من يجب أن يقود التظاهرات
مع تصاعد وتيرة التظاهرات أو أنخفاض منسوبها كما يراه المراقبون وصعود
وهبوط راكبي الموجات و خروج و دخول رؤوس سارقي المنجزات و شد ورخي خيوط
الممسكين ببعض الابواق و تفرق أو دمج كتل المتظاهرين هنا وهناك يبرز
السؤال المهم الذي لا يكل كل من يتابع هذا الموضوع ابتداءاً من السيد
اوباما و السيدة حرمه ميركل خانم الى السيد معصوم عن الظهور و حتى حمدية
ام اللبن مروراً بحجي شمخي ابو الجاي و كل متابعي ومتابعات دوري الفيس
بوك من على سطوح المنازل وأخص بالذكر السادة المسؤولين و بالأخص من ذهب
الى حج البيت ( الحرام ) عليهم للمرة العاشرة على التوالي و بنجاح باهر
يتساءل كل هؤلاء عن من يقود هذه التظاهرات أو من يجب أن يقودها و طبعاً
السؤال عن حسن نية أو سوء نية حسب نية السائل و درجة فزعه أو تأمله من
نتائج هذه التظاهرات ، فقيادة التظاهرات هي التي يمكن أن تمسك بخيط
النتائج المتوخاة منها فأن كانت قيادة واعية و موحدة فستضع نصب اعينها
الاهداف و الغايات و المراحل التي ستحرقها و ربما الاشخاص الذين ستحرقهم
ايضاً وفق رؤية مسبقة و اضحة و تخطيط واقعي للوصول الى أصلاح حقيقي
للفساد الموجود في كل مفاصل الحياة أما أن لم تكن هناك قيادة واعية أو
مدركة لخطورة كل كلمة تقال و كل شعار يرفع وكل خطوة تتخذ بلا دراسة
حقيقية فستكون النتائج ربما وخيمة على البلد وعلى الشعب وعلى الوطن كله
او ربما تميع هذه التظاهرات بحلول ترقيعية او أبر تخدير منومة لتحرف
التظاهرات عن مسارها الحقيقي و تجعلهم يخوطون بصف الاستكان إو حتى خارج
المطبخ و تشغل المتظاهرين بصراعات جانبية او تحرفهم عن الاهداف الحقيقية
التي أرعبت الفاسدين كما عبر عنها سماحة المرجع اليعقوبي في خطابه الاخير
حول التظاهرات المعنون (المرجع اليعقوبي يدعو الى وجود قيادة وطنية واعية
موحدة للمظاهرات) و هنا يطرح التساؤل المهم من يجب ان يدير التظاهرات حتى
نتجنب سقوطها في حفرة لا نشك ان هناك من المتسلطين من حفر فخاخ كثيرة و
يخطط لان يوقع بها المظاهرات الجواب الذي شخصه المرجع اليعقوبي في نفس
بيانه هو الحل المتفق عليه من كل عقلاء البلد ان النخب المثقفة من
الاكاديميين واساتذة الجامعات و الطليعة الواعية في المجتمع هم من يجب ان
يقودوا هذا الحراك و يترأسوه و يسيروا به الى بر الامان و بلورة مشروع
وطني اصلاحي واضح المعالم ، حتى يكونوا سورا بوجه راكبي الامواج و
المندسين و اذناب الفاسدين و خاطفي المنجزات ، فمن افضل منهم لمثل هذه
القيادة أما إن تلكأ هؤلاء عن أخذ دورهم لكسل او ترفع أو لعدم وصول الخطر
اليهم فأقول لهم ماقاله الله عز و جل في كتابه العزيز { وَٱتَّقُواْ
فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً
وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }و اخيرا العراق بذمتكم
. و دمتم سالمين
وسوم: العدد 633