اقترن الوزير بالوزيرة وأخرسا بذلك كل ذي غيبة وغيرة وغيلة

نسبت بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية لمصادرها المطلعة أن الوزير السيد الشوباني قد أشهر قرانه بالوزيرة السيدة بنخلدون ، وقد عدد الوزير ، وتزوجت الوزيرة بعد طلاق . فإذا صح الخبر، وقلما تصح الأخبار في بعض المواقع التي صارت لا تمارس نقل الأخبار بحرفية وأمانة وموضوعية وحيادية  بل تمارس  نشر الأراجيف المعرضة بالناس اغتيابا وبهتانا وقذفا وتجريحا ....، وقد صارت مع شديد  الأسف منابر ترتزق بالمال المدنس الذي تصرفه جهات حزبية بسخاء في إطار حملاتها الانتخابية المسعورة قبل الأوان . ومن الأمثال الشعبية المشهورة : " اقترن مسكين بمسكينة وارتاحت المدينة " وهذا المثال يضرب عندما  إما حين  تخرس الألسنة عن قالة السوء اندحارا وإما حين تلهج بالثناء فرحا بالمسكينين . ومعلوم أن المسكنة في الإسلام هي الحرمان من الزواج لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " مسكين من زوجة له ومسكينة من لا زوج لها " ولا شك أن المدينة إذا كانت فيها فئتان : فئة تطلق ألسنتها بالغيبة والقذف بدافع الحسد أو الحقد أو الغيرة... ، وفئة فاضلة محبة للخير ستعرف قلقا ما لم يقترن المسكين بالمسكينة ، ذلك أن فئة السوء سيخرسها اقترانهما ، وأن فئة الفضيلة سترتاح لاقترانهما ويرتاح بالها . ومعلوم أن المسكنة وهي الحاجة إلى الزواج يشترك فيها الأمير والوزير والفقير . ولا شك أن المغرب قد ارتاح باقتران الوزير المسكين بالوزيرة المسكينة   حيث أمسك من اغتابهما أو بهتهما أو افترى عليهما الكذب عن كلام السوء إمساك الذي بهت  ، كما أن من تعاطف معهما وساندهما ارتاح لزواجهما زواجا أحله الله عز وجل . ولقد كان الخلط بين حياتهما الخاصة وأحوالهما الشخصية وحياتهما المهنية زلة وخطأ قد فقد الوطن بسببهما  خبرة وزيرين إرضاء لقالة السوء التي تندرج ضمن حملة انتخابية مسعورة قبل الأوان . ولقد جانب رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية الصواب عندما جعل زميله وزميلته في الحزب أمام الخيار بين الوزارة والزواج ، ولا آصرة بين الكلمتين إلا ورود حرفي الزاي والواو بشكل معكوس فيهما . وبإعلان الوزير والوزيرة قرانهما تهاوت أراجيف المرجفين وسقط في أيديهم . ولو أنهما لم يقترنا لسلقتهما الألسنة الحداد، علما بأن رئيس الحكومة  وإخوانه الوزراء من حزبه تنطبق عليهما  في كل سعي يسعونه حكاية جحا والحمار وابنه بحيث لا يقبل منهم معارضوهم  شيئا إلا بالنقد والتجريح ، فحتى الزواج الذي شرعه الخالق سبحانه وتعالى لم يقبله المعارضون  حيث يحرم في شريعتهم التعدد أو التعديد ، وزواج المطلقة . ومعلوم أن للحملات الانتخابية المحمومة قبل الأوان فقه خاص بها قد يحرم ما أحل الله عز وجل . ولقد انتصر الوزير الشوباني للإسلام قبل أن ينتصر لنفسه حين عدد ،علما بأن التعديد أو التعدد صار جريمة في نظر الغارقين في أوحال الزنا والسفاح والمخادنة  وحتى الشذوذ أو المثلية أو عمل قوم لوط . وتروج أخبار مفادها أن الذين قدح أول مرة شرارة النيل من الوزير والوزيرة متهم بعمل قوم لوط . وهكذا صار فقه الحملات الانتخابية المسعورة يجوز عمل قوم لوط ، وفي المقابل يدين التعديد أو التعدد والزواج بعد الطلاق  . ولقد انتصرت الوزيرة أيضا  للإسلام قبل أن تنتصر لنفسها حين تزوجت بعد طلاق، علما بأن الزواج بعد الطلاق صار موضوع طعن في فقه الحملات الانتخابية أيضا في حين لا يرى هذا الفقه  بأسا في المخادنة  أو السفاح بعد الطلاق . وإذا كان الوزير والوزيرة قد أعلنا بشجاعة قرانهما فإن الذين جرحوهم أيما تجريح لا يملكون الشجاعة للكشف عما يسرون من أحوال شخصية  مخزية ، وهي أحوال الله عز وجل سيفضحها لا محالة مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده  ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية إن خيرا فخير وإن شرا فشر " فإذا كان الوزير والوزيرة قد أسرا التعديد أو التعدد والزواج بعد الطلاق، وفي ذلك خير  فقد ألبسهما الله عز وجل في العلانية خيرا . ونحن في انتظار أن يلبس الله عز وجل في العلانية من أسر الإساءة إليهما وإلى شرعه  ودينه ، وهو واقع بهم لا محالة لأنه سبحانه وتعالى يمهل  ولكنه لا يهمل أبدا .

وسوم: العدد 627