أيها الأسد الممانع:

ماجد زاهد الشيباني

أيها الأسد الممانع:

متى تفتح حدود الجولان لتحريره ونصرة غزّة الذبيحة!؟

ماجد زاهد الشيباني

·        نعرف ، نحن أبناء سورية ، سيف دون كيشوت ، الذي تحارب به طواحين الهواء !

·        ونعرف سيف أبي حيّة النميري ، المسمّى لعاب المنيّة ، الذي هو أقرب إلى الخشب ، منه إلى السيف الحقيقي ، والذي هدّد به مخلوقاً دخل داره ، ثم اكتشف أنه كلب ، فقال قولته المشهورة : الحمد لله ، الذي مسَخك كلباً ، وكفانا حرباً !

·        لكنّا نعرف ، أن دونكيشوت لم يكن يقود دولة وشعباً ، ولم تكن طائرات عدوّه ، الذي هو معه في حالة حرب مزمنة ، تحلّق فوق قصره ، وتخترق عمق بلاده ، وتضرب فيها ماتشاء ، من مؤسّسات ، ومنشآت حيوية ! كما نعرف أن أبا حيّة النميري ، لم يكن كذلك قائد دولة ، مسؤولاً عن أمنها ومصيرها ، وطناً وشعباً !

·        كما نعلم ، أن دون كيشوت ، وأبا حيّة النميري ، لم يكونا حليفين حميمين ، لحركة تخوض صراعاً شرساً ، ضدّ أعدائها ، فوق أرضها ، كحركة حماس ! ومعروف ما تعانيه هذه الحركة ، اليوم ، على أيدي الصهاينة ، وما تنتظره من أنصارها وحلفائها ، من نصرة ودعم وتأييد .. قبل أن تجهزعليها قوّات الشرّ والدمار !

·        كما نعلم أنك : لا للسيف ، ولا للضيف ، ولا لغدرات الزمان.. كما يقول المثل الدارج ! ونعلم أنك غير مؤهّل لقيادة قطيع من الماعز ، بلهَ وطناً وشعباً ودولة ! وأنك ، إنّما وضَعتك في مكانك ، عصابة من المجرمين ، لتحكم بلادنا من خلالك ، وتضرب الشعب بسيف السلطة ، التي اغتصبتها من مؤسّساته الشرعية ، لتمنحها لك !

·        ونعلم أن تحديد زمان المعركة ومكانها ، مع العدوّ الصهيوني .. لم يحِن ، بعد ، ولن يحين أبداً ! لأن المعركة التي يمكن أن تخوضها ، أنت ، بكل شجاعة ورجولة ، هي معركتك مع شعبك الأعزل .. ومع الأبرياء ، الذي ينتقدون كلمة من كلماتك الذهبية ، أو سياسة من سياساتك الرائعة الحكيمة ! وأن العدوّ الصهيوني ، لو احتلّ سورية ، بأسرها، لن يلقى منك ، إلاّ جملتك المعروفة ، وهي : أنك أنت من يحدّد زمان المعركة ومكانها !

·        ونعلم أن مناشدتنا لك ، لنصرة غزّة ، الحليف الذي وضع ثقته بك ، وبحليفك ، نظام الوليّ الفقيه ، وبتابعه ، منفّذ سياسته في لبنان وبلاد الشام ، كلها.. نعلم أن مناشدتنا لك ،  عبث سمج .. لأنك دون ذلك ، على أيّ مستوى ! حتّى مستوى النخوة ، التي تضرب رؤوس الرجال ، عندما تصرخ النساء : وامعتصماه !

·        نعلم هذا ، كله ! لكنا مضطرّون لمناشدتك ، لأن تفتح أبواب الجولان ، أمام جيش سورية وشعبها ، لمقاومة الغطرسة الصهيونية ، وعبث الصهاينة المجرمين ، بدماء أهل غزّة ، وأرواحهم ، وممتلكاتهم .. وأنت الحليف المزعوم الوحيد ، لحماس ، بين الدول العربية كلها .. لاسيّما الدول المحيطة بفلسطين ، ولاسيّما ، أيضاً ، أن سورية ماتزال في حالة حرب مع العدوّ ، لا تقيّدها معاهدة أو اتفاق ؛ كما هو حاصل مع الدول التي أبرمت معاهدات سلام ، بينها وبين الدولة العبرية .. استردّت ، بموجبها ، أراضيها !

·        إنا تطالبك بفتح حدود الجولان ، التي تحرسها نيابة عن العدوّ الصهيوني .. واضعين في حسابنا أحد أمرين :

  ـ أن تكون صادقاً ، كما تدّعي ، في ممانعتك ، وفي تحالفك مع حماس.. وفي هذه الحال، نذكّرك بقول أبي فراس الحمداني ، الذي ينطبق ، اليوم ، على وضع حماس وغزّة ، تماماً ، وهو :

معلّلتي بالوصل ، والموتُ دونَه       إذا متّ ظمآناً ، فلا نَزلَ القَطرُ !

  ـ أن تكون كاذباً، مدّعياً ، تاجر شعارات من النوع الرخيص ، كما نعلم من سيرتك كلها ! وفي هذه الحال ، تكون مناشدتنا لك ، من باب : الحقْ الكذّاب إلى باب الدار!

فأيّ الرجلين أنت .. أيّها الممانع المغوار!