عصيد وبكل وقاحة يقول عن رئيس الحكومة إنه كارثة وطنية ولعنة أصابت المغرب

جريا على عادته نشر موقع هسبريس العلماني الهوى مقالا للعلماني الطائفي المتعصب عصيد تحت عنوان : " المفكر والبهلوان " بدأ بما يلي : " من سوء حظنا أن لنا حكومة لم تنجح في تحقيق آمالنا في النهضة والخروج من التخلف ، وهو أمر لا يصدمنا لأننا تعودنا عليه منذ عقود لكن أن يكون لنا رئيس حكومة كالذي يرتبط اسمه باسم بلدنا هذه الأيام يعد كارثة وطنية ولعنة لا ندري كيف أصابتنا نحن الشعب الطيب والبلد الآمن " انتهى كلام عصيد ، هكذا تحدث بكل وقاحة  وبسوء أدب علماني طائفي .

والسر وراء هذا الكلام المنحط الدال على انحطاط  صاحبه الأخلاقي والفكري هو وصف رئيس الحكومة المغربي  العلماني المصري  المدعو القمني  الذي استقبله العلمانيون في العاصمة للاستمتاع بتجاسره على الإسلام بالبهلوان القادم من مصر  ، وهو وصف لم يعجب عصيد لأن مثيله المصري يعتبر عنده مفكرا . وقد ورد في مقال عصيد أن القمني قال فقط : "  إن الوهم الكبير الذي عاش فيه المسلمون طوال أربعة عشر قرنا وهم الدولة الدينية  قد انتهى إلى خواتم  غير سارة  ولا سعيدة " .  وختم العلماني الطائفي مقاله بوصف رئيس الحكومة بأنه هو البهلوان ومهمته إضحاك الجمهور  واللعب بالكلمات .

