حين يكون الأمن الوطني مهدّداً

مِن قِبل الحكّام .. ماذا تفعل الشعوب !؟

عبدالله القحطاني

·  مهمّة الحاكم الأولى ، هي المحافظة على الأمن الوطني ، في بلاده ، ماكان منه داخلياً ، كمنع التظالم والاحتراب ، بين المواطنين .. وما كان خارجياً ، كصدّ العدوان الموجّه ضدّ الوطن ، من أيّة جهة خارجية !

·  المواطنون الذين يعرّضون أمن الوطن للخطر، عبر الخيانة ، أو التجسّس لحساب جهة خارج الوطن ، أو عبر تهديد الأمن: الاقتصادي ،أوالثقافي، أوالصحّي ، أوالبيئي.. إنّما يرتكبون جنايات كبيرة ، تستوجب العقاب الصارم ، الذي يفترَض أن يعاقبهم به الحاكم !

·  حين يكون الحاكم ، نفسه ، هو مصدر الخطرعلى الأمن الوطني ، ماكان منه سياسياً ، أو عسكرياً ، أو ثقافياً ، أو اقتصادياً .. فما دور الشعوب ، في هذه الحالة !؟ وهل يحقّ لها ، أن تهبّ لإيقاف الحكّام عند حدّهم ، أو اقتلاعهم من مواقع المسؤولية !؟

·  الحالة السورية : يحكم آل أسد بالعقوبات الصارمة ، على صحفي كتب كلمة ، ينتقد فيها نظام الحكم ، في جريدة .. أو قال كلمة ، في أحد مواقع الإنترنت ، أو في إحدى الفضائيات ، فيها إشارة إلى بعض الفساد ، الذي يمارسه الحكّام وأعوانهم ، وينشرونه في البلاد .. ولديهم تهم جاهزة لهذه الأفعال ، مثل : ( توهين نفسية الأمّة !) و (النيل من هيبة الدولة !) و( إضعاف الشعور القومي !) ونحو ذلك ! مع أن ما يقوله المواطنون من نقد ، عامّة ، إنّما ينصبّ على أفعال خطيرة ، مدمّرة ، ممّا يفعله آل أسد ! بعضها يشكّل خيانات وطنية صريحة ، وبعضها يسبّب تخريباً كبيراً للبلاد ، وتحطيماً لنفسيات البشر.. مما يجعل الدولة لقمة سهلة ، لأيّ غاز مغامر ، يتوق إلى اقتحام حدودها .. بل إلى احتلال عاصمتها ! وما تمارسه القوات الصهيونية ، باستمرار، من خرق للأجواء السورية ، وضرب للمنشأت الحيوية الهامّة..أكبر دليل ، على أن الدولة في خطر داهم ،  في ظلّ حكم آل أسد !

·  الزمرة الحاكمة تعرف ، جيداً ، مافعلت بالبلاد والعباد ! والشعب السوري ، كله ، يعلم مافعلت ، وما تفعل كل يوم ، من خيانات صريحة ، واضحة ..! والزمرة تتّهم من يشير إلى خياناتها ، بأنه خائن .. فمَن أولى بالاقتلاع !؟

·  الزمرة الحاكمة تملك أموال الدولة ، وسلاحها ، وسلطاتها ، والدعم الخارجي لها .. في مواجهة الشعب ! والشعب لايملك إلاّ جماهيره الحاشدة ، التي تحرص الزمرة الحاكمة ، على تمزيقها ، وتقييدها ، وشلّ حركتها ! ولا تبقي لها إلاّ خيارات محدودة ، لمواجهة الفساد والخيانة ! والأيام حبلى ، والأقدار بيد الله ، يجريها ، كما يشاء ، على عباده !