لا تثقوا بالولايات المتحدة 28
(28) تحمي أشرس السفّاحين وتُرسل "مانديلا" إلى السجن لمدة 28 سنة
(تمهيد - عدم تسليم الإرهابي "عمانوئيل كونستانت" - الولايات المتحدة تحمي أشرس السفّاحين الكولومبيين ؛ حالة السفّاح "لويس بيسيرا" أنموذجا - حالة الإرهابي السلفادوري "أوبيسون" - حالة الإرهابي "بوسادا" : من هو الإرهابي : الولايات المتحدة أم فنزويلا ؟ مثال عملي - حالة السفّاح الذي كرّمه الرئيس الأمريكي بوسام الإستحقاق - قائمة أخرى بإرهابيين تؤويهم أو تدعمهم الولايات المتحدة - ومقابل ذلك : كيف أرسلت وكالة المخابرات المركزية نيلسون مانديلا للسجن لمدة 28 سنة ؟ - حالة السفّاح الكرواتي "أجيم أسيكو" - حالة السفّاح الأنغولي "جوناس مالهير سافيمبي" - الرئيس الكذّاب - الكذب الأمريكي حول عدم التسامح إطلاقاً مع الملاذات الأخرى للإرهابيين - ولا يهم أمريكا أن تقتل إنساناً عربيّاً "خطأً" بتهمة الإرهاب .. لا اعتذار ولا هم يحزنون - وقفة استثنائية : حالة القاتل "وارين أندرسون" و "هيروشيما الصناعات الكيمياوية" في بوبال الهندية - بعد ثلاثين عاماً : كشف الدور السرّي للمجرم "هنري كيسنجر" في كارثة "بوبال").
# عدم تسليم الإرهابي "عمانوئيل كونستانت" :
----------------------------------------------
وهذا هو مهندس الإرهاب الهاييتي الذي يتحمل المسؤولية الكبرى عن موت الآلاف (4 – 5 آلاف) من المواطنين الهاييتيين ، يعيش في أمان واطمئنان في نيويورك ، وكان يتزعم القوات الإرهابية شبه العسكرية المعروفة اختصارا بـ "فراف - FRAPH" (فرق الموت الهاييتية) . وكانت حكومة هاييتي المُنتخبة قد طلبت مرارا من الولايات المتحدة استرداد كونستانت هذا ، إلا أن واشنطن رفضت الطلب ، أو ببساطة تجاهلته – في موقف لافت خصوصا وأنه جاء في غمرة موجة الغضب على رفض حكومة الطالبان النزول عند أمر واشنطن بتسليمها المشتبه بهم في أحداث 11 أيلول من دون أدلة ثبوتية - والسبب ، كما يُفترض على نطاق واسع ، هو الخشية من أن يكشف كونستانت في حال محاكمته علاقات وطيدة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بحملة الإرهاب في هاييتي .
في 2001 حكمت محكمة هاييتية على كونستانت – المعروف باسم "توتو" - بالسجن مدى الحياة لدوره في "مذبحة رابوتيو " في 22 نيسان 1994 حين هاجمت فرق الموت منطقة رابوتيو في شمال شرق هاييتي ، لأن مواطنيها المدنيين شاركوا في مظاهرة تدعم الرئيس المنتخب أرستيد الذي خلعته الولايات المتحدة بانقلاب عسكري عام 1991 (راجع الحلقة الخاصة بهاييتي) ، وقتلت - حسب تقديرات الصحفيين - أكثر من ثلاثين مواطنا منهم أطفال ونساء وشيوخ ، حُكم على 17 إرهابيا من جماعة كونستانت ، لكن هرب معظمهم في هروب جماعي بعد أن قام بلدوزر بتحطيم جدار السجن عام 2005 ، ثم قامت المحكمة العليا بنقض القرار في بادرة اعتبرتها منظمة العفو الدولية خطوة لا تُغتفر إلى الوراء .
كان كونستانت مسؤولا عن اغتيال وزير العدل الهاييتي عام 1993 . حسب أقواله وأقوال مسؤولي وكالة المخابرات المركزية الأميركية ، كان يستلم من المخابرات 500 دولار شهريا في 1992- 1994 . في عام 1994 وبعد أن أعادت قوات الأمم المتحدة الرئيس الشرعي المنتخب المخلوع أرستيد ، هرب كونستانت إلى الولايات المتحدة. وفي عام 1995 عندما علم بقرب اعتقاله ومحاكمته هدّد في برنامج 60 دقيقة الشهير بأنه سوف يفشي أسراراً خطيرة عن علاقته بالمخابرات المركزية . في عام 1996 أمرت إدارة كلنتون بإطلاق سراحه . في عام 2001 حُكم غيابيا بالسجن مدى الحياة من قبل محكمة في هاييتي . (تشومسكي : طموحات إمبريالية ، ويكيبيديا) .
# ويتطلب الحال ان تقوم فنزويلا بالذات بالالحاح على الولايات المتحدة, قبل عدة اشهر, من اجل تسليمها ضابطين سابقين في الجيش, كانا قد تقدما بطلب اللجوء اليها, اثر مشاركتهما في الانقلاب العسكري الذي حدث يوم 11 نيسان عام 2002 ، ولاقى دعماً من قبل ادارة بوش التي تراجعت في اللحظة الاخيرة وسط الامتعاض الذي شمل العالم بأسره. ووسط دهشة الجميع، كانت الحكومة الفنزويلية قد قررت في حينه احترام قرار المحكمة العليا في كاراكاس التي رفضت بموجبه اجراء محاكمة لزعماء الانقلاب. وكان الضابطان قد تورطا فيما بعد بعميلة ارهابية، ثم هربا الى ميامي.
