حصاد فلسطيني مقاوم غير مسبوق منذ العام 2004 على الجانب الشعبي

مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي: علاء الريماوي

أظهرت الإحصائيات الواسعة للأسبوع الأول من " انتفاضة شعب" حضورا مقاوما غير مسبوق منذ العام 2004، على الجانب الشعبي، ومناطق الاشتباك، حيث بلغت حصيلة الأسبوع الأول من الإعتداءات الإسرائيلية " 7 من الشهداء، 1700 إصابة، بالإضافة إلى 186 حالة اعتداء للمستوطنيين" .

أما حصيلة أعمال المقاومة على الأرض فبلغت " 4 قتلى إسرائيليين، وإصابة 62 إسرائيلي، بالإضافة إلى  612 حادث القاء حجارة، 216 ألقاء زجاجة حارقة، و18 حادث اطلاق نار في عشرة أيام، و16 عملية طعن نجح منها 9 .

الحصاد المقاوم منذ بداية الهبة

الإعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني

عدد الشهداء : بلغ عدد الشهداء منذ الموجة الثورية "انتفاضة شعب" 7" شهداء هم أولا : الشهيد مهند حلبي منفذ عملية البلدة القديمة – القدس،  ثانيا الشهيد : فادي علوان - العيساوية القدس، ثالثا الشهيد : عبد الرحمن شادي عبد الله  بيت لحم، رابعا الشهيد: حذيفة ابوسلمان - بلعا- قضاء طولكرم، خامساالشهيد أمجد الجندي منقذ عملية طعن في كريات جات، سادسا استشهاد الشاب وسام فرج (20 عام) جراء مواجهات في مخيم شعفاط ليلة أمس، سابعا : استشهاد ثائر أبو غزالة من منطقة باب حطة في القدس، منفذ عملية الطعن في تل أبيب بالإضافة إلى الشهيدين هديل الهشلمون " الخليل " والشهيد ضياء التلاحمة مما يرفع عدد الشهداء إلى 9 خلال عشرة أيام .

عدد الإصابات : بلغ عدد الإصابات في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، : 1700، منهم  102 حي، 446 مطاط، 1700 غاز،  وما تبقى تم من خلال عمليات ضرب ومهاجمة مركبات .

إعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين : بلغ عدد الإعتداءات التي نفذها المستوطنيين في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، 168 إعتداءات، توزعت على النحو الآتي:  مهاجمة 116 سيارة فلسطينية، 19 إعتداءات بالضرب أو بالتهجم، والباقي مهاجمة منازل وعقارات .

الإعتقالات في الضفة والغربية والقدس والمناطق المحتلة عام 1948 : بلغت عدد الإعتقالات في الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية 246 فلسطينيا، تركزت الإعتقلات في مدينة القدس، وضواحي المدينة، بالإضافة إلى مدينة نابلس، رام الله، الخليل، مناطق المحتلة عام 1948 التي ارتفعت وتيرة الإعتقالات فيها إلى 400 %.

الخسائر الإسرائيلية في " انتفاضة شعب "

أولا : قتلى إسرائيليين منذ "انتفاضة شعب" : قتل 4 من الإسرائيليين خلال العشرة أيام الماضية، في هجومين نفذ أحدها مقاتلون من حماس، وآخر شنه كادر في حركة الجهاد الإسلامي في مدينة القدس .

 

ثانيا : الإصابات بلغ عدد الإصابات في صفوف المستوطنين والجيش الإسرئيلي في الأراضي الفلسطينية بحسب الإحصائات الإسرائيلية 62 إسرائيليا، منها 9 في حالات الخطر، كانت ذروة الإصابات يوم الخميس 19 إصابة .

ثالثا : عدد أحداث إطلاق الحجارة : بلغت أحداث الحجارة في الضفة الغربية والقدس والمناطق المحتلة عام 1948، 612 حادث كان أعنفها في بيت لحم، رام الله، الخليل، مدينة اللد ويافا .

رابعا : القاء الزجاجات الحارقة والعبوات محلية الصنع : بلغ عدد الزجاجات الحارقة والعبوات 216 عملية القاء، كان أهمها في مدينة القدس، بيت لحم، رام الله .

خامسا : إطلاق نار : وقع 18 حادث إطلاق نار خلال أسبوع على مواقع إسرائيلية، حيث برز مخيم شعفاط، رام الله، نابلس في هذا النوع من الأحداث.

عمليات الطعن : وقعت خلال الايام الماضية 16 عملية طعن، أهمها :

أولا : عملية طعن في البلدة القديمة، نفذها مهند حلبي وقتل فيها مستوطنيين وأصيب 2 آخرين.

