السلطة الفلسطينية والمهام الأمنية
د. ياسر سعد
[email protected]
أعلنت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقال 11 من ناشطي حركة حماس لدى
مداهمتها لمخبأ قالت إنه كان يستخدم لصنع القنابل في مدينة الخليل. وقال رمضان عوض
مدير شرطة الخليل إن عملية المداهمة جزء من حملة لفرض القانون, وإن الغارة أسفرت عن
مصادرة 100 كيلوغراما من المتفجرات إضافة إلى كميات من الأسلحة والذخيرة, وأضاف
عوض: "كان هذا المصنع يعد القنابل لاستخدامها ضدنا وضد إرادة الشعب الفلسطيني". غير
أن مسئولا من حماس في الخليل نفى أن تكون لحركته أية علاقة بالمبنى المستهدف.
من جهة أخرى نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت منذ أيام عن مسؤول أمني فلسطيني رفيع
المستوى قوله إن إسرائيل وافقت على طلب تقدمت به السلطة الفلسطينية للسماح لها بنشر
قوات أمنية في الخليل لكبح نفوذ حركة حماس المتصاعد في المدينة. وأضافت الصحيفة أن
السلطة الفلسطينية طلبت نشر 1000 رجل أمن في الخليل، غير أن إسرائيل وافقت حتى الآن
على نشر 250 من حرس الرئاسة الفلسطينية وعدد مماثل من قوات الشرطة، في حين ترغب
السلطة بإدخال 500 آخرين من قوات الأمن الوطني للمدينة. وقالت الصحيفة الإسرائيلية
أن السلطة تقدمت بطلبها من خلال قنوات دبلوماسية غربية في القدس, كما تمت مناقشته
خلال اجتماع رئيس الوزراء الفلسطيني مع الجنرال جيمس جونز الموفد الأميركي الخاص
لشؤون الأمن في الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة أن مهمة هذه القوة ستكون مكافحة الجهود
السياسية المكثفة لحماس في المدينة والتي تصاعدت وتيرتها مع قرب انتهاء فترة ولاية
الرئيس عباس.
فهل ثمة علاقة بين تقرير الصحيفة الإسرائيلية وإعلان السلطة الفلسطينية عن مداهمة
مصنع مزعوم للقنابل في الخليل؟؟ وهل هي محاولة من السلطة لإثبات جدارتها ويقظتها
لحماية الاحتلال ومستوطنيه وبالتالي الحصول على الإذن الإسرائيلي بدخول المزيد من
القوات للخليل؟؟
من المؤسف والمؤلم أن السلطة الفلسطينية والتي أخفقت تماما في خيارها التفاوضي
وفشلت رهاناتها على الوعود الأمريكية لم تعد لتجد لنفسها من دور سوى ملاحقة
المقاومين بحجة الإيفاء بالتزاماتها الأمنية دون أن تنتظر من الجانب الإسرائيلي
الإيفاء بالتزاماته على محدوديتها.
وفي الوقت الذي لم نسمع احتجاجا ولو دبلوماسيا من السلطة أو اعتراضا على الإدارة
الأمريكية لإخلالها بوعودها حول الدولة الفلسطينية بل وحتى بدعمها الموقف
الإسرائيلي فيما يتعلق بالتحرك العربي الأخير بشأن المستوطنات في الأمم المتحدة,
نجد أن اللغة النارية للسلطة لفلسطينية والمواقف الحازمة والصارمة تكون فقط فيما
يخص حماس والمصالحة معها. فهذا عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح إلى حوارات
القاهرة يتهم "حركة حماس الخارجة عن القانون
بالمراوغة وتعطيل الخطة المصرية للمصالحة
الفلسطينية", وبأن قبولها
الاقتراح المصري بتشكيل حكومة وحدة من التكنوقراط
يهدف فقط إلى
كسب مزيد من الوقت حتى ترسخ حماس سيطرتها على القطاع.
لو افترضنا أن السلطة الفلسطينية نجحت وبدعم دولي وإسرائيلي في إنهاء غريمتها حماس
بالقوة, فماذا ستكون مهمتها بعد ذلك؟؟