صمت العالم شجع الكيان الصهيوني على قرصنة أسطول فك الحصار على غزة

لقد أضحى الكيان الصهيوني كيانا مدللا لا يحكمه قانون المجتمع الدولي ، ويتصرف كما يشاء ، يشن الحرب على من شاء متى شاء ، ويوقفها متى شاء ، ويعترض السفن المدنية  في المياه الدولية، ويقتادها بالقوة  إلى موانئه، ويصادر ما فيها، ويستنطق من فيها ،ويحتجز من شاء ويرحل  من شاء ... والعالم بما فيه الغرب الوصي على الديمقراطية وحقوق الإنسان يتفرج ،ولا ينبس ببنت شفة ، ولا يجرؤ على إنكار ما يفعله هذا الكيان المختلق في قلب الوطن العربي والمحتل للأرض العربية من جرائم  . واعتراض أسطول فك الحصار على قطاع غزة المدمر تدميرا من طرف الآلة الحربية الصهيونية الوحشية يعتبر استمرارا للعدوان الهمجي الممنهج على القطاع . وفي الوقت الذي أدانت فيه تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ومحاكمها  جرائم الكيان الصهيوني في غزة ، يستخف هذا الكيان الصهيوني بهذه التقارير، ويسخر منها ومن الجهات التي تصدر عنها من أجل الالتفاف على فظاعة جرائمه . ويأتي اعتراضه لأول قطعة من أسطول فك الحصار على غزة لمنع وصول حقيقة ما اقترف من جرائم فيها ، وحقيقة الكارثة الإنسانية التي يلفها التعتيم الإعلامي العالمي . ولا شك أن صمت العالم على جرائم الكيان الصهيوني وعلى تماديه في الاستخفاف بإرادة المجتمع الدولي هو الذي جعل الأمن العالمي يختل بشكل غير مسبوق حيث تقتدي الأنظمة العربية المستبدة  مثل النظام العسكري في مصر، والنظام البعثي في سوريا، والنظام الطائفي في العراق بالكيان الصهيوني ، وتستغل مثله تماما صمت العالم لارتكاب الفظائع المروعة في حق الشعوب العربية . وصمت العالم على ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية خاصة ما يسمى بالعالم الحر الذي ينصب نفسه وصيا على الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في العالم سببه توفير هذا العالم الغطاء للكيان الصهيوني ليعيث في الأرض فسادا . فكل المآسي التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي سببها الكيان الصهيوني، ذلك أن الانقلاب العسكري  على الديمقراطية والشرعية في مصر كان بتخطيط من الكيان الصهيوني والدول الغربية الداعمة له من أجل ضمان سلامه وأمنه . والشعب المصري يؤدي اليوم ثمن باهظا حيث يقتل أبناؤه  ويزج بهم في السجون والمعتقلات الرهيبة من أجل أن ينعم الكيان الصهيوني المحتل  بالأمن والسلام . وصمت العالم عما يجري في سوريا من مذابح رهيبة سببه أيضا رغبة الغرب في سلام وأمن الكيان الصهيوني حيث يرى هذا الكيان أن وجود نظام البعث  يوفر له الأمن والسلام، لهذا يسكت الغرب عن البراميل المتفجرة فوق رؤوس الشعب السوري، ويسكت عن استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ،ويسكت عن التورط الفاضح  لدولة إيران  وجبهتها المتقدمة حزب اللات في تقتيل الشعب السوري. ونفس الشيء يقال عن صمت الغرب أمام جرائم النظام الطائفي في العراق والذي يجند ميلشيات ما يسمى بالحشد الشعبي لاستئصال سنة العراق الذين يلقون العذاب المهين على يد كل من عصابات داعش الإجرامية ، وهي عبارة عن صناعة مخابراتية غربية من أجل التغطية على جرائم إبادة السنة في العراق وسوريا ، وعلى يد الميليشيات الرافضية الحاقدة والميليشيات الكردية العرقية . وعندما نتأمل مليا صمت العالم خصوصا الغرب على ما يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط نلاحظ أنه صمت يدخل ضمن الصمت على جرائم الكيان الصهيوني من أجل سلامه وأمنه . ولا فرق بين أن يبالغ نظام السيسي في قمع الشعب المصري التواق إلى التحرر من الاستبداد وبين حصار الكيان الصهيوني للشعب الفلسطيني التواق للاستقلال . وليس من قبيل الصدف أن يوافق نظام السيسي الكيان الصهيوني في حصار قطاع غزة بل الأمر عبارة عن خطة محبوكة بخبث من أجل عزل الشعب الفلسطيني ، والحيلولة دون حاضنته العربية التي باتت مشغولة بالصراعات التي صدرها إليها الغرب  من خلال اختراقها  بعصابات داعش الإجرامية التي تقوم بدور التمويه على المخطط الجهنمي والرهيب الذي يهدف من ورائه الغرب إلى تأمين وجود واستمرار الكيان الصهيوني وفرضه كأمر واقع على الشعوب العربية . ويراهن الغرب على خلق فوضى لا نهاية لها في العالم العربي ليبعد عهد شعوبه بالقضية الفلسطينية ، ومن ثم  تتراخى هذه الشعوب  في المطالبة باسترجاع ما اغتصبه الكيان الصهيوني .وأخيرا يعتبر صمت العالم وخصوصا الغرب على ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط  مشاركة إلى جانب  الكيان الصهيوني في جرائمه وفي احتلاله ومصادرته للأراضي الفلسطينية ، وحصاره وطغيانه واستبداده . ولا شك أن العالم بسكوته عن جرائم الاحتلال الصهيوني والجرائم المتناسلة عنها والتي تمارس من طرف أنظمة عربية مستبدة كالنظام المصري والسوري والعراقي وعصابات إجرامية كداعش  سينتهي إلى وضع كارثي  لا محالة . واعتراض أسطول فك الحصار عن الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة هو في الحقيقة يرمز إلى  اعتراض لفك الحصار الصهيوني عن عالم يتحكم فيه اللوبي الصهيوني ، ويسير به نحو الهاوية والمصير المجهول .فمتى سيفيق العالم ويفك عنه حصار اللوبي الصهيوني ؟؟؟