عن رحلة " فاسكو – أوباما " !!

زار المنطقة مؤخراً الرئيس الأمريكي " أوباما " ، ليؤكد كما أكد هو وغيره من حكام أمريكا – على أن يهود الأرض المحتلة في فلسطين فى أرضهم ولا مكان لغيرهم في هذه الأرض التى ملك يهود بالقوة !! نعم ، بالقوة التى تملكها الصهيونية / الأمريكية التى تفرض هيمنتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية على دول العالم أجمع لتجعله كما تريد ! طبقاً لما صاغه الرئيس الأمريكي ( كارتر ) بعنوان مبدأ كارتر الذى اعتبر السيطرة العسكرية الاقتصادية الثقافية على قلب الأمة الاسلامية المسمى بالشرق الأوسط يعتبر بمثابة السيطرة على العالم ( ثقافتنا فى اطار النظام العالمي الجديد للدكتور فوزي طايل ( ص 70 ) وقد اعلن ( بيل كلينتون ) عن غاية النظام يوم تنصيبه رئيساً فى 20/1/93 إذ قال :

" إن أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحه لكل الجنس البشري ، واننا لنستشعر ان علينا التزامات مقدما لتحويل العالم الى صورتنا " للتوسع انظر ثقافتنا ، سبق ذكره ، ص ( 70 ) ولا ادري لماذا قيم امريكا هى الصالحة !؟ تُراجع وثيقة حقوق المرأة ! التى اخرجتها الأمم المتحدة التى تديرها الصهيونية العالمية دون أدنى شك .

جاء " أوباما " لزيارة الأرض المحتلة ! وكانت زياراته لها قبل انتهاء الحكم العسكري لمصر تقع بعد زيارته للكنز الإستراتيجي فى مصر ولو لعدة ساعات ولكن بعد فقده للكنز لم يعد للزيارة طعماً ولا هدفاً واكتفى اوباما ببعثة صندوق البلاء الدولي أو مناقشة المساعدات والمنح التى كانت تصل الى جيب الكنز . لا إلى خزانة الدولة ! لماذا التوتر مع مصر يافاسكو / أوباما ؟

يقول مثلنا (( تموت الحرة ولا تأكل بثيديها )) لقد ابادت ( أمريكا الحرة ) أصحاب الأرض لتقوم الولايات المتحدة الأمريكية فى شكلها الحالي والذي يسميه العبقري جمال حمدان الاستعمار السكني الاستيطاني وهو نفسه ما تم فى استراليا وما يطلق عليه زورا وبهتاناً وتعدياً على الدين والعقيدة اسم ( إسرائيل) !! ( متهودة أوربه ) يطلق عليهم ( اسرائيل ) !! انه حبل من الناس حبل مؤقت وحاله استثنائية لحكمه وغاية يعلمها الله ثم يعودون الى الوعد المستمر ، تراجع الآية الكريمة ( ضربت عليهم الذلة ... ) سورة آل عمران ( 112 ) .

       وسوف تنتهي أمريكا وينقطع حبلها ولا يبقى الا حبل الله والوعد القراني .

       يقول الاستاذ " روجيه جاردوي فى كتابه " حفارو القبور " وينبغى أن تكون تقسيم كل من العراق وسوريا الى مناطق منفصلة على اساس عرقي او ديني احد الأهداف الأساسية لإسرائيل المدى البعيد والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هى تحطيم القدرة العسكرية للبلدين ، فالبناء العرقي لسوريا يجعلها عرضة لهذا التفكك ، ص 42 . إن فاسكو / أوباما هو ترومان وهو وجونسون وهو وبوش ! ... إلخ . وهو أيضاً القرصان " فاسكو داجاما " ناهب ثروات الأمم . الغرب هو " أرسين لوبين " فمن نحن ؟

رحلة القرصان فاسكو / أوباما لطمأنه متهودة أوربه . رحلة الراعي الرسمي للاستيطان الذي يبتلع الأرض العربية فى فلسطين ورام الله هادئة ساكنة !! أخذ فاسكو / أوباما فى الحديث عن الابداع الفلسطيني ولم يذكر كلمة واحده عن الاستيطان ! وكيف يذكره وقد قامت عليه دولته أصلاً ! أمريكا قائمة على استئصال اصحاب الأرض الاصليين ، وعلى الذبح والقتل قامت الولايات المتحدة الأمريكية !!

