم يحتجّ ( شرفاء الأكاديميين الأمريكان) الذين احتجوا على مقاطعة الأكاديمييين والجامعات البريطانية للجامعات اليهودية المساندة للعدوان في فلسطين!
ربما يكون بعض الجواب فيما يلي :
المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية نالت أفضل مختبرات في العالم العربي ..متفوقة على مختبرات جامعات مصر العريقة وغيرها ..وكذلك على مختبرات دول نفطية غنية لا تبخل على جامعاتها بشيء !
.. كما أن طلاب جامعة غزة الإسلامية- في المجال العلمي – قد تفوقواعلى قرنائهم العرب الآخرين في الاختبارات العلمية التي أجرتها بعض المؤسسات العلمية الأمريكية( كمؤسسة فولبرايت) واستحقوا منحا دراسية- حال الحصار دون التحتاق أكثرهم بها ..إلا بعض من خرج مع قوارب الكرامة وغيرها التي كسرت الحصار !!!
نصر..! أيا كانت النتائج !:
.. لمعطيات عدة – لا يتسع المقام لتفصيلها – نحن متفائلون ..
.. أليس ثبات تلك الفئة القليلة في غزة- وحيدة فريدة معزولة عن مددها الشعبي الإسلامي والعالمي الطبيعي - ..أمام كل تلك الآلة الحربية الدولية الجهنمية بأيد يهودية حاقدة جبانة ( والجبان إذا تمكن بطش بكل قوته ! ولم توقفه إلا القوة الرادعة)..؟ أليس هذا الثبات في حد ذاته ..نحوأسبوعين – بالرغم من كل [ الإغراق ] في الإجرام والقتل والإبادة العمياء .. ومع ذلك فالمقاومون ثابتون..والصواريخ – حجة الهجوم وهدفه – لم تتوقف عن الانهمار على مستعمرات المعتدين..أليس هذا في حد ذاته انتصارا كبيرا ..حتى ولو – لا سمح الله – سقطت غزة وذهبت حماس ..
..خصوصا إذا قارنا بين المدة التي لم تصمدها ثلاث جيوش تعد بمئات الآلاف .. بأسلحتها المنوعة..أمام أسلحة أقل تطورا بكثير مما يُستعمَل الآن ضد غزة ومقاومتها الإسلامية ..ومضى نحوأسبوعين..وسقط مئات القتلى وآلاف الجرحى.. وحتى العدو يعترف بأن المقاومة قوية ولم تمس بكثير !!
.. لعمري ..لوكانت دولة كبرى ..لربما سقطت أمام هذه الهجمة و الآلة الهجمة الحاقدة التي لم تأل جهدا .ولم توفر سلاحا ..ولم تستثن هدفا لا مدنيا ولا عسكريا ولا مسجدا ولا مدرسة !.
فخر غزة..أنها قدمت الشهداء - والشهداء خالدون عند ربهم يُرزَقون - ..وأنها الطليعة التي تدافع عن العالم العربي والإسلامي بل والعالم كله..في وجه الطوفان الصهيوني النجس الخطر على كل العالم ..!
..وأنها تحمي ..حتى الذين يعادونها ويتآمرون عليها ..( أريد حياته ويريد قتلي ..).. .. لعل لله حكمة وإرادة ..أن يجعل ثبات غزة وامتحانها ..وجهادها فاتحة خير للأمة ..وبداية عملية جدية لتجميع الجهود الجادة الفاعلة ,.. لتحرير الأقصى وفلسطين ..- مهما كانت العواقب والعقبات - ..وللتمهيد لقيام الخلافة الراشدة الخاتمة التي على نهج النبوة ..ومركزها القدس .. بعكس مايحلم اليهود بتأسيس مملكة عالمية – تحكم العالم كله من ( أورشليم) يقودها ملك من نسل داود..! كما يرددون !!
المجد لغزة ..ولها الفخر والعزة ..وتقبل الله جهادها عنده ..وخلد شهداءها في جنته ..ورفع الله رأسها كما رفعت رؤوس المسلمين والعرب والأحرار جميعا!!
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )