الرُقعَةُ الشَطرَنجيِّةُ الأمريِّكيِّةُ
تتكررُ مَشاهدُ المَكرِ السيِّاسيِّ الأمريِّكيِّ في المَنطِقةِ العربيِّةِّ والمُسْلِمَةِ وفي العَالمِ مِنْ غَيرِ اتعاظٍ ولا اعتبارٍ..!يَومَ ثارَ الشعبُ الأفغانِيُّ في وجهِ مظالمِ هَيّمَنةِ الاتحادِ السوفيتيِّ وَطُغيانِ عُملائِهِ..سَارعَت أمريكا وَدَعَمت وسلَّحت الشعبَ الأفغانيِّ ..؟!وَتعَاونَت معَ تِشكيلاتِهِ الإسلاميِّةِ المتنوعةِ المُتَشددِ وغيرِ المُتشددِ..؟!في مُواجهةِ الجيشِ الروسيِّ الذي ألقى بِكُلِّ ثِقلِه لِقهرِ إرادتهمِ..؟!ويَومَ أنْ أدركَ الجيشُ الروسيّ أنَّه مَهزمٌ لا مَحالةَ..قَبِلَ إذاك الرئيسُ جورباتشوف النُصحَ..واتخذَ قرارهَ الشجاع بالانسحابِ مِنْ المواجهةِ..وأنقذَ جيشَه مِنْ إبادةٍ مُحققةٍ مُفجعةٍ..وإذْ حانَ قِطافُ الشعبِ الأفغانيِّ لِثمراتِ نِضالِهِ المَريرِ..فُجيئوا بتشكيلٍ عسكريٍّ(طالبان)يَبرزُ بِدونِ مُقدماتٍ..وَيتضخّمُ هذا التشكيلُ(المُعجِزةِ) ويتمكنُ مِنَ التحكُّمِ بزمامِ الأمورِ بصورةٍ مُذهلةٍ..واستطاعَ بمَا يُشبهُ لَمحَ البصرِ أنْ يُطيحَ بِعروشِ جَنرالات قادت النضالِ الأفغانيِّةِ السبعةِ المُتشاكِسةِ المَعروفَةِ بِتَسلُّحِها ودُربتِها العاليةِ بإشرافِ الأمريكانِ أنفسهم..؟!وتَمكنت (طالبان) مِنْ اقتحامِ كابول وبسطِ سيادتِها وإعلان قيامِ دولةِ الإسلامِ والخلافةِ..؟!وتبخّرَ الجنرالاتُ السبعةُ وتبخّرت جيوشُهم وترساناتُ أسلحتِهم الضخمةِ المتنوعةِ..؟!وَبدَأت طالبان مِنْ خِلالِ نِظامِ خِلافتِها وَدولتِها الإسلاميِّةِ المزعومةِ..تُقدمُ الصورةَ الكريهةَ للقيمِ والممارساتِ الوحشيةِ الحمقاء باسمِ الإسلامِ..؟!تماماً كمَا تفعلُ(داعش)اليومَ في ساحاتِ سوريّةَ وغيرِها مع تطويرٍ في فنونِ الحماقةِ والهمجيِّة والرعبِ مِمَّا لم تَعرفهُ طالبان..؟!وَأعادت أمريكا تَأهيلَ النظامِ الأفغانيِّ بالشكلِ المعروفِ..وتَحولت الحالةُ الأفغانيِّةُ مِنْ مسألةِ شعبٍ يُريدُ التَحرّرَ والكرامةَ والاستقرارَ والتنميَّةَ والازدهارَ..إلى حالةِ مواجهةٍ بينَ جماعاتٍ إرهابيَّةٍ (مُسلمةٍ) مُتطرِّفةٍ ودولةٍ تُكافحُ ضِدَ الإرهابِ والتَطرّفِ..والشعبُ الأفغانيُّ يَقومُ بِتسديدِ فواتيرِ اللُعبةِ الشطرنجيِّةِ المستمرةِ مِنْ دَمِه وكرَامتِه وَدمَارِ حاضرِه ومستقبلِه..؟!وبعدُ هل يُرادُ للسوريين مصيرٌ مؤلمٌ مماثلٌ..؟!إنْ كان الأمرُ كذلك فتلكَ مصيبةٌ..والمُصيبةُ الأعظمُ والأدهى فيمَا هو أخطرُ مِنْ ذلك..؟؟؟؟إنّها فيمَا سيكون-لا سمح الله- مع ما بعد هذه المخاطر الانتقالية..؟!التي تحضرُ وتُمهدُ للكارثةُ الأعَظمِ والخَطبِ الجللِ الأشنَعِ - والعياذ بالله - وهو ما يُخططُ وَيَسعى إليه التحالفُ الصهيونيُّ-الفارسيُّ المَسعورُ..حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ..وهو سُبحَانَه الغَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ.
وسوم: 635