اثنين داعش وشيشة.. لو سمحت!

اثنين داعش وشيشة.. لو سمحت!

نافز علوان

لوس أنجليس

جلسنا على أحد المقاهي الرمضانية، بدلاً من أن نقضي وقتنا في احدى زوايا الذكر والقرآن في أحد المساجد والتي تتكون تشكيلة روادها هنا في الولايات المتحدة من خمسين في الماءة من أفراد مكافحة الإرهاب الداخلي وخمسة وعشرون في الماءة منهم عملاء للسي آي إيه وعشرة في الماءة خليط من عملاء عدد من الدول العربية والخمسة عشر في الماءة الباقين يقوم كل أولائك الذين ذكرناهم سابقاً بالتجسس عليهم ومراقبتهم، لا حول ولا قوة إلا بالله. 

المهم، قلت للجالس عن يميني لماذا لا تقوم داعش بإرسال إثنين من مقاتليها العتاة، والذين هم على حد زعم أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي، الواحد منهم قادر على احتلال البصرة بمفرده فلماذا لا يرسل أمير المؤمنين يا أخي إثنين من هؤلاء للمشاركة بطلقتين في الهواء في عرس الدم الفلسطيني المستمر في قطاع غزة؟

بالنسبة للعرب هنا في الولايات المتحدة إذا أتيت في مكان عام كالمقهى على اسم القاعدة أو على اسم داعش مثلاً تجد منهم من يتلعثم في الكلام ويصفر لونه ومنهم من ينظر إلى ساعته ويضرب جبهته بكف يده ويلملم جواله وسبحته التي لا تظهر إلا في رمضان ويستأذن بالذهاب لأنه نسي موعداً مهماً كان عقده سابقاً في الساعة الواحدة بعد منتصف ليل رمضاننا الكريم هذا، والشجاع منهم يقوم بزحزحة كرسيه حتى وكأنه يبدو منتمياً للطاولة التي بجوارنا وبذلك يكون صادقاً إذا قال في التحقيق معه إنه كان جالساً إلي الطاولة التي كانت بجوارنا ولم يكن جالساً إلى طاولتنا بأي حال من الأحوال. وأخيراً هناك الجاسوس الذي يجلس في الطاولة التي خلفنا ويميل بجسده نحونا بحجة أنه يقوم بإصلاح نار الشيشة وهو في الحقيقة يقوم بتقريب الميكرفون المزروع في صدره للحصول على صوت واضح لمعلومة قد تدر عليه في تلك الليلة ما بين الخمسة والعشرة ألاف دولار وذلك حسب قوة وفاعلية المعلومة التي قام بتسجيلها.

واصلت حديثي مع من تبقى من الجالسين على طاولتنا، ولا يخلو العرب من فرسان الحق والحمد لله، ورفعت الصوت حتى يرتاح الجاسوس الذي يجلس خلفنا في جلسته ومضيت أقول ... ولكن كيف داعش وغير داعش من مغاوير الجهاد أن يصلوا إلى العدو الصهيوني؟ إن داعش وشركاءهم منشغلين عن إسرائيل في الجهاد على رقاب المسلمين فقط. لا قوة لهم ولا يجرؤون على الحروب المتطورة، لا يستطيعون مواجهة الجندي الصهيوني الحديث، يجرؤون على الجندي السوري وعلى الجندي العراقي والذي هو من سوء الاهتمام به لو نفخت عليه لسقط صريعاً ولا حاجة أن تطلق عليه رصاصة قيمتها الأصلية في بلد مصنعها لا يتجاوز العشرة سنتات أمريكية بسعر الجملة وتدفع داعش والقاعدة وغيرهم بين الخمسة والعشرة دولارات للطلقة الواحدة، نعم إقراؤها جيداً عشرة دولارات للطلقة الواحدة من أموال تبرعات المسلمين لهم والذين يحسبون من قاموا بالتبرع بهذه الأموال لتلك أنها ذاهبة إلى جهاد ضد الصهاينة فإذا بها تذهب إلى عصابات من قتلة العرب والمسلمين. ذهبت أموالهم لإثراء إمراء حرب جدد يرتدي أمير مؤمنيهم ساعة يتجاوز ثمنها الخمسة وعشرون ألف دولار في يده اليمنى ممعناً في حركة يده تلك أثناء التشهد والتهديد بيده تلك لإبراز وإظهار تلك الساعة والتي كان ولقامت بنفس الغرض ساعة بخمسة دولارات في يد أمير المؤمنين هذا.

لا يستطيعون خوض حرب ضد قوات حديثة مجهزة تقتل من الجو بطائرات ذكية بدون طيار وقنابل ذكية تحدد مكانك بنسبة خطأ لا تتجاوز الواحد بالماءة ولكن يستطيعون حرب الصبيان ولبسة السراويل المهلهلة واقتحام جموع النساء والأطفال بحجة الانتقام من رجالهم أو من يعتقدون أنهم ينتمون إليهم من أعداءهم.

الجهاد والشهادة في الموصل وفي القلمون وحلب، أما الجولان فلا جهاد فيه وقطاع غزة لا جهاد فيه والقدس .. ما عادت لنا أصلاً حتى نجاهد فيها.

نهضنا من مقاعدنا الوثيرة في مقهانا ذاك وهرع إلينا الجرسون ليدفع كل منا ثمن ما شرب وعندما جاء دوري قلت له أخذت إثنين داعش وواحد قهوة ...