وقفة مع نموذج لنوع التغطية الإعلامية المغرضة لمهرجانات السيد عبد الإله بنكيران الخطابية في حملته الانتخابية

كان من المنتظر أن تشير المنابر الإعلامية إلى المهرجانات الخطابية  للسيد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ببعض المدن المغربية . والمتتبع لنقل أخبار هذا المهرجانات من طرف بعض المنابر الإعلامية يلاحظ غياب المهنية والحياد والموضوعية  إن لم نقل التحامل الواضح، علما بأنه من المفروض في المنابر الإعلامية التي تحترم قواعد المهمة الإعلامية النبيلة  أن تلتزم الحياد في تغطية الحملات الانتخابية ، وتقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب السياسية تاركة للناخبين صلاحية الحكم عليها يوم الاقتراع مع الابتعاد على توجيههم أو التأثير عليهم بأي شكل من الأشكال تصريحا أو تلميحا مع الاحتفاظ بحقها في فضح أي نوع من الخروقات أو التدليس أو الغش أو استعمال المال لشراء الأصوات دفاعا عن المصلحة العليا للوطن  . وعلى سبيل التمثيل لا الحصر إذا ما وقفنا عند تغطية أحد المنابر الإعلامية الذي غطى أحد المهرجانات  الخطابية لبنكيران نلاحظ أنه ذكر أول الأمر خبرا جد مقتضب مفاده أن  مجموعة من المواطنين تجمهروا قبل  وصول  بنكيران إلى مكان المهرجان  ورفعوا شعار " ارحل " وصاحب هذا الخبر المقتضب فيديو لا يتجاوز 30 ثانية لمجموعة تردد كلمة " ارحل " .  وواضح أن التقديم بهذا الخبر كان مؤشرا على نية هذا المنبر الإعلامي عن سبق إصرار  النيل من السيد بنكيران ، الشيء الذي يجعل مهنيته وحياده ومصداقيته الإعلامية  أمام المحك.و أما الخبر الثاني، فكان عبارة عن تغطية  واضح فيها استهداف السيد بنكيران  من خلال عنوانها نفسه ، وهو عنوان يعطي انطباعا بأن السيد بنكيران  قد ارتكب جريمة خلال خطاب حملته الانتخابية . وفي تقييم خطابه جاء في التغطية استخفاف واضح به . وتضمنت التغطية  أيضا اتهامه بالتجني على خصومه السياسيين، الشيء الذي يقتضي تدخل العدالة لفتح تحقيق في الموضوع  ،وكأن الأمر لا يتعلق  بحملة انتخابية  يكون فيها تبادل التهم  أمرا واردا وتحصيل حاصل  كما هو الشأن في الحملات الانتخابية في كل أقطار المعمور إلا أن  التغطية  الإعلامية المنحازة لخصوم السيد بنكيران وعلى حسابه  أصرت على تجريمه  بغرض تشويهه ، ومصادرة حقه في التعبير بحرية في حملته الانتخابية ، علما بأن خصومه لا يدخرون جهدا في النيل منه بكل الطرق والوسائل والأساليب  .  ومما جاء في تغطية المهرجان أيضا ، وهي تغطية موجهة ولا شك أنها  إما مستأجرة  أو بدافع الحقد والكراهية  أو هما معا أن جمهور هذا المهرجان كان قليلا ، وتم التعقيب على ذلك بأنه مؤشر على تراجع شعبية بنكيران ،علما بأن الشعبية إنما تحسمها صناديق الاقتراع لا  أعداد الحاضرين في المهرجانات الخطابية . ومما جاء في التغطية أيضا أن بنكيران تعمد اختيار مكانا عاما لحملته الانتخابية يحج إليه عدد كبير من الناس يوميا، وفي ذلك إشارة إلى عدم اكتراث الناس به، وأن من كان  في مكان المهرجان إنما وجد هناك عن طريق الصدفة فقط  كالعادة . .و لقد لجأت التغطية إلى تقدير أعداد الحاضرين عن طريق التخمين فقط، وهو ما يعبر عنه في العامية بالتحكير  وهو أمر يتبرأ منه الناس بالدعاء المشهور : " اللهم لا تجعلنا محكرين " . وبلغ الأمر بالتغطية درجة منحطة من الإسفاف عندما حاولت السخرية من بنكيران  ووصفه بالتهريج المناسب لمكان الشعبي أو السوقي الذي ضم مهرجانه الخطابي، علما بأن  هذا المكان يستخدمه كل أصحاب  الحملات الانتخابية من جميع الأحزاب ، فهل كل من يخطب في  هذا المكان يكون  منحط الخطاب  أو مهرجا ؟

وأخيرا نقول من المؤسف جدا أن تتحول المنابر  المحسوبة على الإعلام إلى  منابر إشهارية وأبواق دعاية متحيزة لطرف من أطراف التنافس الانتخابي  طمعا في الحصول على مقابل يحط من شأنها ، ويطعن في مهنيتها ومصداقيتها.  ولا يصلح للتغطية  الإعلامية للحملات الانتخابية  من كان  متحيزا لحزب من الأحزاب وطرفا في المنافسة  . ومن العدل والإنصاف أن ينصف  الإنسان من يخالفه الرأي والاعتقاد لأن الاختلاف في الرأي  والاعتقاد لا عداوة فيهما إنما العداوة تصدر عن الأهواء والعواطف . والإعلاميون  بحكم مهمتهم النبيلة أبعد الناس عن الانسياق وراء أهوائهم ، أو أهواء غيرهم خصوصا في مثل ظرف الحملات الانتخابية.     

وسوم: العدد 631