قوات حكومة المالكي تغزو العراق

لتنفيذ أجندتها المشبوهة

الحكومة لم تعلق على مقتل الشيخ بشير الجوراني

على يد شرطة الجرائم المهمة في ديالى

سامي الحمداني

[email protected]

حادثة بشعة وجريمة وحشية ارتكبتها حكومة المالكي عندما قامت مديرية الجرائم المهمة في ديالى باعتقال الشيخ بشير الجوراني وتعذيبه لعدة أيام تعذيبا وحشيا يندى له جبين الإنسانية – إن كانت الإنسانية موجودة- ثم قتله بأبشع صور القتل كنوع من أنواع وفنون ممارسة الإرهاب الذي تتبعه الحكومة وذلك من أجل تخويف الناس كي لا يعبروا عن آرائهم وكي يخضعوا لدكتاتورية مثلت أسوأ أعوام في تاريخ العراق القديم والوسيط والمعاصر.

لم تندمل جراح العام 2006 عندما كانت الميليشيات الحكومية بقيادة سفاح العراق باقر جبر صولاغ، ومنظمة بدر الارهابية بقيادة هادي العامري والتي تحرك ميليشيا جيش المهدي الجبانة بقيادة مقتدى القذر، أذكر – على سبيل الطرفة- قبل أيام مررت بمجموعة من الشباب فسمعت من (موبايلاتهم) كلمات يضحكون منها منها:

يا مقتدى يبن الصدر  

يلعرضك الما ينستر

يا قذر يا ابن القذر 

هز مقتدى ...شعر شعر     

هز مقتدى ... شعر شعر

ولعل القاريء ينتقد انتقالي من أسلوب سرد الحقائق والجرائم الى الاستشهاد بمثال مضحك، غير إنني أفسر هذا بأنه استياء من أفعال هذا الجبان النكرة، فأرادوا أن يشتموه بطريقتهم الخاصة تلك الطريقة التي اتبعها ذلك الصبي عندما سأله جارهم (الحقير جدا والطائفي جدا) من اشترى لك هذه التفاحة فأجابه الصبي: (أبوية اشترالي هذي الـ تُف احة) فكان مقطع تُف بصقة في وجه ذلك الطائفي الذي طالما كان يهدد أباه ويقلق حياته ، وما فعلته تلك الميليشيا طيلة 2006 ومن ورائهما منظمة بدر (أو غدر كما يسميها بعضهم)  من مئة الى مئة وعشرين جثة في اليوم لا يمكن أن تنسى بحال من الأحوال.

فالقضية هذه التي تقع في إطار جرائم حكومة المالكي ومن قبلها حكومة الجعفري هي أكبر من مفهوم الجريمة جريمة القتل والتهجير والسرقة بل القضية أكبر القضية قضية أجندة مشبوهة تنفذها حكومة الائتلاف بدقة والأجندة مكتوبة بأيدي إيرانية سوداء والدفعة الأولى كانت مقتل 2 مليون من رجال أهل السنة مع عدم نسيان نسبة النساء والأطفال في العدد، ومقتل آلاف الشيعة على يد القاعدة المدعومة من إيران وتلك معسكراتهم شرق وشمال شرق ايران شاهدة على ما نقول.

إن التنبيه لا يكفي للخطر المحدق بالعراق يجب أن تتخذ خطوات عملية لإيقاف المد الفارسي عن طريق هذه الحكومة العميلة التي هي ذيل لإيران، ولعل بعض الناس غير مطلعين على المخطط الذي يستهدف محافظة نينوى التي صمدت بوجه المد الصفوي لسنوات طوال.

لقد أرسل نوري المالكي قوات خاصة بحجة القضاء على القاعدة في الموصل لكن تلك القوات لم تحارب القاعدة أبدا بل تركتها تعيث برموز أهل السنة فسادا وقد تمركزت تلك القوات وقوامها (2000) ألفي جندي وضابط في محيط مدينة الموصل، والخطوة الثانية كانت توزيع ألفي قطعة أرض على تلك القوات ثم يعمل المصرف العقاري الآن على إقراضهم من أجل بناء بيوت وهذه هي قصة الزحف الإيراني في الموصل.

إن الهدنة التي أعطتها الميليشيات الحكومية لأهل السنة هذه السنة ما هي الا خدعة سرعان ما ستعاود القوات الحكومية بعدها ممارسة الإرهاب بشتى أنواعه وحادثة الشيخ بشير النجفي رحمه الله ومن قبله اعتقال حسين الزبيدي ما هي الا دلائل على ذلك ، وما سكوتها الأشهر الماضية الا استدراج واستمالة أهل السنة من أجل الموافقة على بعض القرارات وتثبيت أركان الحكومة ووصفها بأنها حكومة وحدة وطنية.

لقد دعمت قيادات السنة حكومة المالكي بكل ما تستطيع من أجل تفعيل مشروع المصالحة الوطنية وتخليص البلاد مما هي فيه لكن نوايا الحكومة – كما يبدو- كانت شريرة الى درجة كبيرة ومتعفنة إلى مرحلة لا يستطيع أنف شمها.

هل تابعت حكومة الوحدة الوطنية حالة الأرامل والأيتام؟ هل أطلقت سراح المعتقلين؟، هل اهتمت بتحسين الخدمات؟، هل وفرت الوقود؟، هل حلت مشكلة الخدمات؟، هل قضت حقيقة على الميليشيات والقاعدة؟ هل وهل ولا جواب ...والسكوت علامة الرضا

لكن بعد كل هذا ورغم كل هذا وإن بقيت أحوال الحكومة على ما هي عليه بتنفيذها للأجندة الإيرانية نقول :

إذا الشعب يوما أراد الحياة       فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي              ولا بد للقيد أن ينكسر

نعم لا بد لليل الظلم أن ينجلي كما انجلى الظلم الذي كان قبله ولكن هذا الظلم لن يدوم 35 سنة والسبب أنه أشد من ذلك الظلم وأقبح وأبشع وأوسع، ولا بد للقيد أن ينكسر ويعود المعتقلون إلى أهليهم سالمين غانمين " وقد خاب من حمل ظلما".

إن شعبا بهذا التأريخ المجيد وحضارة عمقها آلاف السنين وأياما غراء لا يمكن أن يظل ساكتا على هذه المظالم فانتظروا منه يوما يقلب النهار ليلا وإن طال الاصطبار.