حروب القاعدة القافزة فوق إيران!!

محمد عبد الكريم النعيمي

خبر:

انتحاري يفجّر نفسه بمقرّ لحركة أحرار الشام في إدلب أثناء قيام العناصر لأداء صلاة الظهر.. ويصيح بهم قبل هلاكه: "جئناكم يا مرتدّين"!!

تعليق:

هو أسلوب "القاعدة" و"داعش" أينما اتجهت!! وهذا المسجد الذي تم تفجيره في جنوب السعودية - مؤخراً - شاهد آخر.. يتحرّون أوقات الصلاة لقتل أكبر عددٍ من المصلين .. وقد سلمت منهم "الحسينيات" في إيران ولا أقول في العراق أو الخليج، لأن الشيعة العرب لا قيمة لهم في الميزان الإيراني، ويمكن أن يُغضّ الطرف عن إيذائهم - ابتداءً - لاستثمار ذلك - فيما بعد - إيرانياً، وخلق مبررات للتدخل الإيراني في الشؤون العربية .. وذلك على الرغم من سهولة اختراق الأراضي الإيرانية من قبل القاعدة وداعش عبر حدودها مع أفغانستان - لو أراد القاعديون والداعشيون! ولو صدقت قياداتهم في عدائها لإيران! - وهي الحدود التي يُهرَّب عبرها الخشخاش والهيروين من أفغانستان إلى إيران بكل سهولة ويُسر لطبيعتها الجبلية الوعرة..

من أفغانستان!! حيث اختمر الفكر التكفيري .. وحيث باض وصفر وتكاثر!! وحيث سوق السلاح والذخيرة رائجة ومزدهرة!!

فأين عمليات القاعدة وداعش في إيران، وهي على مرمى حجر منهم؟!

وهل نجحت إيران في خوض حروبها خارج أراضيها بتخطيطها فحسب؟ أم بتواطؤ ممن يزعمون عداءها أيضاً؟

قد يقف البعض أمام وضع "القاعدة" و"داعش" في سلة واحدة.. وقد يعترض على وصف "الدواعش" بالخوارج، وهم مجرّد "همج" لا ينضبطون بدليل شرعيٍّ ولو مؤوّلٍ كأدلة فقه الخوارج، ولا يَصِلون إلى مستواهم من "العلم" و"الحجة والبرهان"، فأقول: نعم. إن "القاعدة" أحقّ بصفة "الخوارج"، إلا أنها هي التي أفرزت التطرّف الداعشي الذي فاقها تطرّفاً، وأصبحت - من ثمّ وبالمقارنة والقياس مع إفرازها ذاك - خليقة بوصف "الاعتدال".. رغم بُعد الشقة بينها وبين هذا الوصف، ولكن القياس جعلها كذلك!

منهج التكفير الاعتباطي غير المنضبط واستحلال الدماء لدى القاعدة وملحقاتها كحركة طالبان، ولّد منهجاً أكثر تفلّتاً في هذا الباب، منهجاً وضع إخوة منهج الأمس في دائرة "الارتداد واستحلال الدم"، بعد أن استنفد في الأرض مَن لم ينجُ مِن أحكامه، فغدا شأن المنهج التكفيري كالنار التي تأكل نفسَها بعد أن استنفدت ما تأكله!

وفي هذا السياق يمكن أن نضع الخلاف بين "داعش" وتيارات "القاعدة" اليوم، ويمكن أن نفهم ما قام به تنظيم "ولاية خراسان" الداعشي البيعة - مؤخراً - من تفجير قادة قبائل أفغانية متحالفة مع "طالبان"!

كل هذا.. وتسلم إيران لتتفرّغ لبرنامجها النووي.. وتشتعل بلاد العرب والمسلمين.. ويخوض البعضُ معارك إيران بالوكالة، إنْ عمالةً أو غباءً! ليرسو مركب الشرق الأوسط في النهاية أمام واقع جديد مخيف، دول عربية إسلامية مفككة متناحرة، ودولة فارسية نووية قوية، تشكل الطرف الآخر للكماشة المطبقة على العالم العربي.. بموازاة الكيان الصهيوني!

وسوم: العدد 628