# الولايات المتحدة تحمي أشرس السفّاحين الكولومبيين ؛ حالة السفّاح "لويس بيسيرا" أنموذجا :
-------------------------------------------------------------------
الرائد "لويس فيليب بيسيرا" المتهم من قبل المحكمة المدنية الكولومبية بالمسؤولية عن العديد من المذابح في كولومبيا ، تمكّن من الهرب من الدولة في ظل تهديد بالقتل بعد أيام من الإفراج عنه بكفالة . لكن التهديد بالقتل لم يُنفّذ لأن "بيسيرا" كان يتلقّى تدريبا عسكريا في الولايات المتحدة للترقّي إلى رتبة عقيد آنذاك . وبعد عودته من الدورة التأهيلية عُيِّن بيسيرا رئيسا لشعبة الإعلام والعلاقات العامة في الجيش ،على الرغم من توصية النائب العام للقوات المسلحة بفصله من الخدمة عقابا له على مشاركته في مذابح الفلاحين . وفي أبريل 1996 تم إسقاط التهم عنه بضغط خفي من الولايات المتحدة . وفي أكتوبر اتُهم من جديد بالتورّط في مجازر ضد المدنيين العُزل . وتحت ذريعة مقاتلة المتمردين نفّذت القوات المسلحة التي كانت تحت أمرته عمليات لقتل عشرات الأشخاص في المناطق الريفية ، وكان الضحايا مرة أخرى مدنيين عُزلاً ، كما قامت هذه القوات باغتصاب النساء وتعذيبهن ، وذلك بشهادة مواطنين في المنطقة التي شهدت العمليات . (تشومسكي : الدول المارقة ، ويكيبيديا، شبكة الإنترنت) .
# حالة الإرهابي السلفادوري "أوبيسون" :
------------------------------------------
مع تنامي التصفيات الدموية التي يقوم بها الجيش وفرق الموت ، في شباط 1980 أرسل رئيس أساقفة السلفادور "أوسكار روميرو" رسالة إلى الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" – المتشدّق بحقوق الإنسان الآن - يتوسّل إليه ألّا يرسل مساعدات عسكرية للسلطة التي تحكم البلاد، موضحا أن تلك المساعدات تدعم القتل وتدمير المنظمات الشعبية التي تعمل من أجل احترام المتطلبات الأساسية للبشر . بعد أسابيع تم اغتيال "روميرو" في أثناء قداس كنسي . يفترض أن النازي الجديد " روبرتو د. أوبيسون " مسؤول عن ذلك مع ما لا يحصى من الفظائع الأخرى.
وروبيرتو أوبيسون – كما أظهرت وثائق وكالة المخابرات المركزية مؤخرا - هو مؤسس حزب "أرينا" في السلفادور ، كان خلال عقد الثمانينات زعيم إحدى فرق الإعدام، وشارك في التخطيط لاغتيال الأسقف "روميرو" . كان أعضاء من "أرينا" ضالعين في أنشطة فرق الإعدام؛ كما أن هذه الفرق تجنّد أعضاء سابقين في الجيش والشرطة.
قاد أوبيسون فرق الموت في السلفادور من 1978 حتى 1992، وبعد اغتيال القس روميرو بستة اسابيع، أُلقي القبض عليه في إحدى المزارع مع مجموعة من الجنود ومعهم أسلحة ووثائق وأموال تثبت تمويلهم لفرق الموت . هرب إلى غواتيمالا ثم عاد بعد تهديدات من الفصائل اليمينية المسلّحة، وقام بشجب الحكومة وإعلان أسماء ليساريين على شاشة التلفاز، قُتلوا كلهم بعد ذلك من قبل فرق الموت . قالت "الواشنطن بوست" في آب 1981 : أن أوبيسون أعلن أن هناك حاجة لقتل بين 200000 – 300000 سلفادوري (وهم المناضلون الشعبيون) لاستعادة السلام في السلفادور . ثم أسّس حزب "أرينا" ليكون رئيسه مدى الحياة . ويجب على كل أعضاء الحزب أن يقسموا بالدم على ولائهم للنازي الجديد أوبيسون . في سنة 1993 سمّت لجنة التحقيقات التابعة للأمم المتحدة في السلفادور الضباط الذين ارتكبوا أسوأ الفظاعات في الحرب الأهلية، وتبيّن أن ثلثيهم تدربوا في فورت بيننغ. ومنهم روبرتو دي أوبويسون، قائد فرق الموت وقتلة رئيس الأساقفة أوسكار روميرو ومجموعة من القساوسة اليسوعيين. الأهم هو أن هذا الإرهابي كان على قائمة عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية . (المصادر السابقة)
# حالة الإرهابي "بوسادا" :
من هو الإرهابي : الولايات المتحدة أم فنزويلا ؟ مثال عملي :
-----------------------------------------------------------
في عام 2006 سعتْ فنزويلا إلى استرداد واحد من أسوأ إرهابيي أميركا اللاتينية سُمعة ، وهو "لويس بوسادا كاريلّس" لمواجهة تهم بتفجير طائرة ركاب تابعة لشركة "كوبانا" وقتل سبعة وثلاثين شخصا كانوا على متنها . كانت التهم موثوقة ، لكن كان ثمة صعوبة حقيقية . إذ بعد فرار بوسادا من سجنه في فنزويلا ، استأجره عملاء سرّيون أمريكيون لإدارة عمليات إمداد منظمة الكونترا النيكاراغوية بالسلاح والذخيرة من السلفادور ، أي ليلعب دوراً بارزاً في حرب واشنطن الإرهابية على نيكاراغوا . ومن هنا كانت المعضلة : فاسترداده لمحاكمته من شأنه أن يُرسل إشارة مقلقة إلى العملاء الأجانب السريّين من أنهم لا يستطيعون الإتكال على حماية غير مشروطة من جانب الحكومة الأمريكية ، وقد يعرّض وكالة الاستخبارات الأميركية (السي آي إيه) لاعترافات علنية مُحرجة لها من أحد عملائها السابقين . الصحافة الأمريكية "الحرة" قالت إنها مشكلة طفيفة .
