سيكون الرد ولكن في المرّة القادمة ؟ أو...

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

عشنا ويا ما حنشوف    عوجة والطابق مكشوف ... تيتي تيتي تيتي مثل مارحتي جيتي

 وقال أخرون : شفناكم فوق وشفناكم  

 بكل جرأة وعدم استحياء من شعبنا الحبيب ، صرّح وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري ،  بأنّ نظامه سيرد على أي عدوان أو هجوم قادم على سورية، وكأنه بمقولته تلك يستأذن المُعتدين ليستطلع ردّات فعلهم من وراء هكذا تصريح ، لكنه وقع في المحظور عبر قوله واعترافه الخطير مفهوماً لا منطوقاً ، بالسماح في السابق لكل من هبّ ودب بالاعتداء لأنه لم يكن هناك قرار بحماية الوطن ، والآن جاءتهم النخوة بعد سقوط الضحايا الجُدد ، وامتهان كرامة الدولة من جديد وبعد كل الخسائر المادية والمعنوية لهذا الهجوم ، ولا اعتبار على الدوام للسابق ، وإنما دائماً نتطلع للمسقبل ، و بالسين وسوف  كونهم تقدميون من الطراز الرفيع !! فهم لا ينظرون الى الحاضر ، ولا يقومون بأي عمل اتجاهه !!! حتّى ولو كان ذلك على سبيل الاحتجاج السلمي عبر سحب سفيرهم من واشنطن ، وكذلك لاينظرون الى الماضي فيُحسبوا من الرجعيين ، فهم لا يتعاملون مع الحدث ألا بمنطق المستقبل ، ولذلك فهم عبر كل هجوم يُعلنون بأنّ الرد سيكون في المكان والزمان المناسبين دون أن يُحددوا لإرباك العدو ، لإقلاقه وجعله لاينام ، وهي حرب نفسية لها أثرها على المدى البعيد ، لأنها تضغط على الأعصاب وتجعل العدو يستسلم حتّى بدون قتال ، فيُعيدوا من وراء هذه السياسية والحنكة العسكرية المتطورة كلّ فلسطين ، ويدخلوا البيت الأبيض فاتحين ، ولذلك حدد المعلم فترة الرد هذه المرّة بالإعتداء القادم ، وهو تكتيك يعمل في اتجاهين الأول لربما كي لايقع هجوم كي لا يقع رد مُزلزل ، يعني بمعنى آخر خير العلاج الوقاية ، فيخاف الأمريكان وكل الأعداء فلا يجرؤن على استباحة وطننا كما في كل مرّة ، والإتجاه الثاني : بأنّ تحديد المعركة القادمة سيكون من المُعتدي كوننا لسنا هواة حرب ، ولكننا قلبنا الطاولة فوق رؤوس أبائهم عندما استغلّوا طيبة قلوبنا ، على كل حال المثل يقول : "إلحاق الكذّاب على باب الدّار" ، وكذلك يقول مثل آخر بين حانة ومانه ضاعت الأمانة ، وما بين التصريح وتصريح يسقط الأبرياء وتُنتهك الحرمات ويُستباح الوطن بفعل سياسات النظام العفنة ، وتضيع الأرض شبراً شبراً ، حتّى راح منها الكثير ،  جزءاً لتركيا تمّ التنازل عنه من غير تفويض من الشعب، وأخراً لصالح المعتدي الإسرائيلي ، ومع ذلك سيكون الرد في المرّة القادمة ، ولكن في المش .

والحقيقة تصريح المعلم في غاية الخطورة ، وهو ما كُنّا نؤكده باستمرار ، حول تكبيل قواتنا المُسلحة وتقيدها ، وحرفها عن أهدافها التي وُجدت من أجلها لحماية الأوطان ، وإذا بها تُستخدم لسحق الشعب وسحق تطلعاته التحررية وآماله في الحرية والعيش الكريم ،  وإقامة دولة الحق والقانون والعدالة ، ويُستخدم الجيش في الإستقواء على الجار اللبناني ، الضلع الغض الندي الحاني والحبيب ، والذي هو في ذاكرة السوريين الأمل والمُتنفس الوحيد والرئة التي يُغيّر فيها السوري أكسيد الحياة ، بينما لا يُحرّك جيشنا الباسل الذي أنشأه الوطنيين ماقبل مجيء زمرة العسكر لحماية المواطن والمُكتسابات والأرض والعرض باتجاه المُحتل والمُعتدي الإسرائيلي ولو من باب التكتيك وفرض الشروط ، وتحسين الوضع التفاوضي ، والأنكى من ذلك وبغباء شديد يُعلن هذا النظام عن تخلّيه عن الخيار العسكري في استعادة الأرض ، بينما الإسرائيليين يتوغلون في أراضينا ، ويخرقون أجواءنا ، ويُحلقون في تحدٍّ واضح فوق قصر بشّار وهو فيه ، وإلى الآن لم بصدر قرار الرد .. لأنّهم تقدميين.

