رمضان كريم وصبور

مع الغلاء والمحاكمات ونقص الهواء !

افتتاحية النداء

خلال اليومين القادمين، يطل شهر رمضان المبارك حاملاً الأمل والبهجة الروحية للناس، رغم كل ما يعانونه ويخشونه بعد من زيادة في تعقيد أزماتهم العامة والخاصة، مع فشل الحكومة ورفضها العملي لأيّ "إصلاح" سياسياً كان أم إدارياً أم قضائياً أم اقتصادياً.

في الاقتصاد نبلغ تدريجياً أرقاماً لافتة، في عجز الميزان التجاري وعجز الموازنة وزيادة رقم الاستيراد على رقم التصدير في المجال النفطي، مع شحّ في المياه والمواسم، وتوقّف أو تدهور في عجلة القطاع العام بآلاته القديمة وملل الحكومة من حمولته من العمالة، فهي تشعر كأنّها تعطيهم من "جيبها" من دون مقابل. والأكثر إلحاحاً هو الأزمة المعيشية الخانقة التي تعصف بحياة المواطن، من دون أفق للحل يتجاوز المسكنات العابرة من منح ومكرمات تذروها الرياح.

وفي القضاء يبلغ الفساد ذروته المشهودة، بأن تطلب السلطة علناً منه محاكمة معارضيها السياسيين من قيادات إعلان دمشق وغيرهم وتصميم التهم بطريقة مسيئة إلى تاريخ بلادنا، التي لم يعرف قضاؤها مثل هذا الوضع، حتى في زمن الاستعمار الفرنسي، والأمثلة الصارخة معروفة للجميع.

وحرية الرأي والتعبير مكبوتة محجوبة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، حيث عاد المواطنون إلى عاداتهم منذ ربع قرن، وإلى شيء من أجواء الخوف وحالات الاكتئاب، ليحلموا من جديد بباب للحارة يغلقونه على أنفسهم خارج الزمن. في حين يُلاحظ – على العكس- الانتعاش والفرح على وجوه نشطاء الأجهزة الأمنية.

لكن المظاهر قد تكون خداعة ومراوغة:

فعلى الجهة الشعبية المتعبة المثقلة، هنالك اعتياد على المصاعب لم تعرف مثله الأمم، وهنالك من أشكال الابتكار للمتابعة إلى الأمام ما لم يستطع الباحثون معرفة تفاصيله بعد، وطاقة كامنة جبارة سوف يراها الآخرون في وقتها.

بينما لن تستطيع السلطة الهرب بعد الآن طويلاً، و لن تتمكّن من التملّص من استحقاقاتها الداهمة، وأسئلتها الصعبة، أيضاً في الاقتصاد والإدارة والقضاء والحريات العامة، وليس في السياسة الخارجية وحدها، كما يهمس فقهاؤها في أذنها.

فمع قدوم شهر رمضان المبارك، تحية وأملا لسجناء قيادات إعلان دمشق، وإلى كافة معتقلي الرأي السوريين ، عسى أن يكون هلاله خيراً عليهم وعلى مواطنيهم معهم .

ومبروك إلى جميع أبناء شعبنا.

هيئة التحرير