وفي الوقت الذي كانت فيه فنزويلا تلح في طلبها لاسترداد الإرهابي كاريلّس أقرّت الأغلبيتان الساحقتان في مجلسي الشيوخ والنواب مشروع قانون يحظر على الولايات المتحدة مساعدة البلدان التي ترفض طلبات الاسترداد - والمقصود بها الطلبات الأمريكية طبعا . لطالما مرّ رفض واشنطن المعتاد الاستجابة لمناشدة البلدان الأخرى استرداد إرهابيين بارزين منها مرور الكرام ، وإن بدرت هنا بعض الأصوات المُعبّرة عن القلق من إمكانية أن يمنع مشروع القانون هذا المساعدة عن الكيان الصهيوني من الوجهة النظرية لرفضه تسليم رجل اتُهم بجريمة قتل وحشية حصلت عام 1997 في ماريلاند وفر إلى الكيان الصهيوني وطالب بالحصول على الجنسية "الإسرائيلية" من خلال أبيه .
وقد حُلّت معضلة بوسادا ، مؤقتا ولله الحمد ، بفضل المحاكم التي رفضت طلب فنزويلا ، خلافاً لما تنص عليه معاهدة تسليم المتهمين الموقعة بين البلدين . وبعد ذلك بيوم واحد ، حث روبرت مولر ، رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي أوروبا على الإسراع بتلبية طلبات الولايات المتحدة بإرسال بعض المتهمين قائلا : "إنا نتطلع دائما إلى ما ينبغي عمله حتى يمكننا جعل عملية الاسترداد تسير بوتيرة اسرع . أظن أننا مدينون لضحايا الإرهاب بأن نسهر على تحقيق العدالة بنجاعة وبفعالية" . (المصادر السابقة) .
هل هناك وقاحة وسفالة أكثر من هذه ؟
وفي القمة الإيبيرية – الأمريكية التي عُقدت بعد ذلك بفترة وجيزة ، أعرب قادة إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية "عن دعمهم لجهود فنزويلا الرامية إلى تسلم (بوسادا) من الولايات المتحدة كي يُقدّم إلى المحكمة " لتفجيره طائرة خطوط "كوبانا" الجوّية ، إلّا أنهم سرعان ما تراجعوا عن ذلك بعدما احتجّت السفارة الأمريكية على هذا الموقف . إن واشنطن لا ترفض فقط ، أو تكتفي بتجاهل طلبات استرداد الإرهابيين ، بل إنها تستخدم كذلك أداة العفو الرئاسي عن جرائم مقبولة لديها . فبوش الأول منح عفوا رئاسياً لـ "أورلاندو بوسك" ، الإرهابي الدولي السيء السمعة وشريك "بوسادا" ، برغم اعتراضات وزارة العدل التي ألحّت على ترحيله عن البلاد لكونه يشكّل تهديدا للأمن القومي . والإرهابي "بوسك" يقيم الآن آمناً مطمئناً في الولايات المتحدة ، وربّما لينضم إليه بوسادا لاحقا ، وسط محافل ما فتئت تُستخدم قاعدة للإرهاب الدولي .
# حالة السفّاح الذي كرّمه الرئيس الأمريكي بوسام الإستحقاق :
------------------------------------------------------------
كان الجنرال "غوستاف ألفارز مارتينيز" ، قائد القوات المسلحة في هندوراس ، وعمل تحت رعاية جون نغروبونتي الذي أصبح لاحقاً مسؤولاً عن محافحة الإرهاب (تصوّر إرهابي يكافح الإرهاب !!) ، وكان مديرا لأكبر محطة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية في العالم ، . إن نغرو الملقب بـ "الحاكم الإداري مطلق الصلاحية" كان "من الناحية الإدارية ومن حيث الأساس مسؤولا عن حرب الكونترا" بطريقة غير مألوفة بالمرة بالنسبة لرجل دبلوماسي" . لقد تلقى الجترال ألفارز دعما قويا من أميركا حتى بعدما أخبر سفير كارتر " جاك بينز" بأنه "يعتزم استخدام الأسلوب الأرجنتيني في التخلص من المخربين المشبوهين " . وعندما خَلَف بنغروبونتي بينز في السفارة ، كان ينفي بانتظام حصول جرائم رسمية رهيبة في هندوراس لضمان استمرار تدفق المساعدات العسكرية على عمليات الإرهاب الدولي التي كان يديرها . في عام 1983 وهي ذروة جرائم ألفارز منحت إدارة ريغان وسام الإستحقاق لألفارز من أجل "تشجيع النجاحات المتحققة على صعيد النهج الديمقراطي في هندوراس" . وأشاد "نغروبونتي بتفاني ألفارز في سبيل الديمقراطية" .
