"وحدات الحماية" الكردية ارتكبت جرائم حرب شمالي سوريا، و"هيومن رايتس ووتش" تؤكد استخدام روسيا قنابل محرمة في عدوانها على البلاد

منظمة العفو الدولية

منظمة العفو الدولية:

التقرير الصباحي

من وكالة سمارت للأنباء

قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إن "وحدات حماية الشعب "الكردية، مارست التهجير القسري للسكان، وعمليات هدم لمنازل المدنيين في مناطق سيطرتها شمالي سوريا، وهو ما يشكل "جرائم حرب".

وأوضحت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، حمل عنوان "لا مكان نذهب إليه"، في إشارة إلى عمليات التهجير القسري التي مارستها "وحدات الحماية"، الذراع العسكري لـ"الإدارة الذاتية" الكردية، المسيطرة على مناطق شمالي سوريا، أنها أحرقت قرى عربية وتركمانية، وأجبرت السكان على المغادرة تحت التهديد بالقتل.

وجاء في التقرير أيضا أن أعمال هدم المنازل بدأت عندما انتقلت المنطقة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى سيطرة "وحدات الحماية" بعد شباط 2015".

ويضم التقرير صوراً ملتقطة بالأقمار الصناعية، وأخرى  فوتوغرافية ولقطات مصورة حصلت على بعضها من سكان محليين وشهود عيان، حيث تظهر صوراً ملتقطة في حزيران 2014 إحدى المناطق التي تحتوي على 225 منزلاً، مقارنة بصور التقطت في حزيران 2015.

وأفاد التقرير أنه وفق ملابسات بعض حالات التهجير القسري التي مورست، فثمة ما يشير إلى أن تنفيذها جاء للاشتباه بأنهم من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" وغيرها من الفصائل، أو جراء "تعاطفهم المفترض أو الفعلي" معها، أو لوجود صلات قرابة تجمعهم بأولئك العناصر، "وإن صح ذلك، فسوف تشكل هذه الممارسة عقابا جماعياً، بما يخالف أحكام القانون الإنساني الدولي".

وطالبت المنظمة في تقريرها سلطات "الإدارة الذاتية" بالتوقف عن الممارسات "المسيئة"، والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم وتعويضهم عما تكبدوه من خسائر وضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب مثل هذه الانتهاكات بحقهم، كذلك طالبت الدول الداعمة لـ"الإدارة" بـ"الإدانة العلنية" لهذه الممارسات.

يشار أنه يقطن نحو مليون نسمة في ثلاثة مناطق، تقع تحت سيطرة سلطة "الإدارة الذاتية"، وهي عفرين وعين العرب "كوباني" والجزيرة، وتضم إضافة إلى الكرد، تشكيلة سكان من قوميات مختلفة منها العرب والتركمان والسريان والأرمن.

يذكر أنه منذ السيطرة على تلك المناطق، عام 2013، تضطلع مهام الأمن فيها بـ"قوات الأسايش" والتي تعتبر بمثابة جهاز الشرطة لـ"الإدارة الذاتية" المشكلة من حزب الاتحاد الديمقراطي ، ووحدات "الحماية الشعبية" التي تشكل الجناح العسكري، كذلك يتبعها جهاز مسمى بـ"وحدات الحماية النسائية".

في سياق منفصل، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، إنّها لاحظت استخدام ذخائر عنقودية متقدمة روسية الصنع، في هجمات جوية قرب قرية كفرحلب بريف حلب الجنوبي، وذلك في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني.

وأوضحت المنظمة أنها تمكنت عبر صور ومقاطع فيديو نشرها نشطاء على الانترنت، من تبيان استخدام ذخائر صغيرة من طراز "إس بي بي إي"، الروسية المصممة لتدمير العربات المدرعة، خلال قصف جوي على محيط قرية كفرحلب شمال سوريا.

كذلك أظهرت صور ومقاطع فيديوأخرى، انفجارات متلاحقة لذخائر صغيرة، يعتقد أنها عنقودية، بقصف صاروخي على مدنية كفرزيتا في حماة، واكتشاف ذخائر أخرى غير متفجرة جراء غارات روسية على قرية معصران بريف إدلب، وفق "هيومن رايتس ووتش".

وأضافت المنظمة أنها لا تستطيع تحديد "ما إذا كانت القوات الروسية أم السورية هي المسؤولة عن الهجوم"، حيث لم ينضم البلدان إلى اتفاقية حظر استخدام الذخائر العنقودية.