ليس ليهود حق فى فلسطين يافاسكو / أوباما ! ونقول لأنفسنا ونؤكد على أن الطريق الى تحرير بيت المقدس هو ( بناء انسان العقيدة واحياء فريضة الجهاد ) وهو الطريق التي تسير فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس ! والجيل المجاهد الذي وعي الدرس وتربى على الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والدين الإسلامي ، وتربى على مقاومة الترف والعزوف عن الدنيا والاقبال على الآخرة ( مش ده ولا ايه يا رام الله ) ارض القدس .. فلسطين .. سوريا هى الأرض المقدسة .. هى وقف اسلامي .. هذا ما قاله علماء الأمة .

يا فاسكو / أوباما ، لقد أوجب الله على امة الاسلام تحريرها واقامة حكم الله عليها . فلا مفاوضات ولا مؤتمرات تحرر الأرض انه الجهاد والجهاد فقط .

       ظل بيت المقدس وفلسطين بل والعالم العربي والاسلامي فى امن وطمأنينة طيلة حكم آل عثمان . الخلافة الإسلامية حمت ديار الاسلام فى القدس حتى سلم زعماء اليوم القدس وغيرها من ديارنا الى ( مهتودة أوربة ) ونسوا طريق داود وسليمان عليهما السلام النبيين المسلمين . طريق التابعين وتابعيهم نور الدين محمود زنكي وصلاح الدين يوسف وقطز بن عبد الله سيف وآل عثمان ومنهم عبد الحميد الثاني وهو نفس الطريق الذي تسلكه طلائع البعث الاسلامي فى كل مكان . بناء إنسان العقيدة واحياء فريضة الجهاد طريقنا الوحيد لإستعادة ارضنا المحتلة . لا طريق أخر لنا ولا طريق اخر غيره ورحلات فاسكو / أوباما وجلسات المفاوضات والمؤتمرات وآليات التدخل الأخرى كصندوق البلاء الدولي والأمم المتحدة بمنظماتها الصهيونية .. كلها وسائل تساعد فاسكو / أوباما او اى فاسكو امريكي قادم على كسر رقبة الأمة الاسلامة فى محاولات بعض شعوبها القيام من الرقدة التى طالت وستظل امريكا وغيرها من دول الغرب تدفع فى طريق برامج الاصلاح التى تنفذها الآلية الامريكية الغربية البغيضة – صندوق النقد الدولي وكذا البنك الدولي لإستنزاف خيرات الدول وإدخالها فى دوامة الديون ( أصل الدين + الفائدة على الدين + عمولة الارتباط + الفائدة على المسحوب + الفائدة على القسط المتأخر .. إلخ ) من مفردات البلاء الأزرق وفى النهاية السقوط الحتمي للدول المقترضة ! لقد دفعت الأمة المصرية أضعاف أضعاف ديونها للمرابين ولنا المثل فى مصير الدول التى توقفت عن دفع أكثر من أصل الدين ، ليس للدول الدائنة أكثر من أصل الدين .. ولقد دقعنا ضعف ديونا .. لابد ان نتوقف عن تقاضي الربا وإلا سنتعرض لحرب من الله سبحانه وتعالى وهي قريبة منا جداً ولا حول ولا قوة الا بالله وعلى الامة ان تتصور ماذا تعني حرب يعلنها رب العزة !! اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير وكف عنا شر فاسكو / أوباما وشر غيره مما يكدر احوال مجتمعنا .

اليوم صدر حكم قضائي غاية فى الغرابة لأنه يصطدم بغيره من الاحكام فى ذات الموضوع ! الا وهو موضوع النائب العام ! اهكذا تدار الأمور فى هذا البلد !؟ وبوضوح قد تم تعيين النائب العام المستشار طلعت عبد الله فى وقت كانت السلطة التشريعية فى يد رئيس الجمهورية وقبل اصدار الدستور الدائم ، وبإصداره حُصن المنصب ولا جدل فى هذا الأمر من أى ناحية . يا قومنا ارحموا هذا البلد . ارجوكم ارحموا هذا البلد . يا مؤسسات الدولة لا داع أيضاً للإصطدام بالسلطة المنتخبة الحاكمة إلا بالطرق الديمقراطية وبشروطها التى قبلتموها وإلا فإنها النهاية . وأيضاً اقول لبعض جهات ( المعارضة ) التي لا علاقة لنا بالمعارضة لأنها تفقد الشرعية فعلاً ارحموا هذا البلد فلا ( سمير جعجع ) ولا مليارات خلفان / دخلان / هربان تستطيع كسر إرادة أمة . ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وسوم: العدد 631