# قائمة أخرى بإرهابيين تؤويهم أو تدعمهم الولايات المتحدة :
-----------------------------------------------------------
العقيد الغواتيمالي (جوليو روبيرتو الباريز)
سيليرينو كاستيلو
الجنرال (بنيديكتو لوكاس غارسيا )
هيكتور كرامايو موراليس
هو العقيد (أوتو بيريز مولينا)
فهو الجنرال (فرانشيسكو اورتيغا مينالدو)
الجنرال ماريو انريكويز موراليس
هم الجنرالَ (روبيرتو ماتا غالفيز)
الجنرال (غرامايو Gramajo)
الجنرال (أفرام ريوس مونت) (الدولة المارقة) .
# ومقابل ذلك : كيف أرسلت وكالة المخابرات المركزية نيلسون مانديلا للسجن لمدة 28 سنة ؟
------------------------------------------------------------------
عندما أُطلق سراح نيلسون مانديلا من السجن في فراير 1990 ، خاطب الرئيس جورج بوش - شخصيا هاتفيا - زعيم جنوب أفريقيا الأسود ليخبره بأن كل الأمريكيين مبتهجون لإطلاق سراحه .
وكان هذا هو نفس نيلسون مانديلا الذي سُجن لمدة 28 سنة لأن وكالة المخابرات المركزية زوّدت سلطات جنوب أفريقيا بمعلومات سرية عن المكان الذي يمكن أن تجده فيه .
وكان هذا هو نفس جورج بوش الذي كان ذات مرة رئيس وكالة المخابرات المركزية والذي كان لمدة ثماني سنوات الرجل الثاني في السلطة في إدارة تعاونت وكالة المحابرات المركزية ووكالة الأمن القومي في ظلها بصورة وثيقة مع إدارة المخابرات في جنوب أفريقيا . وقدّمتا المعلومات عن حزب مانديللا ، المؤتمر الوطني الأفريقي ، وذلك وفق هوس الولايات المتحدة بمواجهة الشيوعية من ناحية ، وكون جنوب أفريقيا مصدراً لليورانيوم المصدر إلى الولايات المتحدة .
وفي 5 أغسطس أوقفت الشرطة المسلحة عند متراس على الطريق خارج هاويك / التاتال ، سيارة يقودها نيلسون مانديللا الذي كان مطاردا لمدة 7 أشهر ، ويَدّعي أنه سائق لراكب أبيض يجلس في المقعد الخلفي . ولم يُقدم تفسيرٌ علني لكيف تواجدت الشرطة هناك ، بيد أنه في أواخر يوليو 1968 نشرت ثلاث صحف جنوب أفريقية قصة نشرتها بعد ذلك صحافة لندن ومحطة تلفزيون سي بي أس ، كشفت أن مسؤولا بوكالة المخابرات المركزية واسمه "دونالد ريتشارد" كان يعمل تحت ستار مستشار رسمي في ديربان قدم معلومات سرية للفرع الخاص بأن مانديللا سيتخفى كسائق في سيارة مُتجهة إلى ديربان ، وقد حصل ريتشارد على المعلومات من واشٍ في حزب المؤتمر الأفريقي . وبعد ذلك بعام ، وفي حفل وداع لريتشارد - وبعد أن فكّت الخمرة عقدة لسانه – أعلن على أسماع بعض الحاضرين أنه كان مفروضا أن يقابل مانديللا في الليلة المشؤومة ، لكن بدلا من ذلك أبلغ الشرطة .
وقد أجرى ألن بيزي مذيع الأخبار في محطة سي بي أس لقاء مع الصحفي جيمس توملنز على الهواء عندما تفجرت القصة في 1968 ، وذكر توملنز الذي كان في جنوب أفريقيا في 1962 ، أن ريتشارد أخبره بتورطه في القبض على مانديللا .
وفي 10 يونيو 1990 ، أوردت صحيفة أتلانتا جورنال أند كونستتيوشن أن مسؤولا متقاعدا في المخابرات الأمريكية – لم تحدّد هويته – كشف أنه خلال ساعات من اعتقال مانيللا ، أخبره بول إيكل وهو عميل كبير في وكالة المخابرات المركزية "لقد سلمنا مانديللا إلى فرع الأمن يجنوب أفريقيا ، لقد قدمنا لهم كل التفاصيل : ماذا يرتدي ، الوقت المُحدّد من النهار ، المكان الذي يتواجد فيه على وجه الدقة ، واعتقلوه ، وكانت واحدة من أعظم ضرباتنا " .
