إفريقيا التي يراد لها أن تموت

وحصار غزة عار على الإنسانية

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / ‏09‏/12‏/2008 تعتبر مسألة مكافحة الفقر والامراض وانعاش شعوب القارة الافريقية اقتصاديا واجتماعيا من هموم السياسة الالمانية الرئيسية ، فألمانيا  تعتبر الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية ودول اخرى في اوروبا التي تقوم بتقديم مساعدات تنموية  لشعوب القارة السوداء  وتطالب الدول الصناعية والغنية تكثيف جهودها للقضاء على الامراض وخاصة أمراض المناع الجنسية / الايدز / والحصبة والحمى وغيرها ، ويطلق الصحافيون على الرئيس الالماني هورست كولر بـ / كولر / الافريقي لكثرة زياراته الى دول تلك القارة وحثه خلال خطاباته التي يلقيها  في مناسبات متعددة على مساعدة شعوب افريقيا ، ثم أدى انتشار داء / الكوليرا / في زيمبابوي  والكونجو مؤخرا الى ازدياد القلق الالماني على تلك القارة .

الا أن الفقر والمرض والجوع لا يعتبر السائد في تلك القارة بل العنف والنزاعات العسكرية والاغتصاب يعتبر الحاكم المطالق في ربوع القارة الافريقية . وعزت وزيرة التنمية والتعاون الدولي هايديماري فيتسوريك تسويل المشاكل والكوارث التي تعاني منها تلك الشعوب الى  الاستعمار الغربي لشعوب تلك القارة  مستغلا خيرات بلادهم فالقارة الافريقية تستطيع تغطية احتياجات العالم من الطاقة والمنتجات الغذائية وغيرها ، فالسودان وعلى سبيل المثال تعتبر أراضيه أكثر اراضي القارة الافريقية غنى بالحنطة ومشتقاتها الا ان عوامل السياسة والفتن بين الشمال والجنوب جعلت تلك الدولة تسبح في العنف والفوضى منذ اكثر من عشرين عاما وجعلها من بين الدول الاكثر فقرا في العالم جراء تدفق اللاجئين اليها ومنها الى دول افريقية اخرى وبالرغم من الجهود الدولية والضغوط التي تمارس على حكومة تلك الدولة المركزية لانهاء النزاع حول دارفور والجنوب السوداني الا ان العنف لا يزال سائدا لتدخل قوى كبيرة لابقاء السودان في دوامة العنف ، كما ان مناطق الجنوب من القارة الافريقية تعتبر من المناطق الغنية بالذهب اضافة الى الزراعة الا ان الغرب لا يريد مساعدة هذه الشعوب بشكل قوي لتجاوز ما يعانيه من تخلف وفقر وان جمع التبرعات لمساعدة اطفال ونساء وبقية شعوب القارة الافريقية لا يعتبر حلا لهذه المشاكل بل المبادرة لتطوير وتحسين البنية التحتية للاقتصاد والمجتمع . واعتبرت زعيمة منظمة العفو الدولية بالمانيا بربارا لوخبيلر بندوة صحافية حول افريقيا والحصار على غزة دعت اليها مبرة هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية ببرلين هذا اليوم / الثلاثاء 9 كانون أول/ ديسمبر الجاري  الاحتلال الاوروبي سواء احتلال المانيا لبعض شعوب تلك القارة هي السبب الرئيسي للفوضى والعنف  والفقر والجوع  اذ ان الاستعمار لأي دولة في العالم لا يمكن ان يغادر دولة ما دون أن يخلف وراءه الاسباب التي تجعل الشعوب المحتلة بحاجة الى محتليه فما يعانيه شعب زيمبابوي من العنف وديكتاتورية حكومته احدى مخلفات  الاحتلال الالماني وغيره والامر ايضا في الكونجو مؤكدة ان الغرب لا يريد مساعدة افريقيا بشكل حاسم بل يراد لأفريقيا ان تموت جوعا عقابا لشعوبها بطردهم المحتلين الاوروبيين مطالبة الحكومة الالمانية وضع حد للمأساة الافريقية على الصعيد الدولي والاوروبي  بشكل خاص لأن اووربا تتحمل مسئولية ما يعانيه الافارقة جراء احتلالهم لشعوبها.

