العطري سورية من بين الدول العشر

الأكثر أمنا في العالم ... فكيف هذا ؟

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

لنسأل العطري أولاً عن مفهومه للأمن وماذا يعنيه من وراء هذه الكلمة التي جاءت فيها سورية بمرتبة 75من 140 وليست الأُوائل كما ادّعى ، والتي تحتل بلادنا أيضاً بمقياس الفساد الذي تغافل عنه رقم 149 من 180 الأكثر الدول فساداً في العالم، فهل بمفهومه تكميم الأفواه وإخراس الناس وجعل كُلّ أمر منوط بالجهاز الإستخباراتي القمعي ، حتّى موافقات الزواج يجب أن تصدر من هناك من الأمن والآمان ، وهل إقامة مافيات اقتصادية واستخباراتية وقمعية واستخدام الرصاص الحي والمجازر الجماعية وتهديم المُدن ونهب النّاس يدخل ضمن المُثل العليا للمنظومة الأمنية، فمثلاً مثل دول النرويج واليابان والدنمرك والسويد وكندا والدول الأوربية بشكل عام التي تُعتبر من أعلى الدول أماناً في العالم ، ليس فيها مُعتقل سياسي أو صاحب رأي ، أو مساجين تحت الأرض أو أقسام تعذيب أو فرق للموت أو محاكم عسكرية جائرة ، أو قوانين طوارئ استثنائية امتدت لعقود ، وقوانين تحكم على الفكر والانتماء بالإعدام ، ومراسيم سابقة تفرض الحماية الكاملة لعناصر أجهزة المخابرات الوحشية – العسكرية منها والجوية والمخابرات العامّة بموجب قانون إنشاء جهاز أمن الدولة الذي يمنع مُحاكمة هؤلاء ، وكذلك مراسيم لاحقة جديدة تمنح حصانة إضافية لممارسي التعذيب في الأجهزة الأمنية وتمنع من مُلاحقة أو إقامة دعاوي ضد هؤلاء المتجاوزين من عناصر الشرطة والأمن السياسي وعناصر الجمارك أمام المحاكم العادية بحكم أنّ ذلك التجاوز هو بسبب طبيعة عملهم  في تأديتهم لهذه المهام الموكلة إليهم والتي تقتضي التجاوز ودعس النّاس، أو الاستئثار بالسلطة وتوريثها في النظام الهجين الجمهوملكي االإشتراكقطاعي ، الطائفيالأسري البوليسي العنصري ، المحض إرهابي ، الداعم للفساد في كل المجالات ...، فتلك الدول لم تكن على ما هي عليه من الأمن والآمان لأنها اتخذت مثل هذه الأساليب البائدة ، بل لأنها اتخذت المعايير الصحيحة في قوماميس الكون من احترام الإنسان ككائن أولاً ,وكذلك حريته واختياره فيما يُريد ، والتداول السلمي للسلطة ، وليس النمط الهمجي الديمغوجي الذي ليس له مُرتكزات قانونية أو منطقية  

وأنا هنا سأورد كنقاط لأوضاع حقوق الإنسان في سورية بصورة عشوائية ، ولمن يُريد أن يُضيف فليفعل ،  والتي من خلالها تمّ الأمن الموهوم المُدعى من قبل العطري

• حجب للمئات من الموقع الإلكترونية من قبل السلطات السورية وسورية تشهد تراجعاً كبيراً في حرية استخدام الانترنت ، ووزير الاتصالات السوري يلزم مواقع النشر الإلكترونية بكشف أسماء كتابها وعناوينهم تحت طائلة الحجب ، ومُعتقلي النت

• مراقبون يؤكدون استمرار تدهور حالة حرية التعبير في سورية من خلال المُلاحقات والأحكام الجائرة وتكميم الأفواه

•  للاختلاف مع السعودية حملة اعتقالات للسلفيين في سورية ومصدر حقوقي: 300 معتقل سعودي في 8 سجون للمخابرات السورية

• اعتقال لمواطنين واختفاءات قسرية بالجملة دون معرفة الأسباب أو أماكن الحجز ، وأخذ رهائن عن مطلوبين سياسيين

• تدهور معيشي خطير في سورية وصف بالكارثي ، وأكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر

• مراقبون يؤكدون استمرار تدهور حالة حرية التعبير في سورية ، والفساد يُعشعش في كل مناحي الحياة في سورية

• استمرار الاعتقال والتعسف بحق الأكراد من مُحاكمات ومُلاحقات وارتكاب مجازر فيهم ، وقوانين جائرة وأخرها قانون برقم 49 الذي ُمنع بموجبه المواطنين السوريين من بيع الأراضي والعقارات في المناطق الحدودية ما لم يحصلوا على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة ومنها الأمنية والمُستهدف من وراءها الأكراد، والتي فيها رائحة التمييز العنصري بين المُحافظات والمواطنين ، وذلك يتناقض مع الدستور السوري الذي ينص على حق التملك لكل المواطنين السوريين ، كذلك يناقض حق التقاضي ورفع الدعاوي ".

