الشهيد الأمير خزعل الكعبي كان قائدا استراتيجيا

تواطأ البريطانيون والفرس للقضاء على حركته

موقع عربستان الأحوازي

www.arabistan.org

1) من الملاحظ أن مسلسل "الباشا" قد تعرّض للأمير الشهيد خزعل الكعبي ووضع أحدهم نوري السعيد في المخاطر التي أقدم عليه النظام الفارسي بقيادة المقبور رضا شاه بهلوي، ولكن نوري السعيد أجابه بشكل سريع:"دعنا من هذه المسألة (أي امارة المحمّرة) فإن المهمة الأساسية المطروحة أمامنا هو تحقيق إستقلال العراق" .

لقد اثبت التاريخ خطأ هذه الرؤية السياسية التي حاول طرحها نوري السعيد التي كلفته كثيراً، للعراق ولشخصه،فقد أصبحت ايران التي لم تعترف بالعراق حتى العام 1929م،وكانت تأبى التفاوض معه وتقترح التفاوض مع الحكومة البريطانية بإعتبارها ممثلة للعراق،وهو ما نراه في هذه الايام عندما تلح،وعملاؤها ايضا،على التفاوض مع الامريكان،بغية تقاسم النفوذ معها ،فما اشبه اليوم بالبارحة .

 2) إن تفكير نوري السعيد ذاك لم يكن بعيداً عن التفكير البريطاني الذي تواطأ مع الفرس من أجل السيطرة على الأحواز،ومجرد مرافقة دبلوماسييْن بريطانييْن للشهيد الأمير خزعل الكعبي (أمير امارة المحمّرة ورمزها المعنوي) وتليين موقفه بقبول دعوة الشاه رضا بهلوي الذي ارسل الجنرال فضل الله زاهدي لحضور دعوته في اليخت والتي شكلت الأسلوب الخبيث لعملية إختطافه وسجنه وبالتالي قتله عبر دس السم له في العام 1936 .

الجنرال الفارسي المجرم : فضل الله زاهدي

 اليوم يتعرض العراق للهيمنة الفارسية الصفوية التامة عبر التنظيمات الموالية لايران والتي تغذيها بالأموال المطلوبة،كلها من أجل السيطرة على العراق .

 3) إن اشارة أحد الممثلين الذين لعبوا دوراً في مسلسل الباشا الى كونه قد قام بسرقة أموال الشيخ خزعل يبين بشكل لا لبس فيه أن الشيخ الشهيد خزعل الكعبي كان واعيا لدوره السياسي المستقبلي،لذلك فهو عمّق علاقته مع الشيخ طالب النقيب،ومن خلاله مع العديد من الرموز العراقية والصحافة العراقية وحتى بعض الناس المهنيين كالمومى اليه،ومد خيوط رؤيته السياسية الى بعض المجتهدين كالسيد كاشف الغطاء والسيد عيسى الخاقاني الكبير، فيما لاحظ عن تبصر مواقف العلماء الفرس مع الشاه تجاه قضية الأحواز،ومن الطبيعي أن يتبعهم بعض العلماء المهاجرين او المهجرين الى ايران في تلك الآونة .

 "ويذكر بان في أوائل سنة 1921م،وفي أعقاب ثورة العشرين الوطنية التي اِندلعت في حزيران 1920،بدأت المنافسة على عرش العراق وكان الشيخ خزعل والأمير فيصل والسيد طالب النقيب من أشد المتنافسين،وكانت بريطانيا،رغم تظاهرها بالوقوف على الحياد،تعمل بنشاط سِراً لعرقلة نشاط منافسي الأمير فيصل،ثم أعلنت موقفها صراحة خلال المؤتمر الذي عقدته دائرة شؤون الشرق الأوسط لوزارة المستعمرات البريطانية برئاسة وزير المستعمرات ونستون تشرشل في القاهرة بين 12 ـ 14 آذار1921م .

غير أن المنافسة لم تتوقف واستمر الشيخ خزعل في ترشيح نفسه رغم ما كان يصادفه من مواقف وأحداث التي كتم في سره دلائلها،ذلك أنه اِعتقد أن الفرصة قد سنحت له أكثر ليجرب حظه،ناسياً أن بريطانيا قد أبعدته لضمان فوز مرشحها الأمير فيصل.بعد ذلك لـّمحت المس بيل للشيخ خزعل للتنازل عن العرش ولكنه رفض في البداية حتى أبحر الأمير فيصل إلى العراق، وعندها تأكد من ذلك الاِتجاه الذي سترسو عليه التطورات،فتنازل عن ذلك الطموح المشروع ،بعدما ذهب إليه مزاحم الباجه جي ونوري السعيد وجعفر العسكري إلى البصرة وأقنعوه بعدم جدوى ترشيحه لأن جميع الأوساط تؤيد فيصل".[من كتاب الشيخ خزعل أمير المحمّرة ـ الدار العربية للموسوعات ـ ص 46 ـ 47] .

 أدناه وثيقة حول صلات وعلاقات الشهيد الأمير خزعل الكعبي الذي عمّق علاقته مع العديد من الرموز العراقية والصحافة العراقية وحتى بعض الناس المهنيين ومد خيوط رؤيته السياسية الى بعض المجتهدين وعلماء الدين البارزين في العراق وفي الوطن العربي ، فإليكم الوثيقة :

28 – 9 – 2008