هل يمكن لعباس أن يخرج عن السكة الأمريكية؟!

تعليق صحفي

نقلت وكالة قدس الإخبارية عن صائب عريقات قوله إن "الخطاب الذي سيلقيه الرئيس عباس في مقر الأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري سيكون مفصلياً"، ونقلت عن مسؤول فلسطيني بارز في السلطة الفلسطينية، تصريحه لـ"الخليج أونلاين" أن السلطة تلقت خلال الأيام الأخيرة "رسائل تهديد" من قبل الإدارة الأمريكية قابلة للتنفيذ، في حال شمل الخطاب قرارات تلغي كل الاتفاقات التي جرى التوصل لها في السابق مع "إسرائيل".

إن مثل هذه الأخبار هي فقاعات إعلامية تطلقها رجالات السلطة بين الفينة والأخرى، لا تلبث أن تتلاشى بلا أثر في عالم السياسة، كما سبق أن تحدثوا عن دعوى إلغاء التنسيق الأمني: فإن قادة السلطة الفلسطينية الذين عبّدوا طريق الذل والمهانة ورسخوا نهج الاستجداء السياسي، لا يمكن أن ينتفخوا في المحافل الدولية -ولو كانتفاخ الهر الذي يحاكي الأسد- ولا يمكن أن يخرجوا عن الإرادة الأمريكية التي جاءت بهم.

إن رئيس السلطة قد سخّر نفسه عبر مسيرته السياسية لتحقيق المشروع الأمريكي، وكان هو الورقة التي لعبتها أمريكا للتخلص من نفوذ قيادات السلطة السابقة ذات العراقة في الولاء البريطاني، ولذلك فلا يمكن تصور أي نوع "من المواجهة" السياسية بين أمريكا وعملائها، وليس لعباس ومن معه من القيادة السلطوية الحالية إلا الانصياع التام للإرادة الأمريكية، التي لا تحتاج أن تهدده، بل تأمره فيطيع كطاعة العبد المأمور للسيد الآمر.

وإن القرارات المصيرية والخطابات التاريخية تحتاج للرجال الرجال، ولا يمكن أن ينال شرفها الكرازايات، الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الكافر المستعمر، والذين يحملون التنسيق الأمني كعقيدة، والذين يصرّحون بأنهم يريدون أن ينهوا عذابات اليهود، ويتبجحون بأنهم سيتصدون بالقوة لأي محاولة للتمرد على مسارهم التفاوضي الهزيل.

"مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ   ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ"

وسوم: 634