• إبقاء العمل بقانون الطوارئ المعمول به منذ عقود وعلى قانون العار وتقنين الجريمة رقم (49) لسنة 1980رغم مناشدات العالم والمُنظمات الحقوقية والإنسانية لإلغائه

• التعبير عن الرأي يكلف صاحبه من العقوبات ما تفوق عقوبات المُجرمين أضعافاً عنهم

• اعتقالات لرموز العمل السياسي ولمُفكرين وكتّاب ومُحاكمتهم بتهم جائرة لا أساس لها من الصحّة

• استمرار أزمة المُعتقلين العرب وأعدادهم بالمئات ومنهم 800 لبناني و350 أردني وسعوديين وعراقيين و...

• استمرار الضغط على أقارب ومعارف المُعارضين ، وجلبهم المستمر للتحقيق والاستجواب والاستنطاق والإهانة وتكليفهم مالا يُطيقون

• تواصل محاكم أمن الدولة في عقد جلسات سرّية وإصدارها للمئات من الأحكام الجائرة بحق أصحاب الرأي وإسلاميين تراوحت سنين محكوميتهم ما بين الخمس إلى اثني عشرة سنة، بتهم واهية كإضعاف هيبة الدولة وتوهين العزيمة ...

• الكرد المحرومون من الجنسية السورية محرومون أيضاً من اقتناء هاتف خلوي        • مجازر جماعية بالجملة بالقامشلي ومناطق الأكراد وسجن صيدنايا وتدنيس القرآن ، واغتيالات لضباط وشخصيات وانفجارات في وسط العاصمة دمشق

• اعتقال العديد من اللاجئين الأحوازيين العرب وتسليم البعض إلى نظام الملالي في طهران ، وشعورهم بالخيانة من قبل النظام  

• التقارير العالمية والمحلية والإقليمية لحقوق الإنسان تنتقد النظام السوري ، وتُدين المُمارسات اللا إنسانية بحق المواطنين السوريين  

• منظمة العفو الدولية تؤكد حصولها على معلومات تشير إلى تورط السلطات السورية في جريمة اختطاف وقتل الشيخ الخزنوي وتدعو إلى تحقيق "محايد"

• استمرار مُعاناة المُختفين وأعدادهم بعشرات الآلاف في المُعتقلات الأسوأ في العالم  ، ومعهم مُعاناة أهاليهم ، واستمرار مُعاناة مئات الآلاف من المُهجرين قسراً عن سورية دون أن يكون هناك أي بادرة لتصحيح المسار

• ازدياد عصابات النهب والجريمة والقتل في الشوارع لأسباب جنائية في كل المدن السورية لاسيّما حلب وحماة وحمص وادلب

• فتح موانئ سورية أمام الروس ليكون لها موطئ قدم لتكون ساحة لصراع دولي وتصفية حسابات وما يجرّه ذلك من الويلات على الشعب والتبعية للخارج

وأخيراً : أود أن أورد  مُقتطفات من مقالة عبدالله القحطاني ، والتي ضمنها بنداء إلى رجال الأمن والمُنتفعين من هذا النظام ويعملون على تسويقه ، وهي بعنوان :

يا رجال الأمن السوري.. المركب يغرق.. فـلحساب من تظلمون الناس..!؟

1-   أنتم الوجه الأقبَح ـ الذي تنعكس في ملامحه أسوأ درجات اللؤم والغدر والإجرام ـ لهذا الحكم القبيح ..! وأنتم القفّازالقذر، الذي يلبسه عند ممارسة الأعمال القذرة بحقّ أهلكم وشعبكم ..! وأنتم سَوطه الذي يجلد به أجساد مواطنيكم ، وسيفه الذي يقطع به رؤوس الناس ، من أهلكم وأصدقائكم وجيرانكم وزملائكم ..!

2-   فـلحساب مَن تعملون !؟ ولمصلحة مَن تسخّرون أنفسكم مطايا ذليلة ، وأجَراء محتقَرين ، في هذا المستنقع الآسن !؟

•     لحساب الوطن ومصلحته !؟ : إذا قلتم: (نعم) ، زدتم احتقاركم لأنفسكم ، واحتقار الناس لكم ، لأنكم تعلمون أنكم تكذبون ، والناس في بلادكم يعلمون أنكم تكذبون ..! فأيّ وطن هذا ، الذي تخدمون مصلحته بهذه النذالات ، التي تمارسونها باختياركم، أو رغماً عنكم ـ بموجب الأوامر الصادرة إليكم ـ !؟

3-   إن سفينة النظام المجرم توشك على الغرق ـ علمتم هذا أم جهلتموه ـ ..! وإن الناس الذين ظلمتموهم ، يعرفونكم واحداً واحداً..! فإلى متى تظلون ملتصقين بهذه السفينة البائسة البالية ، وتعرّضون أنفسكم لغضب شعبكم ، وللمحاكمات التي ستنصف منكم أصحابَ الحقوق ، الذين نكبتموهم في أفراد من أهليهم ، أو في أموالهم ،أو في كراماتهم..!؟ إن طريق التوبة ما يزال مفتوحاً أمامكم ، وإن عودتكم إلى شعبكم وكرمه وسماحته ، خير لكم من التمادي في هذا الباطل الذي أنتم فيه ، تخدمون هذه الزمرة المجرمة الآيلة إلى السقوط..! ففكّروا جيّداً ، وباشِروا بخدمة شعبكم ، في مواقعكم التي أنتم فيها ، منذ الآن .