عبثية الحرب على حماس
عبثية الحرب على حماس!
صلاح حميدة
كنت أشرت في بعض مقالاتي السابقة الى أن الحرب على حركة حماس ستبوء بالفشل الذريع ، لكونها حركة ربانية تحمل لواء الاسلام وتتبنى منهجه ، يضاف الى ذلك كونها حركة جماهيرية متجذرة في الشارع الفلسطيني ، ويزيد من تجذرها تمسكها بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
قبل مهرجان انطلاقة حماس الحادي والعشرين ،توقع عدد من المحللين السياسيين أن يشهد هذا المهرجان تراجعاً كبيراً في عدد الحضور ، بسبب الحصار الشديد الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ واعتبر هؤلاء أن الناس ستنفض عن حركة حماس لأن (رغيف الخبز أهم من الديمقراطية ) كما قال أحدهم.
شكل الحضور الشعبي اللافت في المهرجان مفاجأة للجميع على حد سواء ، وكان تأثير ذلك واضحاً على لغة الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية ، وتصريحات قادة حركة حماس الآخرين قبل المهرجان وبعده.
بالتزامن مع الفرح الذي أظهره قادة حماس وعناصرها لهذا المهرجان الحاشد ، شكل هذا الحضور الجماهيري مفاجأة مقيتة وسيئة للعديد من الأطراف المحلية والاقليمية والدولية، ولا أشك للحظة أن دوائر صنع القرار عند هذه الاطراف أصيبت بخيبة أمل كبيرة عندما شاهدت هذا المهرجان ، وتيقنت أن كل ما فعلته بهذه الحركة من اغتيال وملاحقة وحصار وسجون وحرب تشويه اعلامية ذهب أدراج الرياح ، بل زاد من قوة الحركة وتجذرها ، وزاد الالتفاف الشعبي حولها .
كذلك حمل هذا المهرجان أخباراً سيئة الى مراكز استطلاعات الرأي التي تطلع بين الفينة والأخرى لتعلن عن تراجع شعبية حماس وانفضاض الناس عنها، فهذا الحشد الهائل يعد أكبر حشد في تاريخ فلسطين ( حسب رأي بعض وكالات الانباء العالمية) ،و يعتبر أكبر استطلاع رأي بدون نسب خطأ..
كما حمل هذا المهرجان رسالة واضحة من حركة حماس الى كافة القوى السياسية والشخصيات الوطنية في القطاع وخارجه ، أنها لا تسعى للاستئثار بالقرار الفلسطيني الداخلي بالرغم من امساكها بكافة خيوط المعادلة الفلسطينية الداخلية ، وأنها بوارد صياغة آلية مشاركة في صنع القرار لكافة القوى والشخصيات والمؤسسات في قطاع غزة ، وهذا باعتقادي كان من أهم القضايا التي أعلنت في المهرجان بعد الحشد الكبير الذي تم.
حمل هذا المهرجان رسالة الى كل الدنيا أن حركة حماس لا تثنيها الخطوب ولا القمع ، حمل رسالة الى أن الشعب الفلسطيني يتكاتف مع قيادته ، فهي تحاصر كما يحاصر ، وتجوع كما يجوع ، ويقتل أبناؤها كما يقتل أبناؤه ، ويتقدم قادتها الصفوف على مذبح الحرية ، وهذا هو سر هذا الالتفاف الجماهيري حول قيادة حماس ، فالشعب الفلسطيني يريد قيادة يتقدم قادتها وأبناؤهم سلم التضحيات من أجل رفاهية وحرية هذا الشعب .
هذه هي أهم رسائل مهرجان انطلاقة حركة حماس الحادي والعشرين، والتي تقف على رأسها حقيقة عبثية حرب وقمع حركة كحماس ، والذي أعتقد أن دوائر صنع القرار في المنطقة والعالم بدأت تراجع سياساتها بهذا الصدد.