ولنا في ذكرى الهجرة آمال

ولنا في ذكرى الهجرة آمال

محمد هيثم عياش

[email protected]

حل علينا يوم أمس الاثنين اليوم الاول مرور حوالي 1430 عاما على هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة الى المدينة المنورة مع صاحبه الصديق ابو بكر الصديق رضي الله عنه ، حلت علينا السنة الهجرية الجديدة وشعبنا في فلسطين يعاني الشدائد فجيش الصهاينة يقصفون غزة بعيد انتهاء احتفالات النصارى بعيد ميلاد سيدنا المسيح ابن مريم عليهما السلام وكأن هؤلاء الخنازير انتظروا غفلة العالم بابتهاجاتهم لارتكابهم مذابحهم التي تفوق مذابح النازية / لهولوكست / لليهود أثناء وقبيل الحرب العالمية الثانية اجراما ان كانت / الهولوكست / هذه حقيقة . ولا أريد أن أصف الصهاينة بالقردة علما أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد بأنهم أحفاد القردة ، بل الصهاينة خنازير ، هل تعلمون لم حرَّم الله علينا أكل لحم ذلك الحيوان ؟ ليس لأن لحمه قذر فقط فقد أثبت علماء الطب بأن الاعضاء الداخلية للخنزير تشبه تماما أعضاء الانسان الداخلية ، ولا أريد الابتعاد عن ذكريات الهجرة ، فقبل 1430 عاما شهدت الانسانية قيام أول دولة اسلامية في العالم هذه الدولة التي كانت العدالة قانونها فهي أرست العدالة لتكون قانونا للانسانية جمعاء هذه الدولة الصغيرة سرعان ما اصبحت دولة تمتد من جزيرة العرب الى أطراف الصين شرقا والى ضفاف المحيط الاطلسي غربا ، وقد كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة درس لنا جميعا بأن الهجرة طريق العودة عبر الجهاد ، هل تذكرون حيث الصحابي سراقة بن مالك ، يوم طمع بالمائة الناقة لتي وضعتها قريش لمن يقتل محمدا وصاحبه قبل ان يصلا المدينة المنورة ، وساخت أقدام فرس سراقة في التراب الحامي ونادى سراقة الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له ادعو ربك لفرسي والله لن أدل عليك ، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام لسراقة كيف انت وسواري كسرى ، وطار جنون سراقة وهو عائد الى قومه بني مذلج وصاح بقلب الصحراء ضاحكا ان قريشا أعلم بصاحبها أيعدني محمدا سواري كسرى وهو هارب  من قومه ، ولم تمر الا سنوات قليلة  الا والنبي صلى الله عليه يفتح مكة وتدخل القبائل العربية الاسلام ، وينادي مناد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على سراقة ويجيء الرجل ويقول له عمر مدَّ يديك وألبسه سواري كسرى وقال له قل الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن يزدجرد وألبسهما  سراقة بن مالك اعرابي من بني مذحج ، أتذكر حديث الغار يا سراقة ؟ اليوم يوم بر ووفاء . كانت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نصر للاسلام والنصر مقرون بالصبر ، واخواننا المصابرون المجاهدون في فلسطين والعراق وافغانستان وفي بقعة من بقاع العالم مقرون لهم النصر مع ضرورة الايمان بالابتلاء والصبر  على الأذى  فقد ابتليت أمم قبلنا كما أوذي النصارى وأوذي الشيوعيون أفلا نصبر نحن على ذلك وقد خلت من قبلنا المثلات ؟ صدقوننا ان النصر لهذا الدين وللمسلمين وما علينا الا الثبات والتضحية ، وانتصار المقاومة الاسلامية في فلسطين المحتلة آت عن قريب بالرغم من اشتداد قبضة الصهاينة عليهم وغدر بعض زعماء الدول العربية بهم  وتداعي جميع الامم عليهم وعلينا ولكن يجب علينا أن نؤمن بالله حق الايمان بأنه سينصرنا اذا ما أردنا النصر منه والصبر على الشدائد وقد صبر الرسول والصحابة والتابعين على الاذى وكان النصر لهم .

وبعد فقاتل الله زعماء بعض الدول العربية ومن بينهم النظام السوري الذين جعلوا من السنة الميلادية اهم من السنة الهجرية لأنهم يريدون وراء سياستهم هذه أن ينسى المسلمون قيمة الهجرة ودروسها العظيمة وقد بقيت سنين طويلة معرفة تاريخ ولادتي  من السنة الهجرية ، وسامح الله أحد أخواني من الاسلاميين فقد ارسل لي رسالة يبارك لي بحلول العام الميلادي الجديد بدل أن يبارك لي بالعام الهجري الجديد .