النتائج الكارثية ومقتل عبّاس فرع فلسطين

نتائج الصراع على السلطة ومحاور الشر

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

اقلب الجرّة على فمها بتطلع البنت لأمّها ...؟ وعندنا في رأس النظام  بيطلع الابن كمان لأخواله مع لحسة أبدية من أبيه

ليست الخطورة  في الانفجار وما حصل ولا في عدد القتلى الكبير من الأبرياء من أبناء شعبنا الحبيب ولكن الخطر بما بعدها ، ووقوفنا مكتوفي الأيدي عن هذه الجرائم وعدم ايقافها عند حدّها أمرٌ في غاية الخطورة ، مع رفضنا القاطع وإدانتنا الشديدة لأن تكون دماء أهالينا مكان مُساومات وصراعات وتصفية حسابات لأهداف سياسية بين محاور الشر المُتمثل بالنظام السوري المُتسلط وصراع أجنحته على السلطة ، والجماعات الإرهابية التي دعمتها في السابق واللاحق ، والآن تبيع وتشتري ببعضها الذي نقم  ، وإيران التي يُحاصر أكثر من مئة ألف من حُراسها الثوريين دمشق بكافة أنواع الأسلحة المتطورة والعتاد بدعوى الحفاظ على النظام ، والتي ترفض أي خروج لنظام دمشق الذي صار بحكم الواقع تابعاً لها عن دائرتها أو استشارتها ، لتقول من وراء هذه الأعمال نحن هنا

وبالتالي إذا عرفنا من هو المُستهدف بالأساس من وراء هذا التفجير في وسط الأحياء الشعبية والعمل الجبان والمُنحط بعد أن تسربت معلومات عن استهداف العميد نائب رئيس فرع فلسطين في المخابرات العسكرية السورية ،العميد عبد الكريم عباس وابنه اللذان قضيا في الحادث كما وصلنا واللذان كانا في سيارة المازدا 626 التي سُحبت من موقع التفجير ، أمكننا أن نعرف  الفاعلين وأهدافهم التي من المتوقع أن ترفع عدد الضحايا فيما بعد إن دخلوا في إطار التصفيات والتخلص من الشهود والإثباتات وكُل ما يُدين كما هو الحال مع عبد الكريم عباس ورفاقه رستم غزالة غزالة, ظافر يوسف وجامع جامع وسميح القشعمي الذين ينتظرون نفس المصير والمُتهمين بجريمة اغتيال شهيد لبنان الحريري ، هذا عدا عن التوقع بأن تكون سورية ساحة لتصفية حسابات قوى الشر المذكورة أعلاه ، فإيران مثلاً مُنزعجة من حالة الشقاق مابين نظام دمشق وحزب الله ، بعد ذهاب هذا الحزب إلى التسويات في لبنان التي تُضر بمصالح النظام السوري ووجوده وعودته إليه ، وكذلك دم مُغنية لم يبرد بعد والمُتهم فيه إلى الآن النظام السوري الذي لم يفي  بوعوده في كشف الفاعلين ومن وراءهم والأسباب التي أدّت إلى قتله ، أي أنّ برأي محور الشر بأنّ أبواب جهنم قد فُتحت على نظام دمشق إن أراد اللعب بناره، وهذا كُلّة لن يصب في مصلحة شعبنا ، وبالتالي ذهاب بلادنا إلى المجهول ، هو حصاد للسياسات الحمقاء التي كان ينتهجها النظام 

