حساب رواتب الحكومات الثلاث وتأثييرها ع الميزانية
مكتب المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي
سأقول لكم
سأقول لكم، أن ميزانية العراق وعلى تقدير بقاء صادرات النفط بهذا المستوى وعلى فرض عدم زيادة أسعار النفط العالمية، فأن موارد البلد من الصادرات النفطية سوف تستهلك معظمها إن لم يكن جميعها في رواتب السلطات الثلاثة والسلطات المحلية بعد ضم المقدار التصاعدي للمنتهية ولايتهم، فقد قدرنا فيما سبق إن القائمين على السلطة وقد استثنينا منطقة كردستان تستهلك (7) مليارات دولار سنوياً ناهيك عن الايفادات والضمانات الصحية، والخطوط المفتوحة للاتصالات، والسيارات الحكومية، ونثريات المكاتب.
ونحن الآن نملك ثلاث حكومات متقاعدة وحكومة صاعدة، وعلى هذا القياس بعد دورتين أو ثلاثة تصفر الخزينة الوطنية كرامة لعيون السياسيين، مع إن التقاعد المالي لهم غير قانوني ولا دستوري لان الموقع مكانة سياسية وليست وظيفة عملية ليستحق عليها التقاعد، ولو سلم فينبغي أن يمر عليه مقدار من السنين المطلوبة لصرف الراتب التقاعدي للموظف، وإن السنتين أو الأربعة لا تشكل أساساً قانونياً لصرف التقاعد لو تجاوزنا عقبة المهنة والوظيفية.
سأقول لكم، إذا أردت التعرف على مكانة شخص عند الله سبحانه، خصوصاً إذا كان من الخيرين والعلماء فابحث عنه في مرقده فإن وجدته مكتظاً بالزائرين، ومحتفاً بالمحبين والموالين فاعلم انه من أولياء الله سبحانه قد اختصه لنفسه بمقدار إخلاصه لربه وتفانيه في إطاعته، وتفعيل أحكامه، المعطلة منها بالخصوص، والاهم منها على الإطلاق هو حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ هو نوع دفاع عن الله سبحانه وعن رسوله صلى الله عليه وآله، فإذا ضم إلى هذا قوله تعالى، وهو اصدق القائلين {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} الرحمن60، عرفت كيف يحسن الله سبحانه لعبده إذا أحسن لنفسه، وبرحمته نسبه إلى الإحسان إليه سبحانه ولو بالفهم العرفي، والمرتكز عندنا بأن أحسِن إلى من أحسن إليك، وهو تعالى يطبقه على نفسه قبل إرادته تطبيق الغير له، فيحسن لأوليائه ما لا يتوقع غيره سبحانه.
وهذا مؤشر حسي ووجداني لتعرف قيمة رجال الدين ومراجع الأمة وستجد ذلك باعتبار ما قلناه آنفاً؛ وبعبارة عامية ((الذي يكاون لله يكاون الله له)) في حياته وبعد مماته، فهو حي بين أموات الحياة، وبنظرة بسيطة إلى مرقد سيدنا الشهيد مقارنة مع غيره شاهد صدق على ما أقول.
سأقول لكم، أن ثمرة النجاح والتطور في الحياة الاجتماعية هي التصافي بدل التحاسد، والتعاون بدل التشانج، والتآخي بدل التعادي، والألفة بدل الفرقة، والحب بدل البغض، والإحسان بدل الجحود والنكران، والإنصاف بدل التهميش والتضييق، والرحمة بدل الانتقام والنقمة، والتقدير بدل التحقير، والضيافة بدل الصرافة، والإصغاء بدل الإعماء، والتشجيع بدل التقشير، والتكريم بدل التغريم، والدعاء بدل الازدراء، والنصيحة بدل القطيعة، والتودد بدل التحدد، والتعاون بدل التهاون، والتشاور بدل التنافر، والنفقة بدل الشفقة، والمبرة بدل المعرة، والتزاور بدل التعاور، والرقة بدل الدقة، والنجدة بدل الردة، والابتسام بدل التبرم، والتسديد بدل التنديد، والمقاومة بدل المساومة، والتعضيد بدل التفنيد، وكل معروف بدل كل منكر.
31/10/2010
قاسم الطائي
وسوم: العدد 628