ألاعيب الجنرال عون وأهداف زيارته المشئومة
ألاعيب الجنرال عون وأهداف زيارته المشئومة
لنظام دمشق الربيب الجديد
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
طموح الجنرال ميشيل عون الخفي القديم الجديد بأن يُحوّل لبنان من النظام الديمقراطي إلى الكونتوني الديكتاتوري ليقود هو إحدى مُربعاته تحت غطاء النغم الطائفي والتعصب المسيحي المُتطرف ، وهو يبذل من أجل ذلك جُلّ طاقاته وجنونه للوصول لهذا الهدف المشئوم ، عبر إثارة العواطف الطائفية المقيتة التي تمّ إخمادها في السابق ، وبالتالي فإنّ أعماله وتصريحاته وحركاته البهلوانية المُتناقضة واندفاعاته اللاعقلانية تجاه خصومه السابقين وحلفاءه اللاحقين ، ومن اتهمهم في السابق أيضاً باغتيال رمز لبنان الحريري لا تصب إلا باتجاه المُعادي للبنان الحر والسيد ، ولذلك فهو يسعى لإقامة علاقات خاصة جداً معهم على حساب الدولة اللبنانية والشعب بهدف الاسترزاق ، ليُحوّل خصومته وحقده تماشياً مع خطّه الجديد الذي انتهجه لمن أعاد إليه الاعتبار ووقف الى جانبه من تيار الاستقلال بعد أن كان سائحاً متسولاً ضائعاً في متاهات التشرّد والحرمان والتجاهل ، بعدما قدّم هذا التيّار الأثمان الغالية من الدماء والمُعاناة رخيصة لكل اللبنانيين ولبنان الوطن ، ليجزيهم هذا الجنرال على معروفهم بمحاولاته ، لكسر أيديهم وأعناقهم وسحقهم عبر خصومهم اللدودين من حلف طهران ، الذي استباحوا الحُرمات وسفكوا الدماء غزيرة تحت مُسميات كاذبة كالمقاومة والصمود والتصدي ومواجهة إسرائيل ، بغية أن يتربع هو أيضاً على جثث من تبقّى من أشلاء اللبنانيين ، في خطوة لا تختلف كثيراً عن اسلوب تفكيرهم وأهدافهم في السيطرة لإلغاء الآخرين ، وبمساعدة من أراد تدميره وتدمير لبنان ومحوه عن الخارطة ، لأخذه باتجاه الأحلاف المُعادية لمصالح العروبة والإسلام ، مُتناقضاً مع نفسه وبرنامجه الانتخابي الذي على أساسه نال ثقة المسيحيين واللبنانيين ، وموجهاً سهم الغدر لمن وثقوا به ، ليصل في نهاية المطاف بعد تحالفه مع حلف طهران إلى قناعة جديدة بأوليته لقيادة المسيحيين واللبنانيين بدعم من الحُلفاء الجدد مادام خاضعاً خانعاً لهم ومُدافعاً عنهم ، ليُنصبوه في النهاية خامنئياً مسيحياً عتيداً على المسيحيين ، كما هو موجود عند شيعة طهران وأتباعهم ، وشعاره في تصرفاته كلّها أنا أو الطوفان من بعدي ، لكن تيّار الاستقلال السنّي المسيحي الشيعي الدرزي ..كان له بالمرصاد في وقف تمرير مُخططه المشئوم ، الذين أعاقوا أحلامه المريضة المُدمرة ، التي يُريد بها أخذ لبنان ثانية الى المجهول ، مُقابل وصوله إلى عرش أحلامه ولو على خازوق سوري خشن أو إيراني مُقدّس
ومنطق عون نابع من اللؤم الذي يحمله على بني قومه والتمرد الذي بداخله حتّى على نفسه ، فالرئيس عنده لايصلح له إلا هو والمسيحي الغيور ليس إلا الذي معه والمُحرر هو ، والفهمان الأوحد ليس غيره ، والسلاح الذي حاربه هو في السابق الخارج عن إطار الدولة صار يصبّ اليوم في مصلحة الأنا التي يدعيها لمصلحة لبنان ولو قُتل به أبناء لبنان ، ولا احد يرى الصواب مثلما هو يرى ، ، وحتّى حزبه ليس مهمته أكثر من إعانته على الأنا ، ولذلك فهو لا يسعى من وراء دعم القوى الميشلاوية والأنظمة الاستبدادية له ، التي غررت به لتتخذه سلماً لإعادة لبنان على ما كان عليه من الفوضى والاقتتال إلا لدعم الأنا العونية إلي تُريد أن تصل إلى الكرسي ولو على خازوق عصا الجلاّد السوري والإيراني ، وهو من أجل ذلك يسعى لسحق الصوت المسيحي المُتعدد مُجدداً كما فعل في التسعينيات أواخر القرن الماضي لكي لا يبقى صوتاً فوق صوت معركته الوصولية ، وهو يركب الآن موجة حزب الله وأسلحتها ليغتنم منها الدعم المادّي والتسليحي الذي يؤهله لخوض معركة الإلغاء الجديدة كما اغتنم من التيّار السُنّي الحريري إعادة تأهيله لبروزه من جديد في الحياة العامة ، لينقلب عليه ويحاول عضّ يد هذا التيّار التي امتدت اليه بالمعروف ، عند تأييده لحزب الله على