 ولننظر الى المشهد من كلّ الزوايا نجد الإستغراب من جميع المُتابعين من دخول الطائرات الأمريكية بهذه السهولة ، وعمل إنزال عسكري ، واقتحام البيوت والأماكن التي يُريدون وقتل المدنيين ومنهم كما قيل مُمول الإرهاب قي العراق بدران تركي هيشان المُلقب بأبو الغاديا دون أن تُطلق عليهم حتّى رصاصة واحدة ، على الرغم من تواجد الكثير من قوات جيشنا هناك دون أن تستطيع ان تُطلق رصاصة باتجاه المُعتدي لأمر عُجاب ، وليجعلنا نحن كسوريين عن معنى وجود جيشنا وأهدافه إن لم يذبّ العدوان ويقطع دابر الإعتداء ، ويرد عليه على القل بمثله ، وهذا أقل تقدير مايمكن أن تكون امالنا مُعلقة عليه  ، في الدفاع عن أعراضنا وأموالنا وأراضينا وذكرياتنا ووو... ، ، ولنتسائل أيضاً عن الذي أوصله الى هذا الهوان ولماذا؟ وجميعنا يعلم تكلفة إطلاق رصاصة على المعتدي ما قد يُكلّف ذلك الجندي أو الضابط من حياته وتدمير أُسرته وخراب بيته وسحقه من الوجود ، كما فُعل بعسكريين في السابق أطلقوا النّار على تجاوزات اسرائيللين في الجولان ، حتّى صار الجندي السوري رعديد ليس له مسموح اه إطلاق النّار إلاّ على أبناء شعبه من العُزّل وتدمير مُدنه كما جرى في حماة وحلب وادلب وجسر الشغور وو...وقتلهم لعشرات الألاف ، وبحماية قانون مُجرم صاغته الأيدي الجبانة لحماية القتلة والمُتجاوزين بموجب قانون انشاء تدمير عفواً أمن الدولة البربرية ، التي طغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد ، وقتلت من العباد ما يطيش من هوله الألباب ، فهم أُسود علينا كشعب أعزل وفي الحروب نعامات ، تضع رأسها في الرمال ، وقفاها مُعرّض للأهوال ، لتسحق صنّاع النهار ، وتسحق شعباً كان كلّ ذنبه الرفض وكل الكره لأعمالهم الشريرة ، وممارساتهم اللا إنسانية .

 وأخيراً أقول :  أنّ فضيحة أُخرى تُضاف الى فضائح النظام في تواطئه وانسياقه وراء الخارج لحمايته وارتباط قراربقائه  به ، مهما وصلت بهذا الخارج من المراحل في إذلاله وإخضاعه ، وإصراره على رفضه الإلتجاء الى الشعب وقواه الحيّة لبناء الجدار والحماية والحاجز المنيع الذي تتكسر على أعتابه كل طموحات الأعداء ، وهو بذلك ومما لاشكّ فيه يبيع الوطن ويُعرضه للمخاطر الجمّة بعد ان جعله رهناً بيد الغير ،مُفابل بقائه على الكرسي ولو كوصي أو مندوب سامي لتلك الدول لا يستطيع أن يُحرّك ساكناً ، إلاّ ضمن المساحة المُعطاة له في قهر شعبنا وإذلاله ، وهو انحطاط مابعده انحطاط ، يلعب حيناً على الطرف الغربي وهو مرتم في الحضن الفارسي ، ينال مكافأته على كل شعرة شيب ينتفها من ذقنه لتجديد شباب الملالي ، وهو في نفس الوقت يضع وطننا رهن من يدفع أكثر فيعرضه للمهالك ، وأحرارنا وشبابنا ومُستقبلنا وأجيالنا هم الضحايا ، وخيرة أبناء شعبنا لا زالوا في السجون مُكبلين وأعدادهم بعشرات الألاف ، ومناضلينا في المنافي القسرية ومنذ عقود وأعدادهم بمئات الألاف ، هذا عدا عن عبث النظام بمقدرات الدولة ، وعدا عن عبث الأعداء في  أجزاء من أرضنا السليبة يسرحون ويمرحون  فيها ، والملايين من السوريين في المنافي ، وبدلاً من ان تكون معركته مع الغاصب ، فهو يوجهها باتجاه أبناء البلد  لإفقارهم وإذلالهم ، كذلك تجاه  الجار الشقيق اللبناني ، فهل هذه كانت أهداف ثورة أذارهم أم حركتهم التصحيحية كما يدّعون ، التي لم تكن إلا وبالاً وشؤماً ورعباً على كل سوري وسورية ، ليس في الداخل بل حتى لمن هم في الإغتراب ، فهل من جواب بعد كل هذه التسائلات ؟