 ثانيا: عملية طعن في محيط البلدة القديمة، نفذها الشهيد فادي علوان من  العيسوية، أدت إلى إصابة مستوطن إسرائيلي (مع التشكيك في الرواية الإسرائيلية).

ثالثا: عملية طعن نفذتها الفتاة شروق دويات،  في البلدة القديمة أدت إلى إصابة مستوطن إسرائيلي "جراء مدافعتها عن النفس".  رابعا : عملية طعن مستوطن إسرائيلي في مستوطنة كريات جات، نفذها الشهيد أمجد الجندي . 

خامسا : عملية طعن مستوطن إسرائيلي في مستوطنة بيتاح تكفا على يد الشاب تامر وريدات.

سادسا : عملية طعن في الشيخ جراح بالقدس، أدت إلى إصابة 2 من المستوطنيين نفذها الشاب  صبحي أبو خليفة من مخيم شعفاط. سابعا : عملية طعن في تل الربيع "تل أبيب"، أدت إلى إصابة 3 مستوطنيين على يد الشهيد ثائر أبو غزالة من القدس .  ثامنا: عملية طعن في مستوطنة كريات أربع، أدت إلى إصابة ضابط أمن إسرائيلي، نجح المنفذ مغادرة مسرح العملية بسلام .   تاسعا : عملية طعن في العفولة، أدت إلى إصابة 2 جندي ومستوطن نفذها الشاب طارق يحيى (21 عام) من العرقة قضاء جنين.

عاشرا : تم احباط عمليتين في شمال الضفة الغربية، اثنتين في منطقة الخليل، واحدة في عسقلان، واثنتين في مدينة القدس . 

الفئات المشاركة في الموجة الثورية "انتفاضة شعب ".

أولا القوى الشعبية : شكل المستقلون الرافعة الأساسية للحضور الشعبي المقاوم على الأرض، حيث اعتمد هذا التكوين على الفئة (من 13 إلى 23 ) عام،وشوهد بشكل واضح هذا الأداء في رام الله بيت لحم والخليل، يافا، اللد.

ثانيا الأحزب الفلسطينية  : كان معظم الحضور الحزبي: فتح، حماس، الحركة الإسلامية في الداخل، حركة ابناء البلد، الجبهة الشعبية، الجهاد الإسلامي، برز حضور حماس في الخليل رام الله، القدس، كما برز دور لفتح في بيت لحم رام الله .

الفئات الطلابية : أظهرت الأحداث الأيام الماضية حضورا مهما لطلبة المدارس، وحضورا متصاعدا لطلبة الجامعات،الامر الذي سيحكم مسار التصعيد خلال الايام القادمة.

حيث شكلت المشاركة التي قادتها الكتل الطلابية في جامعة بيرزيت أحد التحولات الاهم في الأسبوع الأول من الموجة الثورية المتصاعدة، كما سجل حضورا جيدا لجامعة الخليل، وغياب مستغرب من جامعة النجاح، وكليات ومعاهد شمال الضفة الغربية .

 

الإجراءات الإسرائيلية لمواجهة الموجة الثورية " انتفاضة شعب " .

أتخذت الحكومة الإسرائيلية جملة من الإجراءات ضد الفلسطينيين في الايام الماضية لمواجهة التصعيد وتمثلت بالآتي .

أولا : قمع منظم لأعمال المقاومة الشعبية من خلال استخدام وسائل تفريق غنيفة في القدس والضفة الغربية مع وضوح في اطلاق الرصاص الحي .

ثانيا : الإعتقالات الواسعة في صفوف الفتية المشاركين في الأحداث، خاصة بمدينة القدس، ثم الضفة الغربية .

ثالثا: هدم منازل منفذي العمليات في القدس وتلويح بتوسعها، في الأيام القادم لتشمل منفذي عملية نابلس، ورام الله .

رابعا : تشديد الإجراءات الإسرائيلية، في القدس عبر اغلاقات البلدة القديمة والمسجد الأقصى بالإضافة إلى تقسم القدس إلى 10 مناطق امنية.

خامسا : دفع 4 وحدات في الجيش الإسرائيلي، للضفة الغربية، ونحو 1200 شرطي إسرائيلي لمدينة القدس خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى تعبئة لقوات الإحتياط الإسرائيلي.