وبعد إطلاق سراح مانديللا وُجّه سؤال للبيت الأبيض عمّا إذا كان بوش سيعتذر للزعيم الجنوب أفريقي عن تورط الولايات المتحدة في اعتقاله – في الاجتماع الوشيك بين الرجلين ، وفي هذا الوضع كان النفي القاطع من البيت الأبيض لتورط أي أمريكي في الاعتقال ، أمراً لا بُدّ منه ، بيد أن المتحدثة الرسمية – مارلين فيتزووتر – أجابت : "لقد حدث هذا خلال إدارة كنيدي .. لا تحاسبني عمّا فعلته زمرة كنيدي" .
وذكرت وكالة المخابرات المركزية : "إن سياستنا هي عدم التعليق على مثل هذه الإدعاءات" . وهذا هو ما تقوله الوكالة عندما تشعر أنها لن تكسب شيئا بإصدار بيان . وفي عدد من المناسبات الأخرى علقت الوكالة بالفعل على كل أنواع الإدعاءات ، لأنها كانت تعتقد أن ذلك سيخدم هدفها .
وبينما انحسر شباب وصحة مانديللا ببطء خلف جدران السجن ، تقاعد رونالد ريتشارد ليعيش في انفلات وحرّية في كولورادو ، ولايزال يعيش هناك حتى الآن.
# حالة السفّاح الكرواتي "أجيم أسيكو" :
----------------------------------------
وهو من الخاضعين لمحكمة جرائم الحرب الدولية من أجل الفظائع التي ارتكبت في أثناء "عملية العاصفة – storm operation" وهو اسم العملية التي شنّتها الولايات المتحدة والناتو لتدمير يوغوسلافيا ، وهو عميد سابق في الجيش الكرواتي بزغ كقائد لجيش تحرير كوسوفو أثناء قصف الناتو . ثم عيّنته القوى المُحتلة قائدا لقوة حماية كوسوفو التي شُكّلت في أيلول 1999 للمساعدة في السيطرة على الإقليم الذي مزّقته الحرب . وأكدت الأمم المتحدة أن أسيكو خاضع للتحقيق ، ويمكن أن يُدان بجرائم حرب يُزعم أنها ارتُكبت أثناء التطهير العرقي للصرب من قبل الجنود الكروات . وأن الجرائم الأكثر خطورة ارتُكبت في كرايينا عام 1993 حين كان يقود اللواء التاسع في الجيش الكرواتي . كان هذا اللواء المُعزّز بالمرتزقة مثيرا للخوف لأنه كان الأكثر قسوة في منطقة كانت تمتزج فيها النزعة القومية الكرواتية مع فساد إجرامي لمافيا العالم السفلي . وكان أسيكو ايضا أحد القادة الذين درّبتهم القوات الأمريكية قبل عملية العاصفة سيئة الصيت التي تمت في آب 1995 والتي طردت معظم صرب كرواتيا المتمردين من كرايينا إلى صربيا . وهي عملية تم فيها تطهير عرقي لحوالي (300000) صربي مع أعداد مجهولة من الذين قُتلوا والمثات الذين لا يزالون مفقودين . إن الدبلوماسيين الأمريكيين الذين كانوا أكثر دعما لخلق قوة حماية كوسوفو أوحو أن أية إدانة لأسيكو من المرجح أن يُمنع تسربها وأن تُحجب عن العامة .
ويتعرض أسيكو أيضا "لنقد شديد" في تقرير سري للأمم المتحدة يغطي الفترة الممتدة بين 21 كانون الثاني إلى 29 شباط 2000 ، ويتهم القوة التي قادها بأنها ارتكبت "نشاطات اجرامية : قتل ، إساءة معاملة وتعذيب ، تخويف ، انتهاك الحياد السياسي .. " كانت قوة حماية كوسوفو تقوم بقتل الناس وتعذيبهم بينما تقوم الأمم المتحدة بدفع رواتب كثير من رجال العصابات ، وكانت هذه القوة تدير أيضا عمليات ابتزاز باسم الحماية في كوسوفو طالبة رشى من أصحاب البقاليات ورجال الأعمال وربما أعمال دعارة بالإرهاب والتهديد بالقتل وأفرجت بالقوة عن المجرمين المعتقلين . ويبدو من المرجح أن دور أسيكو هنا سيكون طيّ الكتمان" . وقال دبلوماسي مُقرّب من "برنارد كوشنر" الممثل الخاص للأمم المتحدة "إذا فقدناه ستحل كارثة . حين نأتي إلى المستوى الثاني من قوة حماية كوسوفو فسنصل إلى حفنة من قطاع الطرق المحليين" . (تشومسكي : الدولة الفاشلة).
# حالة السفّاح الانغولي "جوناس مالهير سافيمبي" :
-----------------------------------------------------
وهو سياسي أنغولي (3 أغسطس 1934 ـ 22 فبراير 2002) وزعيم ومؤسس حركة يونيتا المضادة للشيوعية.
خاض سافيمبي مع حزبه يونيتا حربا طويلة ضد حركة إمبلا الشيوعية في الحرب الأهلية الأنغولية حتى قتل في اشتباك مع قوات الحكومة في 2002.
