الحكم في سوريا، من نظام قومي إلى ذراع أمني إيراني
الحكم في سوريا،
من نظام قومي إلى ذراع أمني إيراني!
لم يرحم حتى الحرائر المناضلات الأحوازيات حيث يسلمهن للتعذيب إلى الأمن الإيراني
أبو ندى الأحوازي
في السبعينات من القرن الماضي، بعد ما تمت اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران، انتقل عدد غير قليل من المناضلين الأحوازيين إلى سورية، أقاموا فيها وعملوا فيها وخدم البعض منهم في الجيش السوري بعنوان مواطنين عرب وصلوا إلى درجة رائد وعقيد في الجيش السوري حتى جاءت ثورة الشعوب في إيران، وصادرها الخميني من أهلها الذين ضحوا من اجلها وهم أبناء الشعوب المقهورة وبدأ النظام في أول أيامه يطرح شعار التوسع والتمدد على حساب الجوار العربي و استبدل الخميني فور وصوله للسلطة، استبدل شعار تحرير القدس بتحرير كربلاء حيث جاء بشعار إيران المعروف قبل بدء الحرب وهو" تحرير القدس يمر من كربلاء! ولم تمضي شهور على الثورة في إيران حتى بدأت تدخلات إيران بعد الثورة في العراق تأخذ منحا خطيرا حيث قتل عدد من حراس الحدود وفجرت جامعة المستنصرية مرتين و طرح شعار" حزب البعث الكافر لازم ان يرحل" وكانت النتيجة هي الحرب بين البلدين.
والغريب في الحرب الإيرانية العراقية كان هو موقف النظام السوري المشين، حيث وقف تلك الوقفة المشينة المعروفة وشارك إيران في حربها على شقيقتها العراق لمدة 8 أعوام في الوقت الذي كانت فيه جميع الدول العربية مساندة للعراق في تلك الحرب! واستمر التعاون السوري الإيراني بعد ذلك حتى هذه اللحظة على حساب المصالح العربية وهذا تكرر في احتلال العراق بالإضافة إلى التعاون في إخضاع لبنان لسيطرة حزب الله الإيراني عن طريق الجسر السوري، ولم التعاون عند هذا الحد بل تجاوزه إلى تعاون استراتيجي بين سورية وإيران ضد الأمة العربية بأسرها وذلك بالسماح لـمد الأذرع الإيرانية من الشام وبيروت مباشرة للعالم العربي حيث استقر رئيس "مجمع أهل البيت"، الذراع التوسعي الصفوي في المنطقة العربية في دمشق بعنوان سفير لمدة 12 عام متتالية، وبذلك توسعت إيران وثبتت أقدام إمبراطوريتها هذه المرة من الشام السورية بعد ما فتحت أبواب عاصمة الأمويين لأبناء كسرى حتى ينتقموا لسقوط المدائن بيد أكلة ألجرابيع"الفئران" المسلمين العرب مثل ما يوصفونهم الفرس!.
لكن هذا التعاون السوري مع لإيرانيين لم ينته عند هذا الحد ايضا، بل تجاوزه أخيرا لينتقل من تعاون مشين إلى تبعية مخجلة، حيث لم نكن نتصور بعد ذلك التعاون وإن كنا مستاءين من حدوثه، لم نكن نتصور ان هذه مجرد بداية نقلت سورية بالنهاية إلى هذا الحد الفعلي من التبعيةة، حيث أصبح النظام في سوريا منفذا مطيعا لسياسة إيران التوسعية، والقاعدة الأولى في خارج حدود إيران المسهلة لعملية التمدد حتى تصبح سورية بأسرها ذراعا إيرانيا وأمنها المتمرس بالجريمة يصبح هو الآخر جزء من الأمن الإيراني، يطارد أعداء النظام الإيراني بكل أطيافهم في سورية، والأحوازيين العرب، أشقاء سورية، أصبحوا حطب النار التي أشعلتها السلطات السورية لخدمة إيران في المنطقة وبذلك انتقلت سورية، كل سورية، رئاسة وحكومة ونظام وأمن وجيش" بدون شعبها الأبي طبعا"، حتى تكون هي اليد الطولى لإيران في خاصرة الأمة العربية، وأصبح بشار الأسد التابع الذليل المقلد لآيات قم وهو سبب رئيسي في معظم الأزمات الإقليمية التي دفعته لها إيران سواء كان ذلك في لبنان أو في العراق أو في دول الخليج العربية.
