في وداع الكذاب
بلال بداع
إعلامي عراقي
نتيجة لما خلفته سنوات الاحتلال السوداء من دمار وخراب والتي أدت إلى تراكم صور الحزن والأسى لدى كل العراقيين , أصبح كل عراقي ومن موقعه ينتظر أية فرصة للتعبير عن مخزون غضبه تجاه من خرب بلاده وعاث فيها فسادا , وبالرغم من أن المقاومة العراقية جعلت كل العراق ساحة لها للتعبير عن ذلك , والمقاومة كرد فعل طبيعي على الاحتلال ليست فقط بحمل السلاح ومواجهة العدو , بل تتعد أشكالها وتختلف وسائلها , ونجد مثالا لذلك أن النخبة المثقفة كانت تنتهز فرص المحافل والتجمعات للتعبير عن رفضها للاحتلال وحنقها على كل أفعاله الدنيئة , فبالأمس القريب عبر الجمهور الرياضي العراقي المتمثل بكل أطياف البلد مع نخبة من الفنانين في ملعب الشعب في العاصمة بغداد عن انتفاضتهم بوجه الجنود الأمريكان الذين دنسوا أرض الملعب في نهائي بطولة الدوري الكروي للموسم السابق , واليوم ينبري الإعلامي البطل ( منتظر الزيدي ) ليعبر عن حنقه وغضبه نيابة عن كل الإعلاميين الشرفاء في العراق , ونيابة عن كل عراقي وعربي شريف بعد أن استحضر في وجه ( بوش ) وهو يراه يتحدث عن بناء العراق وإنقاذه استحضر كل خداع هذا الرجل الذي أصبح رمزا للكذب والشر المستطير , ومرت أمام عينيه كل صور المآسي التي جلبها للعراق , فسدد فردتي حذائه إلى هذا الوجه الحاقد المخادع لينفس عن غضب يعتمل في قلوب كل العراقيين بعد أن طفح بهم الكيل وأصبحوا لا يتحملون هذا الكذاب الأشر , فاختصرت ضربة منتظر ما أراد أن يقوله العراقيون في وداع كل كذاب مخرب , وهو الوداع الذي سيلحق جنوده ومن جاء معهم في ساعة الخلاص والتي باتت أقرب مما يتصور بوش ...! وبعد أن لعب بوش وإدارته وكل عملاء الاحتلال على الوتر الطائفي وحاولوا أن يضللوا الجميع بادعائهم أن المقاومة العراقية لا تستقطب كل العراقيين وأنها محصورة لطائفه معينه نتيجة تركيز جهدهم الدعائي والإعلامي على محافظات وطائفة معينه , ظهر ابن العراق أولا وابن الجنوب ( منتظر الزيدي ) ليثبت أن هذا الادعاء عار عن الصحة وان العراقيين جميعا يشتركون برفضهم للاحتلال بعد أن رأوا ولمسوا ما حل ببلادهم من دمار وخراب نتيجة تصرفات الاحتلال وأعوانه فخابت نوايا الاحتلال وعملائه -- بورك ( منتظر ) وليعلم كل من ساهم بتخريب العراق بان ما ينتظره مستقبلا من الشعب العراقي وداع خاص - كوداع منتظر الزيدي لبوش الكذاب ....!