هام إلى العلويين

تتجه سيارات الزيل العسكرية إلى اللاذقية، محملة بعشرات الجثث يوميا، مرمية في صناديق السيارات كالنفايات التي تخلص منها أصحابها، وحملتها عناصر البلدية، لتذهب بها إلى مكباتها، ترافقها سيارات فاخرة، مزينة بصور الرئيس الخالد المقبور حافظ الأسد، وصور ابنيه ماهر وبشار، وهي مفيمة ومكيفة، يركبها المسؤولون، بينما تنبعث الروائح الكريهة من صناديق السيارات البالية لجثث فاسدة، فارقتها أرواح فاسدة.

مؤيدات ينتظرن على الطرقات لمعرفة أي خبر عن أبنائهن او أزواجهن، بينما تقف السيارات الفاخرة ليتحدث راكبوها إليهن بنية صافية من كل نية شريفة.

القتلى من عناصر (حزب الله) الإرهابي، والمرتزقة الإيرانيين، يقبعون في توابيت مغلفة بشكل محترم، ويرافقها رجال يبدو عليهم الوقار، ويتلفظون بألفاظ أجنبية، ولهجة لبنانية وحديث لطيف محترم.

تمييز حتى بين القتلى

في قرية (عين شرقية) يسكن العجوز (أبو الليث)، وهو مساعد أول متقاعد من الامن العسكري، ويقول: إننا نعرف القتلى من أنواع السيارات والمواكب التي ترافقها، فقتلى أبنائنا من أبناء القرى العلوية يوضعون بشكل عشوائي في صناديق السيارات العسكرية، أو سيارات البيك أب التي تستخدم لنقل الخضار، بدون غطاء، يكدسونها فوق بعضها البعض وكأنها نفايات، بينما القتلى الإيرانيين واللبنانيين من حزب الله توضع في توابيت فاخرة، وتلف بالأعلام النظيفة، ويرافقها رجال عليهم علائم الوقار لأنهم من جنس آخر.

و(أم جعفر) من قرية (بيت ياشوط)، تسكن في بيت مشرف على الطريق الدولي القادم من حماة، ومن خلال مراقبتها للسيارات المارة قالت: لقد مر من هنا خلال يومين ثلاث وعشرون جثة لقتلى حزب الله اللبنانية، ولعناصر إيرانية ولضباط أو مسؤولين.

ولكنني لا أعرف عدد أبنائنا الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين في سهل الغاب، لأن أبناءنا يكدسونهم تكديسا في الشاحنات.

وسوم: العدد 628