اجتياحه لبيروت والمقرّات الإعلامية لهذا التيار في 7 أيّار ، ثُمّ ليعضّ بقية الأيدي التي امتدت إليه بالخير ، وأعادته إلى بلده مُعززاً مُكرماً ، والتي كانت فاتورتها كبار القادة كالحريري ورفاقه الذين قضوا معه وبعده ، في مُحاولة غبية منه لإخضاع لبنان له لجعله ولاية مسيحية عونية ، لتُشعل أوار الحرب التي لم تحط رحالها بعد من جديد ، وبمساعدة استخبارات حلف طهران السورية ، ليبقى لبنان على مهب الريح ، بعد أن دفع اللبنانيون الأثمان الكبيرة لإعادة استقراره والطمأنينة إليه ،وتآلف أبناءه بعد مؤتمر الطائف الشهير ، الذي جمع الكلمة ووحد قلوب اللبنانيين ، والذي لولاه ولولا دم الشهيد الحريري ماكان هذا العون نائباً معروفاً ، والذي به سيذهب اللبنانيون مطلع العام الجديد لانتخابات ديمقراطية جديدة لتلقن عون وأمثاله درس عاقبة الغدر وتزييف الحقائق واللعب بثقة النّاس
وعون هذا الذي وصلت وقاحته بوصفه لمُخالفيه الذين كان على خطهم بالعمالة والخيانة والصهينة بلا حياء ، هو نفسه الذي لا يستحي بطلب التسلّح ليكون مثل حزب الله المُهيمن على القرار الشيعي بقوّة سلاحه وكذلك هو بقصد الهيمنة على القرار المسيحي بقوة السلاح الذي جلب للمسيحيين من قبل كل العار والبوار ، وليُعيد حروب الإلغاء ومحي التنوع المسيحي كما هو مُلغى ومُحارب عند الجانب الشيعي بكل أسلحة حزب الله وأمل العسكرية والأمنية والمعنوية ، ليصل هذا الجنرال إلى نهاية طموحه بخراب لبنان إن لم يؤخذ على يديه وأرجله ولسانه وحركاته ، لتُعاد كرّة الحروب والدمار من جديد التي لم يتعلم منها هذا الجنرال المعتوه شيء ، ظناً منه أن الجماهير ستهتف باسمه وبحياته ، وبالروح والدم سيكون فدائه ، بعدما حوّل حزبه المُسمّى بالديمقراطي الحر تابعاً للعائلة العونية وحواشيها ، وحتّى الباسيل جبران صهره الذي انضم إلى العائلة صار وزيراً فاشلاً للمواصلات بفضل مصاهرته للبيت العوني على الرغم من تفاهة أفكاره وتصرفاته الطفولية ،وليس عيباً ان يسرح ويمرح عون كيفما يشاء من وجهة نظره ، ولو بذهابة لسورية لمُهمّة خاصة لإعطائه الأدوات التي يُقاتل بها أخيه المسيحي اللبناني ، كتحشيد مسيحي سورية ورائه لإعطائه دعماً معنوياً وكُل ما لذ وطاب من المال والسلاح وما تشتهيهه الأنفس ، ليُدلل عون عن نفسيته الانتهازية بغض النظر عن الالتزام الأخلاقي في العمل السياسي ، وليستخدم كشوكة في وجه أبناء وطنه
وعون هذا ليس عنده مشكلة أن يكون إسرائيليا وقتما تقتضي الضرورة ، أو أمريكيا على مقاعد الكونغرس الأمريكي يجلس للمُطالبة ليس لعقاب النظام السوري بل لسورية بأكملها ، حتّى الأجنة عند عونٍ لها عقاب عند الاختلاف معه ، أو أن يكون فرنسيا الهوى كما كان في السابق ، عندما كان نزيل الشانليزية وبآخر متعه ، يتنفس منها الهواء الباريسي مع عطر النساء الأخّاذ الذي شغله عن كل القضايا ، أو يكون بين ليلة وضُحاها مُقاوماً من الطراز الأول ، ومُجيشاً للجيوش وقائداً وجنرالاً وفقيهاً وآية من الآيات ، وداعياً إلى قيادة الأمّة من إيران ، وخامنئياً أكثر من أهل البلاد ، ليؤيد استخدام السلاح ضد أبناء الوطن اليهود والعملاء في الداخل كما جاء في تصريحاتهم في 7 أيار ليلبس عمامة وجُبّة الآيات ، ومن تحتها بذلته العسكرية التي اصطنع بها الحروب الأهلية اللبنانية وحروب الإقصاء والمحي ، والحماقات التي أدّت إلى التواجد العسكري الإستخباراتي السوري على كل لبنان الذي أُزيل عام 2005 بتضحيات المُخلصين الوطنيين الكبار من صانعي نهار لبنان ، وكذلك ليس عنده المُشكلة بأن يشُق التوافق اللبناني ويذهب للنظام السوري لاستجداء دعمه على إخوانه ، في نفس الوقت الذي لم يحتمل النظام السوري توقيع عريضة أصحاب الراي السوريين لكي تكون العلاقات السورية اللبنانية ضمن الأطر الرسمية والطبيعية ، فزجّ بهم في السجون وهم لا زالوا وراء القضبان ، فما الذي يتوخاه هذا الجنرال من هذه الزيارة سوى مصالحه الخاصة والضيقة ، والتي لا تصب الا ضد مصالح لبنان.