من المعلوم أن هذا المقال  وأمثاله مما ينشره موقع هسبريس يدخل ضمن الحملات الانتخابية المسعورة قبل الأوان والتي  تخوضها جهات حزبية متعددة بما فيها الاتجاه العلماني الطائفي الذي يعتبر عصيد الناطق الرسمي باسمه . فإذا ما وقفنا  عند عبارة عصيد في مقدمة مقاله : " من سوء حظنا أن لنا حكومة لم تنجح في تحقيق آمالنا في النهضة والخروج من التخلف ، وهو أمر لا يصدمنا لأننا تعودنا عليه منذ عقود " نجد العلماني الطائفي المتعصب للطائفية الأمازيغية يدين كل الحكومات السابقة بما فيها التي كان فيها علمانيون أمثاله يديرون شؤون البلاد بقوله " وهو أمر لا يصدمنا لأننا تعودنا عليه منذ عقود " .وبمثل هذا الكلام  لا يصبح معنى لوصف حكومة بنكيران بأنها لم تنجح في تحقيق  الآمال في النهضة والخروج من التخلف  ما دام الأمر مألوفا منذ عقود إلا أن يكون القصد هو التعريض برئيس الحكومة على طريقة معارضيه الذين لا يناقشون قراراته  ومنجزاته ، ويركزون على حركاته وأقواله ، ويستفزونه بالكلام المنحط من أجل استدراجه للرد عليهم بالمثل  والخوض التافه في ذلك . فإذا كانت الحكومات السابقة  المتعاقبة على حكم المغرب لعقود لم تحقق نهضة، ولم تخرج المغرب من التخلف  على حد تعبيرعصيد فلماذا يقع اللوم  فقط على رئيس الحكومة الحالي دون غيره من رؤساء الحكومات السابقة،  وكان فيهم أصحاب التوجهات العلمانية التي تتدعي امتلاك العصا السحرية التي تحقق النهضة والخروج من التخلف ؟   ويأتي الجواب عن هذا السؤال مباشرة  بعد ذلك في مقال عصيد حيث قال : " لكن أن يكون لنا رئيس حكومة كالذي ارتبط اسمه باسم بلدنا هذه الأيام  يعد كارثة وطنية،  ولعنة لا ندري كيف أصابتنا نحن الشعب الطيب والبلد الآمن " وهذا كلام  يعكس مدى التحامل على رئيس الحكومة ،وهو تحامل جعل صاحبه لا ينتبه إلى ما يصدر عنه من تناقض صارخ فيما يكتب . فسؤاله : لا ندري كيف  أصاب بنكيران وهو عنده الكارثة الطبيعية  واللعنة  الشعب الطيب والبلد الآمن حسب تعبيره ؟ يتضمن تنكرا واضحا للعبة الديمقراطية  التي يتبجح العلماني الطائفي وأمثاله بأنهم من المدافعين عنها والمستميتين من أجلها ، ذلك أن بنكيران وصل إلى مركز صنع القرار عبر صناديق الاقتراع  ، ومن يصل إلى مركز صنع القرار عبر هذه الصناديق لا يمكن وصفه بالكارثة واللعنة لأن الكارثة واللعنة لا تحل عن طريق صناديق الاقتراع بل عن طريق الانقلابات العسكرية على هذه الصناديق  كما حصل في مصر التي جاء منه من سماه رئيس الحكومة بهلوانا والذي عوض أن  يقف موقف  المفكرين الشجعان الذين أدانوا الانقلاب العسكري على الشرعية والديمقراطية سخر  نفسه للدعاية  المخزية للانقلاب ، وهي دعاية أطربت العلماني الطائفي عصيد وأمثاله  في العاصمة الذين صفقوا لبهلوان مصر بدافع الحقد على الإسلام . ومعلوم أن صناديق الاقتراع في الوطن العربي بعد ثورات ربيعه فاجأت العلمانيين في الغرب  قبل أشباه العلمانيين في البلاد العربية  حين أفرزت  نجاح الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ، وكفرت العلمانية  بالديمقراطية وبالصناديق الزجاجية  لما  جرت رياحها بما لا تشتهي سفنها، لهذا اعتبر العمانيون  نجاح الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أو يسميه الغرب الإسلام السياسي كوارث ولعنات  كما سماها العلماني  الطائفي المتعصب عصيد. وما بقي على العلمانية  خارج وداخل الوطن العربي سوى إضافة  شرط للديمقراطية وهو  اعتبارها لا غية  في حال  وصول الإسلاميين إلى مراكز صنع القرار ، وحينئذ سينقضون الديمقراطية التي يتبجحون بأنهم حماتها من أساسها . ومعلوم أن الرأي العام العالمي  المتزن  والموضوعي  يسخر من الانقلاب العسكري  على الديمقراطية في مصر ، والانقلاب  الانتخابي  عليها في تونس ، كما يسخر من  الانقلاب عليها  عن طريق الحملات الانتخابية المسعورة قبل الأوان في المغرب.وبقي أن نشير إلى أن ما يحلم به العلماني  المصري البهلوان كما سماه بنكيران ـ وقد أصاب في الوصف  ـ وما يحلم به العلماني الطائفي المتعصب عصيد هو إقصاء الإسلام من الحياة السياسية مع أن الإسلام  دين  يحتوي السياسة  وغير السياسة ، وهو منهاج حياة ،وقد أثبت  ذلك خلال عصور عكس ما زعم بهلوان العلمانية المصري  والعلماني الطائفي الذي صفق له  والقائل : " إن ما قاله القمني  فقط هو أن الوهم الكبير الذي عاش فيه المسلمون طوال أربعة عشر قرنا  وهم الدولة الدينية قد  انتهى  إلى  خواتم غير سارة ولا سعيدة " وفيه هذا شهادة على أن العلمانية  الغربية  وتبيعاتها  في الوطن العربي  ترفض وجود الإسلام  في حياة الناس وتريد حصره في دور العبادة  لتخلو لها الساحة  فتفعل في الحياة  ما تشاء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ... ومعلوم أن حلم العلماني الطائفي المتعصب هو وطن طائفي  الغلبة  فيه للطائفية الأمازيغية  التي تريد أن تفرض نفسها على الشعب المغربي فرضا والتي تقصي الإسلام من الحياة ليعربد العلمانيون كما يشاءون  ويستبيحون  كل ما يصونه الإسلام من أعراض  وقيم  وأخلاق ، وقد بدت  من أفواههم  البغضاء وعداوتهم للإسلام  ، وما تخفي صدورهم أكبر . وأخيرا صدق من قال : " آفة الرأي الهوى " .   

وسوم: العدد 627