الركن الأساس في تأرجح العواطف والحماس

د.مراد آغا *

[email protected]

لعل تأرجح وتمرجح العواطف الانسانية في متاهات وآهات عالمنا العربي الكبير وخير اللهم اجعلو خير قد تميزت دائما بعنفوانها وغزارتها وتميز شحذ الهمم والذمم وتحويل الحبة الى قبة حينا وتحويل المنفوش الى فافوش أحيانا الى صفة ومعلم من معالمنا الجلية وبالمعية

كأن يتحول في غمضة عين الجمهور من حملة للزهور الى حملة للشرور وعظائم الأمور ومابين حملة للورود الى حملة للشحاحيط والشباشب مابين صغير وشائب وقذفها يمنة ويسرة أصيلا وبكرة في عالم من تبادل لقصف العواطف عالمايل والواقف وعالمبلول والناشف مابين مجرد الحب الأخوي مرورا بالعذري وعبورا الى الحب الجماعي العقائدي والالهي والوطني حتى الوصول الى أكثرها تنميقا ومكيجة وهو من فئة عواطف التملق ومسح الجوخ والتشحيف عالناعم والخفيف بعد قبض المعلوم أو حتى تبرعا وتطوعا ظريفا ومهضوم

ولعل اكتشاف الغرب من زمان لخصائص وخفايا عواطف العربان سهل ويسر التعامل معهم وافتراسهم حلالا زلالا من قبل القراصنة والغزاة والحيتان بعد رفع وقلع غطاء خلافة بني عثمان وكان ياماكان

قد يكون تقلب العواطف وتحول الحبيب القريب في لمح البصر الى عدو غريب ومن ثم يتم ارجاع المياه الى مجاريها وعمار والله حاميها عبر تبادل لقصف القبلات ومصمصة الخدود وتبادل لنقر الأنوف والدفوف من عمان والهفوف وصولا الى وهران وتندوف مع كم نغم وسلطنة وياليل وياعين ويا أووف

ولعل سياسات الجرعات البطيئة والمطبقة اعلاميا عبر مايسمى علم النفس الدعائي والمتمثل في سياسات التدرج والدرجات الذي يستغل خاصة ميزة النسيان واخماد الغليان بأن يكون تكرار الأمر يجعل من كبيره عاديا وروتينيا حتى لو كان ماظهر منه يخبئ ماكان أعظم ومخفيا

كلنا يعلم كيف بدأ قصف العباد في فلسطين والعراق وكيف كانت ردود الفعل الأولى وكلنا يعي كيف أصبحت اليوم تلك المشاعر الروتينية حيال نفس المآسي

ردود الأفعال تلك التي قضت مضاجع وملتقيات ومرتكيات النشامى عندما هبت الصناديد وحملة الشباري والشباشب والشواريخ وهددت بمحو العدو من الأرض الى المريخ

نفس المشهد السابق الذي كان مأساويا بالأمس أصبح أكثر من عاديا اليوم

حصار غزة مثلا وتحويلها الى أكبر بدونستان في العالم العربي بالصلاة على النبي حيث يشارك الأعراب اليهود في حصار اخوانهم أصبح اليوم أكثرمن اعتيادي بغض النظر عن ماهو الحال المزري من أن لاحول ولاقوة وأن الفجوة والهوة تتسع يوما بعد يوم تذبذبا حتى تصبح أمرا مفعولا وعلى الدوم

الكل يتذكر مثلا كيف كانت الأغاني الوطنية والحماسية التي أعقبت النكبة ون ثم النكسة وبعدها النكبات والوكسات العربية حتى تحولنا اليوم وفي قفزة نوعية أذهلت البرية الى أغاني الهشك بشك ورقصني ياجدع باعتبار أن العيد قد هل بعد تحرير المغتصب من المحتل

لذلك فان سياسات الترويع والقتل والاحتلال والتجويع مهما كان وقعها في مراحلها الأولي مروعا وفظيع فانها مع التقادم تصبح أمرا عاديا وروتينيا بل حتى تتطوع وتتبرع العباد للدفاع عنها باعتبارها أصبحت هي الواقع وكأنها بلاء الهي لامرد له ولا دافع

قد يكون المثال الصارخ الأكبر هو أن تقمص شراذم العالم العربي وفتات خلافة بني عثمان بعدما غدر بهم العربان وكان ياماكان بحيث يقارن فلان وعلان مابين مايسمى بلد عربي مع بلد آخر وتتم المقارنات مابين ترفع وازدراء وتبادل للوطنيات والمشاعر الجياشة وتعزيز للحدود وحفرللخنادق والاخدود بل وحتى قصف للأنفاق والمسارات وتنقلات البدو الرحل والمهربين والمتعيشة والسعاة في مناكبها من على أطراف الحدود العربية العربية والتي تزداد يوما بعد يوم ونيقة عن الخليقة رسوخا وعمقا واتساعا بينما تتقارب باقي دول العالم وتتجانس وتتناغم

بطبيعة الحال ماكان هذا ليحدث لولا تطبيق سياسات الجرعات ومن كلو هات مابين ترهيب وترغيب وأن التكرار يرسخ الفكرة في عقول النشامى والأحرار ويجعل ماعداها مولدا للفتن وعدم الاستقرار