وحول غزة ، نفت  وزيرة التنمية والتعاون الدولي هايديماري فيتسوريك تسويل مسئولية مباشرة للحكومة الالمانية حول ما يعانيه شعب غزة من  الحصار الذي ساهم بانتشار الجوع والفقر وذلك لدعمها حكومة الكيان الصهيوني في سياسته التي ينتهجها في الاراضي العربية المحتلة معلنة ان المانيا كانت اول من أعلن عن ارتياحه للمصالحة الوطنية التي رعتها المملكة العربية السعودية في مكة المكرمة عام 2006  بين الفصائل الفلسطينية التي ادت الى قيام حكومة وحدة فلسطينية وان الوزيرة كانت اول من قام باستقبال الوزير الفلسطيني عزمي الاحمد إثر قيام هذه الحكومة لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني  وانهيار هذه الحكومة كان وراء قوى سياسية كبيرة ادى الى استيلاء حماس على غزة واخراج فصائل فتح منها معتبرة ان معاناة شعب غزة مسئولية تتحملها السلطة الفلسطينية لأنها لم تثبت مقدرتها على على انها حكومة لكل فئات الشعب الفلسطيني مؤكدة ان الحكومة الالمانية تدعم بشكل مباشر وبدون مباشر المفاوضات للمصالحة التي تجري بين الحين والآخر بدولة عربية أو غيرها وان على المجتمع الدولي ممارسة ضغوطه على حكومة الكيان الصهيوني اضافة الى مصر فتح المعابر لتسهيل وصول المساعدات لشعب ذلك القطاع . جاء ذلك خلال ندوة دعت اليها مبرة هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية / الذي يشرف عليه حزب الخضر / ببرلين مساء يوم أمس الخميس وذلك ردا على  انتقاد رئيس معهد حقوق الانسان البرليني هانر بيلفيلد الذي اشار بأن الحكومة الالمانية تتحمل مسئولية ما آلى اليه شعب قطاع غزة لدعمها حكومة الكيان لصهيوني وبالتالي مسئولية الاوروبيين الذين يضعون آيديهم في آذانهم لعدم الاصغاء الى المطالب من اجل الحوار مع حماس لإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني ولا سيما سكان ذلك القطاع مؤكدا أن الدول العربية وخاصة مصر تتحمل مسئولية الفقر والمرض والجوع الذي يعاني ذلك الشعب منه ، بينما وصفت زعيمة منظمة العفو الدولية بالمانيا بربارا لوخبيلر وضع مصر  والسلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني عوائق حالت دون أداء الكثير من اهالي غزة لفريضة الحج بأنه خرق وانتهاك لحقوق الانسان مؤكدة ان ما يعانيه سكان غزة عقابا لهم لموقفهم من حماس التي تعتبر احد نواة  احلال السلام في المنطقة وبدون هذه المنظمة وآراءها فلا يمكن ان يكون هناك سلام في منطقة الشرق الاوسط ، بينما أكد وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالمانية  / عضو حزب الخضر / لودجر فولمر الذي شغل هذا المنصب في حكومة سابقة للمستشار جيرهارد شرودر أن الإدارة الامريكية لم تكن في يوم من الايام صادقة باحلال السلام في المنطقة وان مؤتمر أنابوليس كان بمثابة سخرية على العالم واقامة دولة فلسطينية  قبل رحيل جورج بوش عن البيت الابيض كان من أجل كسب بوش ثقة الزعماء العرب وقيام هذه الدولة لن يكون في عهد الرئيس المنتخب باراك اوباما لأن الادارة الامريكية لن تهتم بمسألة السلام متهما الاتحاد الاروبي والدول العربية  بأنهما  وراء المآسي  التي يعاني سكان غزة منها وحصارهم وتجويعهم عار على جبين الانسانية وخاصة الاروبيين الذين لا يزال يطالبون بضرورة احترام حقوق الانسان واختيار غزة والشعب الفلسطيني لحماس من خلال الانتخابات النزيهة التي أدت لاستلامهم الحكم في الضفة الغربية ورفض الاوربيين لنتائج تلك الانتخابات كان وراء العنف السائد في تلك المنطقة ودليل واضح على عدم احترام الغرب لاختيار وارادة الانسان مطالبا الحكومة الالمانية التي تعتبر أكثر دول الاتحاد الاروبي  أهمية السعي لانهاء الوضع الماساوي في الضفة الغربية وفتح صفحة جديدة مع حماس والشعب الفلسطيني على حد أقوالهم .