بيان بشأن اعتقال الشيخ أحمد الأسير
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى ﴿وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل﴾
انطلاقاً من الآية الكريمة،، و امام اعتقال الشيخ احمد اﻷسير فإن هيئة علماء المسلمين ، تؤكد على الحرمة العظمى لكرامة العلماء، ويهمها أن تبين النقاط التالية:
- إن توقيف الشيخ أحمد الأسير يأتي ليؤكدّ أنّ الخطة الأمنية لم تطبق إلا على طائفة واحدة هي الطائفة السنية.
- لقد كشفت استجوابات المتهمين بأحداث عبرا أمام المحكمة العسكرية الدائمة بالإضافة إلى أشرطة الفيديو مدى تورط ما يعرف بـ"سرايا المقاومة" التابعة لحزب إيران فيما جرى من أحداث مفتعلة هناك خلال شهر حزيران 2013. كما كشف استجواب أحمد الغريب في فرع المعلومات عن تورط وعلم مشغليه في النظام السوري بمخطط القضاء على ظاهرة الشيخ أحمد الأسير قبل حين. فإن كان الشيخ الأسير قد أخطأ وتمّ الإيقاع به كي يظهر بصورة الخارج عن منطق الدولة فإنّ هذا لا يعني إسقاط ما نادى به لعدة أشهر لحصر السلاح في يد الجيش اللبناني، ودفع ثمنه الشباب الصيداوي على غرار لبنان العزي وعلي سمهون الذين يتجوّل قتلتهم أمام أعين الأجهزة الامنية التي اعتقلت الشيخ الأسير نفسه.
وبناء عليه فإن هيئة العلماء:
- تحذر من المساس بكرامة وسلامة الشيخ أحمد اﻷسير ومن معه وتؤكد على ضرورة تقديم الضمانات المتعلقة بحصانة الحرمات والحريات لذويه وللرأي العام.
- تجدد الهيئة مطالبتها بلجنة تحقيق مستقلة للبت بأحداث عبرا ومن كان وراءها كي يتبيّن الخيط الأسود من الخيط الأبيض، وكي لا يكون الخصم والحكم هم الفريق عينه، وكي لا يكون مصير كل من يلقى القبض عليهم من أهل السنة الموت والتعذيب في اقبية السجون. كما نطالب مراراً وتكراراً من أجهزة الأمن اللبنانية القيام بواجباتها لجهة القبض على المتهمين والمشتبه بهم بعمليات اغتيال وتفجيرات على شاكلة مصطفى بدرالدين ورفعت وعلي عيد، ممن تورطوا بدماء اﻷبرياء، من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتفجيري السلام والتقوى في طرابلس وغيرها الكثير الكثير.
- نهيب بالجهات القضائية والعسكرية والحكومية اللبنانية بشكل عام أن تحترم مقتضيات حقوق الانسان وفق ما تمليه الشرائع الدولية والقانون اللبناني. وفي هذا السياق، نطالب بمواكبة فريق طبي وقانوني وحقوقي كي يعاينوا وضع الشيخ أحمد الأسير قبل وأثناء وبعد التحقيق معه، خاصة ما أنّه عادة ما تماطل النيابات العامة في تعيين الطبيب الشرعي حتى ان المحاكمات تؤجل لحين شفاء السجين لما تعرض له من تعذيب وضغوط وتهديدات.
- نطالب بمحاكمة الأصوات النشاز التي تثير النعرات الطائفية ،وتفتح أبواب الفتنة.
- ندعو الى اعتقال ميليشيات الحشد الطائفي ذات النفوس السوداء والشارات الصفراء، التي شاركت وبشكل سافر وفاضح في معارك عبرا.
- ندين الاشاعات التي صدرت من أبواق مأجورة لتزج المخيمات الفلسطينية في اتون الفتنة.
وفي الختام، لقد ظهر لكل اللبنانيين، كذب وزور وإدعاء من ينادي بالحفاظ على مؤسسات الجيش اللبناني والدولة في حين أنه يريدها ملكاً خاصاً لنفسه ولأقاربه ولا يتوانى عن التعدي على الجيش والمقدسات الدينية بأسلوب إرهابي، والرمي بالبلاد في اتـون النيران كما فعل منذ أكثر من ربع قرن. كما لا ننسى حلفاءه من الفريق الذي استباح بيروت وقتل العشرات من أبنائها، وقتل الضابط الطيار سامر حنا، ويصدر القتلة والمرتزقة إلى سوريا والعراق واليمن والبحرين وأخيرا الكويت، لذا ندعو لمواجهة هذا الارهاب الفاجر والسافر، بدلا من معاقبة اﻷحرار الذين يتصدون لعدوانه وطغيانه، كما ندعو للتوقف عن استخدام شماعة محاربة الإرهاب لارتكاب ابشع انتهاكات حقوق الانسان، إذ تحت ذريعة محاربة الإرهاب يعدم الناس في بيوتهم وطرقاتهم وزنازينهم تحت التعذيب، وتحت ذريعة مكافحة الارهاب تنتهك حرمة المنازل ويكشف ستر النساء ويعتقل المتهم بطريقة وحشية. هذه السياسة هي أكبر مولد للإرهاب والتطرف، وكثرة الضغط تولد الانفجار، والاعتدال لا يولد إلا من رحم العدالة.
هيئة علماء المسلمين في لبنان
المكتب اﻹداري
01/ ذي القعدة/ 1436
الموافق ل ـ15/ آب/ 2015
وسوم: العدد 629