(الشيخ)علي الحاتم السليمان
(الشيخ)علي الحاتم السليمان
يصدح بحب الوطن من بيت عبد الجبار شنشل
العميد حسن السقا
يعقد الشيخ علي الحاتم السليمان المؤتمرات الصحفية بين حين وحين ويقف (شامخا) ليتكلم عن الوطن والوطنية وحقوقه وحقوق تكتله المسلوبة وإنه يجب إعادة الحقوق إلى أصحابها وهذا مما لا بأس به.
لكن المقرف في الأمر أن السليمان يعقد هذه المؤتمرات في بيت الفريق الركن عبد الجبار شنشل الذي كان السليمان قد استولى عليه دون سابق إنذار!.
ولا يحتاج الأمر آنفا إلى أدنى تعليق كما نشير هنا إلى أنها ظاهرة منتشرة في عراق ما بعد الاحتلال.
صهر الفريق الركن عبد الجبار شنشل تقدم بشكوى إلى رئيس دائرة المخابرات العراقية ضد السليمان وقد تلقى السليمان بعدها أمرا بإخلاء الدار العائدة الى شنشل الذي يرقد حاليا في إحدى مستشفيات عمّان الشقيقة لكن الإخلاء لم يتم إلى الآن ربما ... وأقول ربما كان السبب هو العلاقة (الطيبة) التي تربط علي الحاتم بدولة رئيس الوزراء.
أمانتي ككاتب في هذا الموضوع هي:
أولا: الكف عن هذه الممارسات الهمجية ليس من قبل علي الحاتم فحسب بل من قبل شخصيات كثيرة تتمتع بعلاقات (طيبة) مع الحكومة، لا سيما في الكرادة التي غالبا ما اشتكى أهلها من استلامهم لتهديدات مبطنة (نريد تبيع لنا بيتك بدون نقاش شكد تريد)!.
ثانيا: تنظيم زيارة رسمية إلى المستشفى التي يرقد فيها الفريق الركن عبد الجبار شنشل للاطمئان على صحته وتكريمه كونه أحد رموز العراق وهذا أقل ما يُفعل بحقه.
لا يمكن إسقاط مفاهيم معينة أو آراء جهة واحدة على الواقع العراقي اليوم بل الحضارة والديمقراطية تقتضي فسح المجال لكافة الثقافات كي تلدي بدلوها لتعود باقة الورد العراقية زاهية من جديد والا فلن يشم العراق أبدا رائحة المجد، ولن يندمج مع العالم الذي ترك السوداوية وانفتح على بعضه.
العراق كان رائدا في هذا الانفتاح وكان قبل عقود يستقبل طلبة العلم من جميع بقاع العالم ويبعث بطلبته إلى خارج حدوده (لصيد اللؤلؤ المكنون)، واليوم ينكص العراق على عقبيه بدل أن يتقدم ليصبح بلدا مغلقا تموج به أمواج الطائفية والقتل والاغتيالات والتشرد والجوع واللجوء، وكل طائفة تحاول السيطرة عليه في سباقها مع الطوائف الأخرى وكأننا ننظر إلى دول جنوب أفريقيا عندما كانوا يوميا يسحبون الجثث من الشوارع كما تُسحب أكياس النفايات وينتهي الأمر، ربما انتهت في العراق أو قلّت بشكل كبير هذه الظاهرة لكنها ولّدت ظاهرة جديدة ربما تكون امتدادا لظاهرة القتل العلني وهي ظاهرة الاغتيالات السرية وتصفية الخصوم جسديا بالمسدسات كاتمة الصوت، ولم تنته بعد ظواهر اللجوء وحجر حرية الكلمة وسوء الخدمات وغيرها.
العراق يجب أن يخرج من هذه الأزمة الخانقة وبغداد يجب أن تعود بغداد الحضارة بغداد الأمل.