كان سافيمبي يتلقى الدعم من حكومات الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية وجنوب أفريقيا ، وتلقى دعما آخر من عدة قادة أفارقة مثل "فيليكس هوفيت بويجني" رئيس ساحل العاج ، ورئيس زائير "موبوتو سيسيسيكو" الذي كان دائما ينفي هذا الدعم. ومن الداعمين أيضا كان الملك الحسن الثاني ملك المغرب والرئيس كنث كاوندا من زامبيا. ودخلت دول أوربية مجال الدعم هذا كالبرتغال وفرنسا.
قضى سافيمبي معظم حياته يقاتل حكومات أنغولا الماركسية التي تتلقى الدعم والأسلحة والمستشارين العسكريين من الاتحاد السوفيتي وكوبا ونيكاراجوا التي كان يحكمها حزب ساندنستساس الشيوعي. وأصبحت الحرب الأنجولية إحدى أبرز صراعات العالم الثالث والحرب الباردة.
وتخوض حركة يونيتا حربا أهلية في البلاد منذ استقلال أنغولا عن البرتغال عام 1975 أودت بحياة نحو مليون شخص. وقد انهار في عام 1998 اتفاق السلام الذي توصلت إليه الأمم المتحدة، وألقى مجلس الأمن مسؤولية انهيار اتفاق السلام على الحركة التي كانت تحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة ونظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا إبان ما يعرف بحقبة الحرب الباردة.
وتَعتبر الحكومة الانغولية والامم المتحدة سافيمبي العائق الرئيسي في وجه ارساء السلام في البلاد. واوقعت الحرب الانغولية اكثر من 500 الف قتيل ومائة الف جريح كما شردت اكثر من اربعة ملايين شخص فروا من المعارك. كما دمرت اقتصاد هذا البلد الغني بالنفط والماس والذي تتجاوز مساحته المساحة الاجمالية لفرنسا والمانيا وايطاليا. (ويكيبيديا ، تشومسكي : الهيمنة أم البقاء) .
# الرئيس الكذّاب :
------------------
وفي عام 1998 ذهب الرئيس كلنتون إلى الأمم المتحدة ليتحث عن الإرهاب وتساءل : ما هي التزامتنا العالمية ؟ هي ألّا نقدّم للإرهابيين دعماً أو ملجأً !!!
# الكذب الأمريكي حول عدم التسامح إطلاقاً مع الملاذات الأخرى للإرهابيين :
--------------------------------------------------------------
يقول ويليام بلوم في كتابه "الدولة المارقة" :
"ينص القرار الإداري الرئاسي رقم 39 ، الذي وقعه الرئيس كلنتون على : إن لم نحصل على تعاون مناسب من الدولة التي تؤوي إرهابياً طلبنا تسليمه ، فإننا سنتخذ الإجراءات الملائمة لدفعها للتعاون ، ويمكن القيام بإعادة المشتبه فيهم باستخدام القوة بدون تعاون الحكومة المضيفة .
لقد كانت إدارة كلنتون مُصمِمة على عقاب الدول الأخرى التي تنافس الولايات المتحدة في إيواء الإرهابيين ، لدرجة أنها أكدت في فبراير 1999 حقها في قصف المرافق الحكومية في مثل هذه الدول . وأعلن ريتشارد كلارك – منسق الرئيس كلنتون لمكافحة الإرهاب – ربما لا نكتفي بمجرد توجيه ضربة لمرفق إرهابي ، بل يمكننا أن نقرّر الإنتقام من مرافق البلد المضيف ، إذا كان هذا البلد المضيف ملاذاً يتعاون معهم عمداً .
يعلّق وليام بلوم على ذلك بالقول :
"لقد حاولت الوصول إلى السيد كلارك في مكتبه في البيت الأبيض لأسأله عمّا يعتقده في مقولة أن كوبا يمكنها أن تقصف الولايات المتحدة عن حق باعتبارها "ملاذاً للإرهابيين يُتعاون معهم عمداً" ، وتقصف مقر وكالة المخابرات المركزية أو مكتب المنفيين الكوبيين في ميامي ، بين مواقع أخرى ، بيد أنهم أخبروني أنه "ليس متوفراً للحديث للجمهور العام" . ومن ثمّ بعثتُ إليه برسالة تطرح هذه الأسئلة ، رغم ضآلة الأمل في أن أتلقى منه ردّاً ، ولم يضايقني ذلك" . (الدولة المارقة).
# ولا يهم أمريكا أن تقتل إنساناً عربيّاً "خطأً" بتهمة الإرهاب .. لا اعتذار ولا هم يحزنون :
--------------------------------------------------------------
لنقرأ هذا الخبر الذي نُشر في مواقع الإنترنت :
(انتقل الى رحمة الله تعالى المغفور له بإذن الله تعالى، ابراهيم العاني، أبوعطاف، الذي شغل منصب مدير محطة المخابرات العراقية في براغ للفترة من عام 1999 حتى 2002.
والمرحوم العاني هو ضابط المخابرات الذي اتهمته المخابرات المركزية الأميركية، زوراً وبهتاناً، باللقاء مع محمد عطا منفذ تفجيرات 11 سبتمبر، لمجرد أنه تواجد، بالصدفة، في نفس الفندق الذي كان محمد عطا يتواجد فيه.
لقد حاول المجرمون تسويق هذه الحادثة على انها دليل على العلاقة المزعومة للعراق مع القاعدة، وصلة العراق بأحداث 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن.
