لماذا لا تُنشئ أمريكا وطن قومي لنصارى مصر

لماذا لا تُنشئ أمريكا وطن قومي

لنصارى مصر في جوانتانامو أو اليونان؟؟

محمود القاعود

[email protected]

زاد نباح وعواء نصارى مصر فى الآونة الأخيرة ، بصورة ملفتة ، وبمباركة كنسية من زعيم العصابة الكسيح المقيم فى أمريكا ومعه الحلف الصهيو صليبى فى الإدارة الأمريكية ، من أجل المطالبة بوطن نصرانى فى جنوب مصر وإيقاف ما يسمونه " اضطهاد " و " تعذيب " و " أسلمة " و " حرمان من المناصب العليا " و " تطهير عرقى " و " تضييق على بناء الكنائس " و " ازدراء للمسيحية " ، وقد جند النابحون قطعان من مسلمى بطاقة الهوية ليتحدثوا بمطالبهم التى تجمع كلها على إقامة وطن صليبى نصرانى فى جنوب مصر ، يهدد الشمال بقطع مياه نهر النيل عنه إذا لم يرضخ له ، مما يُمكن مستقبلاً النصارى من الإستيلاء على مصر بأكملها .. والمخطط واضح وصريح ولا ينكره إلا كل زنيم فى قلبه مرض ..

ولنا أن نتساءل : إذا كان 3 مليون نصرانى ، يشعرون بالاضطهاد ، كما يروج الحلف الصهيو صليبى فى الولايات المتحدة ، ويتبنى مطالبهم ويصدر القرارات من أجلهم ، فلماذا لا يتبنى هذا الحلف - الذى يساندهم ويدعم أكاذيبهم وافتراءاتهم الغبية – إنشاء وطن قومى لنصارى مصر فى " جوانتانامو " بشرق كوبا – كما أقاموا هناك معتقل " جوانتانامو " سيئ السمعة والذى يمارسون فيه شتى أنواع العذاب مع المسلمين الذين اعتقلوهم ظلماً وعدواناً فى هوجة هجمات 11 سبتمبر التى نسبوها كذباً للمسلمين ؟؟

لماذا لا يؤسسون وطن قومى فى أى ولاية أمريكية لتلك القلة المنحرفة التى تعكر صفو 79 مليون مسلم مصرى ؟؟

لماذا لا يجلبون نصارى مصر إلى أمريكا ليعيشوا معهم وجوارهم بعيداً عن الاضطهاد المزعوم ؟؟

معروف تاريخياً أن نصارى مصر هم أبناء المستعمر الأجنبى اليونانى الذى احتل مصر ، بما يعنى أنهم لا صلة لهم بمصر ، وأنهم مثل الصهاينة الدخلاء على فلسطين – فك الله أسرها ، وعليه فإما أن يعودوا إلى اليونان ويعيشوا مع أهلهم وعشيرتهم هناك أو أن يطالبوا الحلف الصهيو صليبى الذى يتبنى أكاذيبهم أن يؤسس لهم وطن قومى فى ولاية " فلوريدا " أو فى دولة " جامايكا " ، حيث حرية بناء الكنائس والتنصير واحترام النصرانية وتقلد المناصب الرفيعة والمواطنة الكاملة ..

لكن أن تتحول قلة منحرفة تضمر البغض والشر للمسلمين ، ولم نعهد فيهم إلا الخيانة وبذاءة اللسان وقذارة التفكير ، إلى دولة فى جنوب مصر ، فباطن الأرض أولى لنا من ظهرها ...

ولا يستغرب البعض من دعوتى لإقامة وطن قومى لنصار مصر فى أمريكا ، فقد سبق وأن دعا الدكتور " محمود أحمدى نجاد " رئيس جمهورية إيران الإسلامية ، ألمانيا و النمسا أن تقيما وطن قومى للصهاينة على أرضيهما ، وذلك أثناء كلمته فى مؤتمر قمة منظمة الدول الإسلامية يوم 8/12/2005م :

يقول نجاد موجهاً حديثه للأوروبيين : ((هل قتل هتلر للشعب اليهودي البريء هو سبب تأييدهم لمحتلي القدس ، وتابع قائلا : إذا كان الأوروبيون صادقين فيجب عليهم إعطاء بعض من أقاليمهم في أوروبا مثل - أقاليم في ألمانيا و النمسا أو دول أخرى - للصهاينة ويمكن للصهاينة أن يقيموا دولتهم في أوروبا . أنتم تعرضون جزءا من أوروبا وسنؤيد ذلك ))

http://www.alarabiya.net/articles/2005/12/08/19314.html

وهذا منطق لا غبار عليه ، فالمتضرر عليه أن يوفر وطن قومى للشراذم التى يدعوها أن تنفصل بأوطان داخل الدول التى تحتضنها وتأويها ، فمثلما تنعق النمسا أو ألمانيا أو غيرها من دول أوروبا وتتباكى على المحرقة النازية ، فلماذا لا يقيمون وطن قومى على أراضيهم لليهود ؟؟ وهذا هو عين ما نطالب به الحلف الصهيو صليبى فى أمريكا .. فإن كان هذا الحلف متضرر وحزين من المحارق المزعومة التى تقام للـ " الملائكة النصرانية البريئة " فعليه إيجاد وطن قومى للنصارى فى أمريكا أو يكف عن عبثه وتدخلاته غير المقبولة فى الشئون المصرية .. وعلى نصارى مصر أن يلغوا من رؤوسهم فكرة الانفصال بوطن قومى فى جنوب مصر ، فمصر ليست إندونسيا - عندما انفصلت عباد الخروف بإقليم تيمور الشرقية وأعلنوه دولة مستقلة - أو السودان - عندما انفصل الخنزير البائد جون قرنق بجنوب السودان  ، وليتكم تقرأوا تاريخ الاحتلال مع الشعب المصرى ، وآخرها الاحتلال الإنجليزى الذى دام عشرات السنين ورحل فى نهاية المطاف ، ومن بعده الاحتلال الصهيونى ، فليتكم تعتبروا وتعلموا أن الحلف الصهيو صليبى الذى يحرضكم على الانفصال بجنوب مصر ، لم يقرأ التاريخ ولا يعرف طبيعة الشعب المصرى الذى لا يؤثر فيه احتلال أو استقواء بأجنبى .. وتأملوا جيداً فى حال نصارى العراق الذين ما أن حميت وطيس المعارك  بعد الاحتلال الأمريكى فى العام 2003م ، حتى فروا بأرواحهم إلى أوروبا و أمريكا .. ولكنكم قوم تجهلون .