نتنياهو متخبط يبحث عن تهدئة في جعبة الرئيس عباس

ميز الأحداث في نهاية الأسبوع الماضي  الإشارات التي أرسلها رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي مأزوم أكد فيها على الآتي :

أولا:  تصعيد غير مسبوق على الحركة الإسلامية ينذر بتحولات خطيرة في التعامل معها، بوصفها السبب في تحشيد الحالة الشعبية .   ثانيا : تلويح حازم باتجاه حماس، واعتبارها مسؤولة عن التصعيد، سبقه تعبئة باتجاه الشيخ صالح العاروري أحد القيادات البارزة لحماس، والتلويح بامكانية الإغتيال في من خلال حديث وزير الدفاع الإسرائيلي  .  ثالثا : ادانة سلوك السلطة الفلسطينية التحريضي ، مع بروز لافت للحديث عن نية الرئيس الفلسطيني التهدئة، خلال الفترة الأخيرة  .  رابعا : التلويح باجراءات كبيرة، ضد المحرضين، وادخال مواقع التواصل الاجتماعي على خلط الاستهداف .  خامسا : اعتراف نتنياهو بفشل القبضة الأمنية، وارهاق المؤسسة الأمنية أمام الإنذارات المتسارعة .   سادسا : أرتباك إسرائيلي كبير من العمليات الفردية وغياب الأجوبة الإسرائيلية، حول الآلية التي سيعود فيها الأمن للمستوطنيين .   سابعا : الحرص على توجيه رسائل تهدئة للسلطة في جانب القدس والاستيطان، ومحاولة لحسم هذا التوجه خلال الساعات القادمة .

القراءة الأمنية العامة

من خلال القراءة التي أجرها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي، قال مدير المركز علاء الريماوي تبين جملة من المتغيرات للأسبوع الأول من "انتفاضة شعب ".

أولا : شكلت الجامعات الفلسطينية، موقف السلطة الفلسطينية الايجابي، تفاعل الإعلام، الاجراءات الإسرائيلية وارتقاء الشهداء، عوامل دفع لدخول أسبوع ثان من المقاومة بشكل قوي .

ثانيا : شكلت العمليات الفردية السمة الابرز لارباك الإسرائيلي على الأرض، خاصة المؤسسة الأمنية التي تلقت 25 الف اتصال جماهيري يبلغ عن خشية من تنفيذ حدث ما .

ثالثا : حضور الكادر التنظيمي لحركتي فتح وحماس في خلفية الأحداث الامر الذي حافظ على زخم الحالة الشعبية، خاصة في المواطن الأكثر قوة .

رابعا : انضمام فئات شبابية واسعة في مناطق الاحتكاك، وشكلت الحالة الأهم على الارض .

خامسا : دخول المناطق المحتلة عام 1948 على خط المواجهات، عزز الخشية لدى المؤسسة السياسية الإسرائيلية .

سادسا: حافظت القدس على الحضور الأهم في المواجهات، مع بروز ضعف في المتابعة الإعلامية .

خلاصة القراءة الأمنية للاسبوع الأول من انتفاضة " شعب "

برغم نقاط  القوة التي تميزت بها الحركة الشعبية، لازالت هناك جملة من الملاحظات المهمة التي رضدها المركز والتي قد تمس حركة الجماهير على الارض .

أولا : الموقف غير الواضح للسلطة الفلسطينية، برغم تخطيه توقعاتنا الأسوبع الماضي، إلى الناحية الإيجابية  .

ثانيا : تباطؤ الحضور المرجعي للأحداث برغم التسارع في انخراط الحالة الطلابية خاصة للكتلة الاسلامية وحركة الشبيبة بمستويات متطورة .

ثالثا : التباين الكبير بين حركة فتح وحماس، وعدم السعي لايجاد قواسم مهمة داعمة للحالة الشعبية .

رابعا : غياب مساحة إعلام واسع تغطي مساحات الأحداث "خاصة الفضائيات الفلسطينية" الأمر الذي يحتاج عملية تداركية للتغطية السريعة من خلال الاعتماد على طواقم مساندة للتصوير .

المؤشرات، تؤكد على أن الاسبوع القادم مؤهل لاستمرار الهبة، في حال حافظت السلطة الفلسطينية على حالة من الابتعاد عن مناطق الاحتكاك، كما ينذر إلى صدامات بين الجماهير في حال قررت وقف الحالة .

على الجانب الإسرائيلي مازال الموقف الإسرائيلي على حاله من محاولات التهدئة في اعتماده على موقف للسلطة، لكن جملة الاحداث تحرج نتنياهو لاتخاذ خطوات أكثر قوة من وزن الاعتقالات وغيرها .

وسوم: 637