هل يهتبل النظام السوري الفرصة

هل يهتبل النظام السوري الفرصة

وقد ضيعها عام 2006؟!

فيصل الشيخ محمد

عام 2006 أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان طالبت في مقال لي النظام السوري أن يهتبل الفرصة بانشغال الجيش الإسرائيلي في وحل مستنقع لبنان، وانشغال الجيوش الأمريكية في العراق وأفغانستان، ويندفع لتحرير الجولان ويخفف في نفس الوقت من حدة العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان.

واليوم أطالب النظام السوري الذي لطالما صك أسماعنا بشعارات الصمود والتصدي والممانعة، أن يجسد هذه الشعارات حقيقة على الأرض ويندفع إلى تحرير الجولان فهذه فرصته وقد لا تتكرر وقد أضاع الفرصة الأولى عام 2006.

إسرائيل اغتنمت فرصة انشغال العالم بقدوم العام الجديد، والفراغ الحاصل بين مرحلتي الاستلام والتسليم بين الإدارتين الأمريكيتين الصاعدة والنازلة، واغتنمت انشغال الدول الكبرى بالحالة الاقتصادية المتردية التي تهدد النظام المالي العالمي برمته، واغتنمت تمزق الصف العربي وانقسام الفصائل الفلسطينية، فشنت عدوانها وارتكبت جريمتها وتحدت العالم المفكك والمنكفئ لمداواة جراحه المالية التي أعطبت كيانه وأرعبت مجتمعاته، فشنت عدوانها على غزة واستباحت أهله وذبحت أطفاله ونساءه ورجاله، ودمرت آلتها الحربية الجهنمية المدن والقرى وجعلتها أثراً بعد عين.

وإذا ما كانت مصر (التي يتهمها النظام السوري بالتواطؤ مع العدو الصهيوني) مكبلة بمعاهدات السلام التي أبرمتها مع العدو الصهيوني، وأنا لا أبرر لمصر مواقفها التي تتعارض مع رغبات الشعب المصري الذي هبَّ في طول أرض الكنانة وعرضها مطالباً حكومته بالتدخل لوقف شلال الدم في غزة ، فما الذي يكبل يد النظام السوري من فعل ما يطالب به الآخرين، وهي تمتلك الحق الشرعي والقانوني لاستعمال القوة واستعادة أرضها المحتلة بموجب كل القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن، وقد امتنعت إسرائيل عن الانصياع لها بالوسائل السلمية.

وإذا ما أقدم النظام السوري على فعل عسكري لتحرير أرضه فإنه سيجد مصر والدول العربية والإسلامية ستهب للانخراط في هذه الحرب إذا ما دعت تطور الأمور ذلك شاءت أنظمتها أو أبت، لأن الشعوب هي من سيجبر هذه الأنظمة على دعم سورية في استعادة حقها.

إن الصمود البطولي الذي يقفه الشعب الفلسطيني في غزة متحدياً آلة الحرب الفتاكة الإسرائيلية بلحم جسده، يستحق من النظام السوري الذي كان يعتبر نفسه منذ أجيال أنه الوصي الوحيد على القضية الفلسطينية أن يهبَّ إلى نجدة الأهل والأشقاء في غزة هاشم، وسيجد هذا النظام من الجماهير السورية الدعم والتأييد والتسابق إلى المعركة مهما بلغت التضحيات.