في 30 تموز/ يوليو 2003 اعتقلت القوات الأميركية ضابط المخابرات العراقي إبراهيم العاني وتعرض للتعذيب الشديد حيث قطعت بعض أصابعه، وعندما أجمعت التحقيقات الأولية ان لا علاقة للعراق بهذا الأمر أُطلق سراحه، وهو محطم نفسياً وصحياً، وأصيب بعدها بالشلل.
واضطر جراء ما أصابه من جرائم الغزاة المحتلين وعملائهم إلى السفر بعيداً عن الوطن، حيث استقر في جورجيا ليموت فيها أول من أمس، السبت.
رحمك الله ايها العراقي إبراهيم العاني، الذي ظلمك المجرمون ثلاث مرات، مرتين في حياتك زوراً وبهتاناً، ومرة ثالثة حين حكمت عليك بالموت بعيداً عن وطنك) (إنتهى الخبر). (مواقع الإنترنت) .
# وقفة استثنائية : حالة القاتل "وارين أندرسون" و "هيروشيما الصناعات الكيمياوية" في بوبال الهندية :
--------------------------------------------------------------
عندما طالبت الولايات المتحدة حكومة الطالبان بتسليم اسامة بن لادن بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، كان رد الطالبان : "أظهروا الدليل وعندها سوف نقوم بتسليمه" ورد الرئيس بوش : "إن الطلب غير قابل للتفاوض" .
تتساءل خبيرة هندية "هل في إمكان الهند أن تقدم طلبا جانبيا لتسلّم "وارين أندرسون" الأمريكي ؟ لقد كان أندرسون رئيس مجلس إدارة شركة "يونيون كاربايد" لإنتاج مبيدات الحشرات المسئولة عن تسرّب الغاز في بوبال . مما أدى إلى قتل 16000 نسمة عام 1984 . وقد تم جمع الأدلة الضرورية لإدانته ولم تسلمه الولايات المتحدة" .
هذه الكارثة سُمّيت "هيروشيما الصناعات الكيمياوي" .
وفي دراسة أجريت عام 1987 على 370000 شخص وُجد أنّ 30000 منهم يعانون من مشاكل عصبية وتنفسية سوف تلازمهم بقية حياتهم ، ولكن منذ ذلك الحين لم تجر أي دراسة للضحايا ، وتوقفت الحكومة الهندية منذ عام 1992 عن تسجيل الوفيات ذات الصلة بكارثة بوبال. وفي رسالة إلى أوباما اشار الضحايا إلى أن عدد الفتلى هو 25000 . وبالإضافة إلى ذلك، حوالي 150000 شخص يعانون من أمراض مزمنة، 50000 ما زالوا يعيشون في المنطقة، والآلاف من الأطفال الذين ولدوا مع تشوهات خلقية بسبب المياه الملوثة. كما فقد الكثيرون بصرهم بسبب الغاز الذي أحرق عيونهم . (ويكيبيديا).
# بعد ثلاثين عاماً :
كشف الدور السرّي للمجرم "هنري كيسنجر" في كارثة "بوبال" :
-------------------------------------------------------------
وجه هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق ضغوطاً شديدة على الحكومة الهندية للموافقة على تسوية قانونية تتيح لشركة "اتحاد كاربايد – Union Carbide" للصناعات الكيمياوية ، للتخلّص من كارثة موت 25000 شخص قُتلوا بسبب تسرّب الغاز السام في مدينة بوبال الهندية قبل ثلاثين عاماً .
فقد كشفت رسالة أعلنت تحت قانون حرية المعلومات أن قطب صناعة المعادن الهندية "جي دي أر تاتا" وكتبها سرّياً إلى رئيس وزراء الهند "راجيف غاندي" في مايو 1988 تحمل اهتمام كيسنجر الشديد بتأخير الوصول إلى اتفاق حول تعويض ضحايا بوبال .
في ذلك الوقت كان كيسنجر – الذي أصبح سيّء السمعة لارتباط اسمه في السبعينات بأكثر القرارات الأمريكية سوءاً وتشدّداً في السياسة الخارجية – مستشاراً لشركة يونيون كاربايد وشركات أمريكية كبرى أخرى .
يرى كيسنجر – كما كتب تاتا – أن الشركة كانت مستعدة لتقديم "اتفاق عادل ومُجزي" يستطيع "مواجهة أي انتقاد أو هجوم" لأنه كان أكثر من التعويض المؤقت المُقترح من قبل المحاكم الهندية" . وفي فبراير 1989 ، وافقت الحكومة الهندية على مبلغ قدره 470 مليون دولار كتعويض للضحايا.
وقد استُهجن هذا الإتفاق بدرجة كبيرة كتعويض غير كافآخذين بالإعتبار الطبيعة المرعبة والتركة المخيفة للكارثة التي وقعت في 3ديسمبر 1984 . وكجزء من الصفقة أُسقطت كافة التهم والدعاوى ضد شركة يونيون كاربايد ومسؤوليها ، على الرغم من أن المحكمة العليا في الهند قد عطّلتها في عام 1991 .
