التشيك والمانيا والعداء للاسلام

برلين /‏01‏/07‏/2015/  لقد مرت الدعوة الإسلامية في التشيك بأحداث جسام حيث أشار بعض المؤرخين المسلمين إلى وصول الإسلام إلى هذه المنطقة في القرن العاشر الميلادي، ومن هؤلاء إبراهيم بن إسحاق الطرطوشي من الأندلس، وإبراهيم بن يعقوب من قرطبة، ومنهم ابن البكري في كتاب "المسالك والممالك"،وجاء الإسلام مع قبائل مسلمة من وسط آسيا.

 وكانت المرحلة الثانية بعد دخول الأتراك العثمانيين إلى وسط أوروبا، وبعد انتصار الأتراك في معركة (كوسوفو) ومعركة الموهاج ودخول العديد من سكان هذه المنطقة في الإسلام ومنهم سكان البوسنة والهرسك كذلك منهم البوقوميل ولقد تم فتح إقليم سلوفاكيا وهو قسم  ثم فتح العثمانيون منطقة بورنو عاصمة إقليم مورافيا التشيكية ولم يستمر وجود الأتراك طويلا ولكن الفترة التي حكم فيها الأتراك هذه المنطقة كانت كافية لدخول الكثير في الإسلام  وهاجرت إلى المنطقة عناصر إسلامية عديدة وبنيت المساجد وشيدت المدارس ولا تزال بعض الآثار الإسلامية شاهداً على ذلك التراث العريق.

 بعد ذلك تم انسحاب الأتراك من وسط أوروبا  وفي أعقاب ذلك تعرض المسلمون للتنكيل وهدمت مساجدهم وأغلقت مدارسهم وهاجر العديد منهم  ونال الإسلام من تحديات كثيرة شنتها  دولة هابسبورج التي حملت لواء الدفاع عن المسيحية في الغرب ضد الدولة العثمانية ولكن بقي البعض من المسلمين برغم هذه التحديات التي حاولت محو آثار الإسلام من وسط أوروبا وظل الأمر على هذا الوضع حتى صدر في النمسا قانون التسامح الديني عام 1782وبصدور هذا القانون تنفس المسلمون شيئاً من الحرية.

ولا يعتبر الوجود الاسلامي في المانيا بجديد  كما لا يعتبر وجود في التشيك بجديد فقد وصل الى تلك الدولة مع وصوله الى المانيا عبر فرنسا وايطاليا .

وتشير وثائق تاريخية ان المسلمين اقاموا بمدينة فرايبورج / جنوب / التي تشارك فرنسا وسويسرا بحدود معهما  وذلك بعد هزيمة تعرض لها المسلمون بمعركة بواتييه والتي يطلق عليها / بلاط الشهداء / في عام 732 ميلادية الذي صادف عام 114 هجرية في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك واستشهد فيها أمير الناس عبد الرحمن الغافقي  ، فقد لجأ المسلمون الى المدينة المذكورة واقاموا بها لمدة تصل الى حوالي اربعون عاما . أما وصول الاسلام الى التشيك ، فعلى حسب رأي استاذ مادة الاسلام في جامعة براغ يان كوشفارت خلال مناقشة الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية هذا اليوم الاربعاء 1 تموز / يوليو وضع في التشيك والمانيا ، بان هذا الدين وصل الى تلك الدولة بعهود متأخرة ، فالدولة العثمانية لم تتمكن فرض سيطرتها على التشيك مثل سيطرتها على هنغاريا  بالرغم من أن تدريس مادة الاسلام والعربية  في جامعة براغ تعتبر قديمة من1 تأسيس هذه الجامعة في عام 1348 .

وأعرب كوشفارت عن أسفه لعدم وجود اهتمام يذكر لتعلم العربية ومادة الاسلام فلا يتجاوز عدد طلاب معاهد هذه القسم الثلاثين طالبا مشيرا بأن عدوى المعاداة للاسلام  في التشيك قوية للغاية  حتى ان رئيس التشيك ميلوس زيمان اكدررفضه اي حوار بين الاسلام والمسيحية يعقد ببلاده مؤكدا رفضه  قبول هذا الدين وذلك جراء تشويه الاعلام لصورة الاسلام في ذلك البلد اضافة الى ان التشيك  تضع عوائق تحول دون استيعابها للاجئين من سوريا وغيرها من البلد الاسلامية ، فعدد المسلمين بالتشيك من اخر احصائية رسمية لا يتجاوز عددهم الـ 3 آلاف و  و 740 شخصا كما ان معتنقي الاسلام من التشيكيين قليل مضيفا بأن منظمة ما يطلق عليها / الجبهة القومية لحماية الغرب من الاسلام / لها نشاطات كثيرة في بلاده والتشيك لا تعتبر فريدة من نوعها من بين دول الاتحاد الاوروبي التي تنظر الى الاسلام بريبة .

فلوريان راينبولد من مركز برلين العلمي يرى أن المعاداة للاسلام لم تعد محصورة  بمجتمع  الطبقة الغير متعلمة بل من الطبقات المتعلمة والمتوسطة التعليم ووصول المعاداة الى التشيك له تاريخه بالمجتمع التشيكي الذي يعادي اوروبا ولا سيما المانيا والمعادون للاسلام لا يملكون فكرا سياسيا ناضجا وقويا / فناطقة / الجبهة القومية لحماية الغرب من الاسلام – بيجيدا / التي كانت وراء مظاهرات معادية للاسلام جرت في المانيا ولا سيما بمدينة درسدن عادت واعتذرت من المسلمين لتخرج قبل يوم أمس الاثنين 29 حزيران /يونيو بتصريح تطالب فيه الخروج بمظاهرات ضد سياسة المصرف الاوروبي المركزي لانه لا يريد مساعدة اليونان ثم اعلنت قبل فترة انها تعادي الوجود الامريكي في المانيا واوروبا حاصة المسلمين بالتظاهر ضد الوجود الامريكي .

والواقع ان الاسلام وصل الى التشيك وأثبت أقدامه مع وصوله الى المانيا والنمسا وهنغاريا وبولندا الا أن سياسة محو صورته  كانت قوية  اكثر من بقية دول وسط اوروبا .

ولا احد ينسى ما قام استاذ اللغة العربية ومادة الاسلام المجري عبد الكريم جرمانوس فضله بانتشار الاسلام في بلده المجر والتشيك ايضا .