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

لعل ماحصل مؤخرا من هطول للأحذية والشباشب والشحاحيط في انتفاضة شعبية واعلامية فضفاضة أعقبت هبة الحذاء المنتظر والذي انهمر تجاه متصرف بلاد العم سام بوش مكيع السلاطين والحكام وقرقوش وبالرغم من الدلالات والنتائج والتي وان لم تحرر فلسطين والمغتصبات لكن عمق المشهد وارتداداته ستحتاج بعضا من الوقت لامتصاصها باعتبار أن ادخال ماحصل في موسوعة غينيس في طي النسيان سيحتاج وقتا طويلا نوعا ما نتيجة لعالم العولمة من جهة ونتيجة لتكدس الحقد العربي والعالمي على الرجل نتيجة لسياسات خاطئة وفرضيات ومؤامرات ومخططات أضرت كثيرا في العالم العربي والاسلامي وأركعت الاقتصاد الأمريكي والعالمي

الا اذا كان هناك تذكيرا معنويا بالحدث تأكيدا على هدم حدود نفسية وشلل واحباط عانى منه الانسان العربي ويعانيه يوميا عبر عجزه عن تحصيل رغيفه وكرامته التي تداس يوميا بالأحذية والجزم في دول تحولت من زمان الى جزمستانات تتساقط فيها الأحذية والكنادر على رؤوس العباد في مشهد يومي وعفوي نادر

ولعل ماقام به حزب الله مؤخرا بالتذكير بمعاناة غزة -وللعلم فان الجهاز الاعلامي لحزب الله اللبناني هو الأكثر توجيها وتركيزا في المنطقة العربية في صراعها مع اسرائيل ويعتمد ببراعة على علم النفس الدعائي بمهنية عالية

وتذكير قناة الجزيرة المتكرر بمعتقليها من الصحفيين تيسير علوني وسامي الحاج هي مع الأسف حالات نادرة وغير منسقة ومنظمة في العالم الاعلامي العربي للمطالبة بالحقوق الضائعة والتذكير بها ناهيك عن فقدان أي تأثير على مستوى الاعلام العالمي أمام جبروت الآلة الاعلامية الغربية وتابعاتها من الاعلاميات العربية نتيجة للمليارات التي تضخ يوميا تبنيا لآراء واتجاهات أدخلت العباد في ستين حيط وأصبح مصير العباد متأرجحا على خيط

ولعل أكثر مايؤلم في الأمرهو أن معظم وسائل الاعلام الرسمية العربية وحتى مؤتمر وزراء الاعلام العرب الأخير كان موجها ومتجها الى سياسات حجب وشطب وطمس ودعس وفعس الحقائق ناهيك عن الامناع عمدا عن التذكير بها حتى ولو من أول السطر أوحتى بمجرد أل التعريف

حتى معظم المواقع الالكترونية العربية السياسية التي تبث من داخل بلاد العربان والتي قد نلتمس لها العذر لأسباب يعرفها الكبير والصغير والمقمط بالسرير لكن ماهو عذر المواقع التي تبث من الخارج بعد أن طفشنا وهربنا وفركناها ناجين بماتبقى لنا من كرامات الى ملاذات الغرب حيث يوجد الى حد ما مايسمى حرية الرأي والتعبير المعاكسة لحرية الشرشحة والتعتيم والتعتير في عالمنا العربي الكبير عالم النخبة والصفوة والمعترين والمنبطحين عالبلاطة والحصير

هذه المواقع سواء كانت الكبيرة منها والمدعومة والمسنودة ماديا من أشخاص أو هيئات أو حتى حكومات غربية أو حتى منها البسيط والمجاني من فئة صنع في منازلهم أعزكم الله وأعزهم والتي تكفي فيها بعض من العبارات التذكيرية حتى لاتتبخر الذكريات ويتم ركنها في الدرج والدكونة والنملية

كلها تقريبا قشة لفة تخلو اما سهوا واما لأمر في نفس يعقوب من التذكير بانتهاكات حقوق الانسان في عالم الأعراب أو حتى عبارة لن ننسى فلانا أو علانا أو لن ننسى ماحصل في كذا أو ماحصل لكذا وحيثما ولعل وهكذا

الانسان في عالمنا العربي بالصلاة على النبي انسان عاطفي بطبعه وصنفه ونوعه وتقلبات العواطف والحماس مابين هبات ونخوات على مبدا -خسى وياباطل- وتبادل لقصف الزهور والورود والذي قد يتحول بقدرة قادر الى تبادل للرصاص والبارود يجعل من حالنا العربي نيقة عن الخليقة يصيب العدو بالعين والحسد والصداع والشقيقة وتبادل الزهور تارة والشباشب والشحاحيط تارة منظر أكثر من مألوف في عالمنا العربي الغامض علينا والمكشوف لغيرنا والذي تكفي فيه متابعة مجرد مباراة أخوية لكرة القدم مثلا حيث يتم فيها تبادل للقبل بدءا وللجزم والشواريخ لاحقا بحيث تتحول عددا وعدة الى مباريات علي بابا والأربعين جزمة ولحن ونغمة

عالمنا العربي عالم العواطف الجياشة والذي أصبح عاريا بعدما سحب من تحته البساط ومن فوقه القماشة ودخل من زمان مابين فكي الكماشة هذا العالم الطيب بأهله وأصله وفصله عالم نتمنى له الخير بعواطف صادقة شفافة ومتجددة تأبى النسيان خلافا لماحصل ويحصل لحقوق الانسان والتي دخلت عبر سياسة الجرعات من زمان غينيس في طي الذل والفاقة والهوان وكان ياماكان.

              

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

www.alhurriah.blogspot.com

[email protected]