هذه الرسالة التي حصل عليها ناشطو بوبال مهمة جداً لأنها أكّدت الشكوك التي رأت أن الوايات المتحدة وتاتا كانوا متواطئين في السماح لشركة يونيون كاربايد بالتملّص من المسؤولية عن أسوأ كارثة صناعية في العالم. كما أطلق الناشطون برقيتان دبلوماسيتان في موقع ويكيليكس تكشف أن كيسنجر ساعد شركة كاربايد على بناء مصنع المبيدات الحشرية الذي أغرق بوبال بالغازات السامة . وأنه عندما كان وزيرا لخارجية الولايات المتحدة عام 1976 سهّل للشركة الحصول على قرض من أحد البنوك مقداره 1,3 مليون دولار يغطّي 45% من كلفة بناء المصنع .
خمس مجموعات من ناشطي بوبال كتبت الآن إلى الرئيس باراك أوباما تنتقد "الدور المركزي الذي لعبته الحكومة الأمريكية في خلق الكارثة في بوبال وفي إنكار حق الضحايا في العدالة" . واتهموا الإدارة الأمريكية بقيامها بحماية أرباح شركة على حساب صحة وحيوات الناس العاديين.
في عام 2001 اشترت شركة (داو – Dow) الكيمياوية الأمريكية العملاقة شركة كاربايد التي تساوي الآن 58 مليون دولار ، وكلا الشركتين ترفضان باستمرار الظهور فى المحاكم الهندية للإجابة عن الأسئلة التي تتهمهما ، وآخرها يوم 12 نوفمبر 2014.
قال "بالكريشنا نامدو" من الناجين من كارثة بوبال : "لقد جعل أوباما شركة "بريتش بتروليوم – British Petroleum" تدفع 20 مليار دولار بسبب تسرب البترول في حليج المكسيك .. ونحن نريدة أن نسأله كيف سمح له ضميره أن يساند شركتين أمريكيتين في تقديم كسر ضئيلة من تلك الكمّية لما يزيد بـ 2000 مرّة على الأضرار التي سببتها برتش بتروليوم .
وقد دعا "ساليل شيتي" السكرتير العام لمنظمة العفو الدولية أوباما إلى التدخل ، مشيراً إلى أن التعويض المقدّم في 1989 لا يمثل سوى 14% من التعويض المطلوب ، ولا يزيد على 1000 دولار للضحية الواحدة .
وقال إن "مقدار التعويض كان قاصراً بصورة محزنة ويعبّر عن مستوى مؤلم من اللاإكتراث والاحتقار للضحايا في الهند. كما أن يونيون كاربايد وداو قد حصلتا على ملاذ آمن من العدالة في الولايات المتحدة وأظهرتا "احتقاراً فظّاً" للنظام القضائي الهندي .
وقد أشار الناشطون إلى أن التعويض الذي قدّمته شركة داو بسبب المشكلات الصحّية التي سبّبهتا عمليات زرع الثدي بالسلكون في الولايات المتحدة ومقداره 3,2 مليار دولار يزيد بـ 100 مرّة على التعويض الذي أعطي لضحايا كارثة بوبال . كما أن شركة داو قد وافقت على دفع تعويضات لتأثيرات استخدام يونيون كاربايد للإسبست في الولايات المتحدة. وقد اعتبر الناشطون سلوك شركة داو معبّراً عن "المعايير المزدوجة" و "العنصرية البيئية" لأنها تضع قيمة اقل لحياة الضحايا الهنود.
وقد بدأت الكارثة عندما تسرّب غاز "مثيل آيزوسينيكيت" وهو غاز سام يستخدم في صناعة مبيدات الحشرات ، من خزانات مصنع شركة يونيون كاربايد المُحاط بحي سكني مكتظ بالسكان الذين كانوا نائمين . قدّرت الحكومة المحلية الخسائر المباشرة بـ 3787 ، ولكن الناجين قالوا إن الرقم الصحيح لعدد الضحايا هو 8000 .
لقد خرّب الغاز رئات كلّ من تعرض له وأحرق عيونهم . وفي العقود الثلاثة اللاحقة ارتفع عدد القتلى إلى 25000 والعدد في تصاعد مستمر بسبب تلوّث المياه والتربة المحيطة بالمصنع .
وما يزيد على 150000 إنسان يعانون من الأمراض المزمنة ، وتفشّي التدرن ، والسرطانات المميتة. وهناك ما يقارب الـ 50000 يعيشون جوار المصنع ويشربون المياه الجوفية الملوثة بسموم المصنع .
يولد الأطفال مُعاقين أو مرضى ، مع الأطفال الذين يمرضون بسبب التلوّث المتبقي ، ويملأون صالة العيادة الطبية في بوبال التي يراجعها بانتظام 200 طفل يوميا وعلى لائحتها 500 آخرون . (ويكيبيديا) .
# ملاحظة عن هذه الحلقات :
----------------------------
هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتب : أمريكا والإبادات الجماعية ، أمريكا والإبادات الجنسية ، أمريكا والإبادات الثقافية ، وتلمود العم سام لمنير العكش ، كتابا : التعتيم ، و الاعتراض على الحكام لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، كتاب: من الذي دفع للزمّار ؟ الحرب الباردة الثقافية لفرانسيس ستونور سوندرز ، وكتاب (الدولة المارقة : دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم) تأليف ويليام بلوم .. وغيرها الكثير.
وسوم: العدد 625