وبداية الغيث كما يقولون قطرة ، التي ابتدأت بقتل المقربين كا الزعبي والتاجر وغازي كنعان ومحمد سليمان صاحب ملف صلة الوصل مع الوكالة الذرّية وصلة الوصل مع قصر المُهاجرين والأجهزة الأمنية المُكلّفة بالاغتيالات والتصفيات ، وانفجار اليوم هو في إطار الصراع المكشوف على السلطة وأهداف محاور قوى الشر السياسية في الاغتيالات والتفجيرات والاختطافات والأحكام الجائرة التي تنم عن طيش النظام وعصبيتة وعدم تحكّمه في الأمور وسُبل الرُشد  والمُتابعات وأشياء يصعب على المواطن السوري فهمها وجرائم عديدة تجري على أرض الوطن يدفع أثمانها المواطن العادي البريئ الذي بدأ يتساءل عن أسباب استهدافه ؟ وهو بالطبع لا يعرف الجواب ، ولا يعرف شيئاً عن الأسباب التي تجعل من قتله سهلاً وهيناً سواءً من خلال التفجيرات أو القتل المُباشر الذي تُمارسه السلطة المارقة عليه  أو الذي يجري داخل الأقبية السرّية ، أو الذي يجري على أساس القضاء والقدر بدهسة سيارة أو طعنة خنجر أو حقنة مسمومة لمُعتقل  أو نحر على الطريقة الهبيزية ، أو قتل من وسط البحر على الطريقة الهوليودية ، أو غير ذلك من الطرق التي لم نعرفها بعد أو التي يجري التخطيط لها ، وكُل هذا هو نتيجة التفرد والتعالي والاحتفاظ بالكرسي مهما كانت الأثمان والابتعاد عن الشعب والارتباط بالخارج للاستمرار ، مُعتمدين في ذلك على كُل الأساليب الشريرة وليس الإقناع وصناديق الاقتراع ، في التخلص من الخصوم والشهود والمناوئين بكل السبل الرخيصة من باب عدو عدوي صديقي ، والذي – النظام - على هذه القاعدة تمّ تأسيسه لفتح الإسلام وجند الشام والقيادة العامّة في لبنان لمُقاتلة الحكومة الاستقلالية الوطنية وزعزعة الاستقرار ، ودعم المنظمات الإرهابية في العراق إعدادا وتسليحاً بينما التمويل كان إيرانيا  وعلى المكشوف ، وداخلياً عصابات الاستخبارات العسكرية وأمن الدولة وسرايا الدفاع والصراع وفرق الموت الخاصّة ومراكز التعذيب والإذلال ، ليحصد المواطن السوري وراء ذلك وبلا ذنب وبال هذا النظام ، الذي يشهد أيضاً صراعاً مريراً بين أجنحته في السلطة ، وصراعاً خفياً من آل الأسد المخلوفين عبر هكذا عمليات  لمحو أي أثرٍ لآل الأسد الذين كان لهم الفضل في توطيد سلطة مؤسس هذه الدولة ، ليكون حصاد كُل هذا دماءً وخراباً وأشلاءً وضياعاً وتسلطاً وفقراً مُتقعاً لغالبية السوريين 

ونحن كمعارضة لن نقف مكتوفي الأيدي ، بل نحن على الدوام إلى جانب شعبنا الحبيب ، لنفضح كُل هذه المُمارسات وما خُفي على النّاس من المُخططات السرّية القاتلة ، وفي نفس الوقت نُدين بشدّة هذه الأعمال الإجرامية ، وندعو إلى تحقيق دولي فيها لكشف الملابسات والخفايا ، لأننا لا نثق البتّة بهذا النظام الذي نُشير إليه بأصابع الاتهام في كل ما يجري من جرائم قتل في كل من سورية ولبنان والعراق

وأخيراً لا بُدّ أن أُشير حول سرعة إعلان النظام عن العملية وعدد الضحايا وموقعها ، والحديث بإسهاب عنها عن غير عادته ، مما يُدلل على تخطيط النظام المُسبق لها ، وللسيناريو المرسوم في إخراجها والحديث عنها ، إذ من حقنا إن نتساءل عن كيفية وصول المُتفجرات للسيارة ؟ والتي لا أحد في سورية يستطيع الحصول عليها سوى النظام وأجهزته التخريبية وأدواته من المُنظمات الإرهابية التي تمّ إمدادها منه ، وأيضاً التساؤل عن وصول هذه السيارة إلى وسط البلد دون أن تلحظها الأجهزة الأمنية التي لم تلحظ قاتلي مُغنية بنفس الطريقة ، فهل حقاً كان الإعلان الفوري يُعبّر عن الشفافية كما ادعى النظام ، أم هو التخطيط والترتيب والتنفيذ مع سبق الإصرار.