سقوط الرئيس السيسي ...

الجميع يتوقع سقوطاً مدوياً للرئيس السيسي.  الاستقبال الفاتر الذي تلقاه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وكذلك اعتذار وعزوف كبار زعماء العالم عن لقاءه دليل على قناعة العالم وحكامه ان الرئيس السيسي هو دون المستوى وانه فقاعة هواء أخرى ستحوم في عالم الرئاسة المصرية لفترة زمنية ما سيأتي بعدها من يقوم بفرقعتها. ودليل اَخر هو تجنبه التام للصحفيين وحتى لقاءه مع قناة السي ان ان جاء بعد مجهود ضخم قامت به المجموعة الدبلوماسية المصرية المخضرمة والتي حالت دون ان يعود الرئيس السيسي الى القاهرة بدون اي وجود اعلامي له على الإطلاق في الإعلام الأمريكي، بالمناسبة الــــ سي ان ان لم تعد الجهة الإعلامية التي يعتد بها هنا في الولايات المتحدة كما كانت في السابق. وكذلك اكتفاء الرئيس السيسي بحضور اجتماعات لجان هي دون التمثيل العالي المستوى، وهي اجتماعات لجان على مستوى ممثلي الدول او وزراء عند اقصى حد لها واما ان يحضرها رئيس دولة فهذا دليل واشارة الى ان هذا الرئيس لا يملا جدول اعماله في رحلته الى الأمم المتحدة ارتباطات أو مواعيد هامة.

كان العالم يتوقع من الرئيس السيسي ان يقبع في القاهرة ويباشر شخصياً أعمال حكومته الجديدة بعد الفساد الذي ساد الحكومة السابقة المقالة، وكان عليه ان يثبت للعالم بعدم توجهه الى الأمم المتحدة انه رجل عمل يولي أولويات شعبه والفساد الذي يجتاح اجهزة ووزارات هذا الشعب جل اهتمامه واقصى تركيزه، واما حضوره للجمعية العامة للأمم المتحدة فكان من اللائق في مثل هذه الظروف ان ينيب عنه وزير خارجيته او حتى مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة.

لقد لمس العالم من خطاب الرئيس المصري الضعيف لدى الأمم المتحدة مدى عدم الاستقرار في تلك الدولة البالغة الأهمية والحساسية في هذا العالم. لقد بدى واضحاً على وجه الرئيس السيسي انه غير ممسك بزمام الأمور كما كان يحاول ان يقنع العالم به، وان عجزه وتخبطه وتخبط اجهزته في مكافحة الإرهاب والفساد في بلاده نتج عنه أن يقوم احد وزراء حكومته بارتكاب سرقة علنية يخجل عن ارتكابها لص مبتدئ ونتج عن هذا العجز والتخبط ان تقوم قواته المسلحة بمهاجمة مخيم للسواح الأبرياء في مجزرة لهؤلاء السواح على يد قواته المسلحة معطية بالدليل القاطع مدى الإخفاق الذي تعانيه الأجهزة الأمنية المصرية في تقصيها وتتبعها لبؤر الإرهاب في مصر وكم هو من السهل تضليل هذه الأجهزة المصرية بدليل توجيه تلك الضربة الجوية الى مخيم مليء بالسواح الأبرياء.

على السيسي ان يرحل ويترك مكانه للذي يستحقه من بعده، ومصر خلاقة ولادة ولا مكان بعد اليوم لشعاراته الرنانة بأنه القادر الوحيد على اخراج مصر مما هي فيه اليوم، شعار لطالما سمعها المصريون من الرئيس مبارك من قبله ومن الرئيس السادات ومن كل رئيس عسكري حكم مصر.  مصر بحاجة الى رئاسة ورئيس مدني مائة بالمائة، لا يأتيها من المدرسة العسكرية ولا من بين صفوف الضباط والعسكر.  لقد حان الأوان للعقول المصرية ان تحكم مصر وحان الأوان للمؤسسة العسكرية المصرية ان تترك قصور الرئاسة في مصر.

وسوم: 636