درة العارف في تفسير القرارات والمواقف
درة العارف في تفسير القرارات والمواقف
د.مراد آغا *
ان مايتم اتحافنا واطرابنا به نحن الرعايا العرب مابين الفنون والأدب في اتخاذ القرارات والقوانين والمراسيم والفرمانات لتعجز عنه حكومات الأعاجم من الأنام من جزر الواق الواق مرورا بمدغشقر ووصولا الى بوركينا فاسو وفيتنام
وان كانت القرارات والمواقف وخير اللهم اجعلو خير تصدر دون سابق انذار وتطبق دون أي تفسير واعتبار رضي من رضي وطار من طار
وان كان تطاير القوانين وتراشقها وهبوطها المتسارع تسارع هبوط الطائرات على رقاب العباد لايخلو من اشارات استفهام واستبهام ومايرافقها من استبداد واستعباد
فمثلا عندما تهبط قرارات الترحيل الجميل على رعايا دول عربية ضيوفا على دول عربية أخرى فان هبوط وسقوط تلك القرارات ذات الالزام والتطبيق الفوري والتي لاتترك لصاحبها حتى مجرد التقاط ولملمة أنفاسه وضرب أخماسه بأسداسه سعيا في طلب مكان بديل
وهنا لاينفع التظلم والعويل في شقاء الأعراب الطويل
تطبق القوانين والقرارات على الفور ويتم تفنيش وتطفيش وتدفيش من وقعت عليه المظالم ورب العباد به وبمعاناته عالم
قصص البدون ومايرافقها من أساليب وفنون في اذلال العباد وقصص الأكراد في سوريا على سبيل المثال لا الحصر هي أمثلة على انزال عقوبات لايمكن حتى أن تداعب ولا حلما مخيلة أية دولة ديمقراطية تقيم للانسان وزنا ومقاما
ولعل حشر وزجر عشرات الآلاف من العرب من الضائعين والمشردين في المناطق الحدودية بين بعض الدول العربية حيث لامغيث الا الله أو بعض الدول الشقيقة أمثال البرازيل وتشيلي والتي تحمل هم وغم هؤلاء قبل أن تصل آذان مسؤولي دولنا العربية الى مقام الاستماع الى هؤلاء وبكسر الهاء
وحصار غزة وحدث ولا حرج والذي لاينفع معه الاستعانة بالمبصرين والمنجمين وضاربي الودع وقارئي الكف وناقري الدف لمعرفة متى ستفتح تلك الحدود من الطرف العربي بافتراض أن العدو هنا أعجمي أي اسرائيل
حتى سحب الجنسيات واسقاطها عن فلان وعلان بل حتى تشبث بعض الدول بمواطنيها ليس حبا بهم انما لأنهم كالبقرة الحلوب يتم عصرهم وتشفيتهم ماداموا يتمتعون بجنسيتهم الأصليةكما في الحال السوري مثلا
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
ولعل الطامة الكبرى هنا والتي يعجز كبار المحللين والمفكرين وفطاحل السياسة والكياسة عن تفسيرها وفك ألغازها هي أنه بينما تتساقط القوانين والقرارات كالطائرات على رؤوس ورقاب الكبير والصغير والمقمط بالسرير دون تقديم أية تفسيرات وتعبيرات وانما ألغاز بألغاز عبر الراديو والتلفاز
فانه بالمقابل تنط الأنظمة العربية ولاتحط عندما يتبع الغرب نفس التقليد العربي باتخاذ قرارات ضد تلك الأنظمة وبعض شخصياتها أو تفضيل بلد على بلد بحيث يتم اتهام الغرب بالكيل بمكيالين وصحنين وطاستين
بينما تتساقط الأكيال والأصفاد والأغلال على رقاب العباد في بلاد علي بابا والأربعين قرار ومزمار
لذلك وان كنا لنتمنى أن تكون الشفافية والمصداقية والانسانية في اتخاذ القرارات هي الأساس في بلادنا العربية فان تأرجح تلك القوانين والقرارات بين الأسرار والألغاز نصا ومضمونا وتوقيتا وتطبيقا وتجاوزا وتمريقا فانه يجدر بنا والحال هكذا أن لانستعجب من تصرفات الغرب ان لم يأخذنا قشة لفة بعين الاعتبار لأننا أول من يغفل ويأكل ويشفط حقوق الانسان الأساسية مضيفين زخما ونغما الى غابة الآكل والمأكول والناهش والمنهوش والدافش والمدفوش فلا عجب ان قام الغرب بالعمل نفسه محجاراة ومحاباة لنا في نفس النمطية والمنهجية بعدما دخلنا غينيس في طي النسيان لحقوق لانسان وكان ياماكان.
*حركه كفى