وفي ما يخص جرائم النظام السوري بحق الأحواز والأحوازيين، بدأ هذا التعاون منذ فترة طويلة عند ما كان الأمن السوري في سورية ولبنان ينقل المعلومات عن نشاط الأحوازيين الطلاب والمقيمين في هذين البلدين للأمن الإيراني منذ فترة طويلة حيث اعتقل عدد كبير من الأحوازيين بعد عودتهم من هذين البلدين إلى الأحواز، لكن السقوط الأخير حصل منذ ربيع عام 2006 حيث بدأ الأمن السوري يقوم علنا مطاردة الأحوازيين بدل الأمن الإيراني وبدأ ذلك باعتقال مجموعة من الأحوازيين المقيمين في سورية بعد إقامة استمرت لأعوام، منهم المناضل أبو نضال الذي عاش في سورية لمدة ستة أعوام، لكن بعد كل هذه الأعوام سلم أبو نضال إلى إيران وهو مقبول من قبل المفروضة العليا لشؤون اللاجئين وكان ينتظر موعده للإقلاع بجواز سفر سويدي مع عائلته، وأبو نضال مازال يواجه التعذيب في إيران بفضل الصداقة السورية الإيرانية على حساب المصالح القومية والأحوازية خصوصا. والتحق بأبونضال بعد ذلك منذ ثلاثة سنوات المناضل سعيد صاكي، وأيضا رسول حسين أبو توفيق و حتى الزائر لسورية، فالح عبدالله المنصوري حامل الجنسية الهولندية. وبعد ذلك، في مارس من هذه السنة اعتقل الأمن السوري الناشط في مجال حقوق الإنسان الأحوازي سعيد حمادي، وعلمنا قبل فترة أنه سلم لإيران أيضا وهو السادس الذي يسلم إلى إيران وجميعهم تحت التعذيب والسجن ألإنفرادي الآن!
اليوم، وبعد فترة وجيزة من نقل سعيد حمادي إلى إيران، فوجئنا بما هو أسوء من ذلك بكثير من النظام السوري والذراع الأمني السوري التابع للأمن الإيراني، وهو تسليم اللاجئة معصومة ألكعبي مع أطفالها الخمسة وهي مقبولة من قبل المفوضية السامية أيضا وتحمل جواز سفر دنمركي مع بطاقة سفر حتى تنتقل إلى الدنمرك، لكن يد الغدر والإثم الحاكمة في سوريا لم تسمح لها بالخروج بطلب من الأمن الإيراني، حيث اعتقلت قبل شهر في دمشق ونقلت إلى إيران وهي اليوم تحت التعذيب بيد جلاوزة الإحتلال الإيراني في الأحواز،
ولا نريد ان ندخل في التعاملات السياسية والسقوط السياسي الذي سقط فيه الحكم في سورية والتبعية السياسية الكاملة للنظام الصفوي في إيران اكثر مما اشرنا، لكن من حقنا ان نتساءل كيف دارت ظهرها سورية إلى هذا الحد إلى القيم العربية؟ أين هي الشيم التي عرف بها العرب طول التاريخ؟ كيف تسلم امرأة عربية دخيلة مطاردة إلى العدو الذي يريد إذلالها؟ كيف يسلم العرب الضيوف طاهر ورسول وسعيد صاكي وسعيد حمادي، هؤلاء العرب إلى عدوهم ليفتك بهم؟ كيف يسلم الضيف بعد يومين من دخوله سوريا وهو يحمل الجنسية الهولندية فالح عبدالله المنصوري إلى إيران وهو يحمل الفيزا السورية على جواز سفره الأوروبي؟ كيف يسلم أطفال أبرياء خمسة مع أمهم الهاربة من البطش الإيراني وهي مناضلة، إلى عدوها ليعذبها؟ أين هي الحمية العربية إذا؟ أين هي سورية إذا من القيم العربية؟ أين هي عاصمة أول حكم عربي في التاريخ من حقوق العرب الأشقاء؟ كيف لهذه العاصمة ان تسقط بيد عدو عنصري حاقد بمليء إرادتها؟ هل نحن في آخر الزمن في سوريا من القيم العربية والحمية الإنسانية والكرامة والعزة واحترام الضيف؟ أو يمكن ان نسأل، هل نحن عرب حقا؟