السلطات البلجيكية قد فرضت على الجالية المسلمة صعق الأضاحي قبل ذبحها

إذا كانت السلطات البلجيكية قد فرضت على الجالية المسلمة صعق الأضاحي قبل ذبحها فهذا يعني أن ما تتناوله الجالية يوميا من اللحوم ميتة محرمة

طرح قرار السلطات البلجيكية  بصعق أضاحي عيد الأضحى ـ وهو قرار على غرار قرار دول غربية أخرى ـ مشكلة عقدية بالنسبة للجالية المسلمة المقيمة في هذه الدول . ومعلوم أن صعق هذه الأضاحي يجعلها في حكم الميتة المحرمة في الدين الإسلامي لأنها تلفظ أنفسها صعقا ولا معنى لتذكيتها بعد ذلك . ولا شك أن هذا القرار إنما اتخذ بسوء نية وخبث واضحين بهدف التضييق على حرية التدين بالنسبة للجالية المسلمة .ومن غير المستبعد أن يكون اللوبي الصهيوني، والصليبية المتصهينة ،والعلمانية الحاقدة وراء هذا القرار الجائر . ومعلوم أن المواثيق الدولية تضمن حرية الاعتقاد والتدين لكل شعوب الأرض ، وبناء على ذلك لا يمكن التضييق على الجالية المسلمة من خلال قرار يمس بعقيدتها . ولا يمكن التضييق على الناس فيما يطعمون أو يشربون علما بأن الناس يأكلون ويشربون وفق معتقداتهم  التي تحدد لهم طرق وأساليب الأكل والشرب . فالمسلمون بحكم دينهم لا يأكلون ولا يشربون أنواعا من الأطعمة والأشربة منها كما جاء في القرآن الكريم : (( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ففي هذا النص القرآني ورد ذكر الميتة، وهي التي لا تذبح فلحمها حرام كحرمة الدم وكحرمة لحم الخنزير . وحتى المذبوحة التي  لا يذكر اسم الله عز وجل عليها أو يذكر غير اسمه فهي محرمة أيضا . ومما حرم وهو في حكم الميتة الشاة التي نموت خنقا أو بالضرب أو بالسقوط أو بالنطح أو بافتراس السباع مع استثناء ما يذكى منها قبل أن تلفظ أنفاسها . وبموجب هذا النص يصير أكل  كل هذه الأنواع فسقا محرما . وليس من قبيل الصدفة أن يأتي بعد الحديث عما حرم الله عز وجل من لحم حديث عن كمال الدين وتمام النعمة ،ويأس الكافرين منه، والتذكير بالخشية من الله عز وجل عوض خشية الكافرين . وواضح أن الذبائح  المصعوقة تندرج تحت الأنواع التي ذكرها الله عز وجل وهي  التي تلفظ أنفاسها قبل أن تذكى بالذبح وبذكر اسم الله عليها .ولا يختلف الصعق عن الخنق والضرب والسقوط والنطح والافتراس فكلها حالات تفضي إلى موت الماشية دون تذكية  تعتبر بسبب ذلك ميتة . ومعلوم أن ذريعة الرفق بالحيوان من خلال منع الذبح  واهية لأن الذبح  تشريع إلهي، والله أرحم وأرأف بالحيوان من الإنسان لأنه  الخالق العالم بأحوال الخلق . فلو كان في الذبح ما يسبب الألم للذبيحة لما شرعه الخالق سبحانه ،وما الله بظلام للخلق . ومعلوم أن الدم ينزل بسرعة عند الذبح، فيكون ذلك سببا في مغادرته للدماغ  وهو مركز الشعور، وبخلوه من الدم ينقطع الإحساس، ولا مبرر للحديث عن معاناة الذبيحة ،وهذا أمر أثبته العلم الحديث . ومن يدري قد يكون الصعق مسببا لآلام مبرحة للماشية المصعوقة حيث يظل الدم في مركز الإحساس وقد تغير بفعل الصعق خلاف خروجه عن طريق الذبح .ومهما يكن من أمر فإن ما شرعه الله عز وجل يبقى فوق أفهام الناس والله يعلم والناس لا يعلمون .وإذا كانت السلطات البلجيكية ومن يحذو حذوها في أوروبا وباقي دول العالم قد منعت ذبح أضاحي عيد الأضحى فلا شك أنها  تتعمد إطعام الجالية المسلمة يوميا لحوم الميتة ،الشيء الذي يعتبر اعتداء على حريتها خلافا للشعار الذي ترفعه باعتبارها دولا علمانية تمارس فيها الحريات دون قيود . فهل يعقل أن تفرض دول الحريات نوع الأكل على من يعيش فيها ممن لا يعتقد اعتقادها  ؟ وهل تضيق في المقابل الدول الإسلامية على الرعايا الأجانب، وتفرض عليهم نوع الطعام الذي يطعمونه ؟ إن ما أقدمت عليه السلطات البلجيكية وغيرها من الدول الغربية يعتبر إهانة للمسلمين واستخفافا بدينهم ،وعبثا بحريتهم، وتعبيرا عن مشاعر الكراهية ضدهم ، وعن السلوك العنصري تجاههم  . فعلى الدول الإسلامية أن تبادر بمنع هذا التعسف ضد جالياتها المسلمة المقيمة بالدول الغربية تماما كما تسمح بحرية ممارسة الشعائر الدينية لمختلف الديانات دون مضايقات كما ينص على ذلك الدين الإسلامي السمح . ولا بد أن تتولى الدول الإسلامية تزويد جالياتها المسلمة باللحوم الحلال . كما أنه يتعين على هذه الجاليات مقاطعة اللحوم الحرام وبذلك يتحقق يأس الكافرين من الإسلام كما جاء في قول الله عز وجل . ولا يجب أن تخشى الجاليات المسلمة الكافرين  بل تخشى الله عز وجل كما أمر .  

وسوم: 634