وأكدت أن معلوماتها مبنية على الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو الملتقطة من قبل مصادر محلية سورية، في حين لم تتمكن المنظمة من إجراء فحص وأبحاث على مواقع الانفجار ومخلفاتها في المناطق السورية المذكورة.

إلى ذلك، قضى ثمانية مدنيين وجرح أكثر من عشرة آخرين، ليل الإثنين- الثلاثاء، عقب قصف جوي روسي استهدف بلدة حيان في ريف حلب الشمالي، حسب مراسل "سمارت".

وقال المراسل، إن الطائرات الحربية الروسية شنّت غارة بالصواريخ على البلدة، ما أوقع ثماني قتلى بينهم طفلان وامرأتان، وأكثر من عشرة جرحى، أسعفهم الدفاع المدني إلى مشافٍ ميدانية قريبة.

كما قضى خمسة مدنيين وجرح خمسة آخرون، بغارتين للطائرات الحربية الروسية على مدينة دارة عزة في الريف الغربي، فيما سقط عدد من الجرحى بقصف مماثل على بلدة بيانون، فيما لم تسجل أي إصابات بقصف جوي مماثل على مدينة حريتان، تزامنت مع استهداف طائرات النظام الحربية حي باب النيرب بصاروخين.

في المقابل، قصف مقاتلو لواء "السلطان مراد"، التابع للجيش الحر، بقذائف موجهة مواقع قوات النظام في قرية عزيزة بالريف الجنوبي، وفق مراسلنا.

أما في حماة، أكدّ مسؤول الإعلام الحربي في حركة "أحرار الشام" الإسلامية، في تصريح لـ"سمارت" استعادة "جيش الفتح" السيطرة على صوامع المنصورة في سهل الغاب بريف حماة، أمس الثلاثاء، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.

وأفاد المتحدث ويدعى "أبو اليزيد" بمقتل ثمانية عناصر من المليشيات المساندة لقوات النظام بينهم أفغان وإيرانيين، كما استولى مقاتلي "جيش الفتح" على دبابة وعربة BMP، مشيراً إلى أن قوات النظام "تهدف لتوسيع مناطق سيطرتها، والتقدم باتجاه بلدة الزيارة وقرية تل واسط، لحماية ثكناتها في قرية جورين".

وأضاف أن "قوات النظام تقدمت في تلة الجب الأحمر منذ أيام، وسيطرت على بلدة البحصة"، منوهاً أن الأخيرة "حاولت شنّ هجومٍ أمس، على قرية فوروا، لكن الفصائل المقاتلة تصدّت لها وقتلت أكثر من 15 عنصراً وجرحت 20 آخرين".

كما أوضح أن "قوات النظام واصلت التقدم باتجاه بلدة كفرنبودة تحت غطاء ناري كثيف، ما أجبر المقاتلين على الانسحاب نحو الحارة الشمالية الشرقية"، مضيفاً أن "المقاتلين شنّوا هجوماً معاكساً بعد وصول مؤازرات واستعادوا السيطرة على البلدة"، مشيرا إلى أن "قرية سكيك لا تزال تحت سيطرة قوات النظام، وسط استمرار المعارك في محيطها"، لافتاً إلى "تدمير أكثر من 50 دبابة منذ بدء الهجوم، إضافةً لمقتل أكثر من 50 عنصراً في كفرنبودة يوم أمس".

من جهته، قال مسؤول المكتب الإعلامي لـ"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، ويدعى "أبو خالد" في تصريح لوكالة "سمارت"، إن "تحضيرات تجري للقيام بعمل عسكري ضخم" في حماة، حيث يوجد غرفتي عمليات في كل من قرية عطشان وسهل الغاب، تتبعان غرفة عمليات "جيش الفتح".

وأضاف مسؤول المكتب الإعلامي، في تصريحه اليوم الثلاثاء، أن الاشتباكات مع قوات النظام تتركز حالياً، في قرية المنصورة والصوامع المحاذية لها، جراء المحاولات الفاشلة للأخيرة التقدم في المنطقة، في حين تدور اشتباكات "عنيفة" مع تلك القوات في قرية سكيك والتل المجاور لها، بريف حماة.

وأشار المسؤول في "أجناد الشام"، إلى وقوع خسائر في عتاد وقوات النظام جراء الاشتباكات، حيث قتل نحو 50 عنصراً من ضمنهم جنسيات غير سورية، حسب المصدر، منوها إلى التنسيق بين غرفة عمليات "جيش الفتح" وعدة غرف أخرى في ريف حماة، دون توضيح تفاصيل حول تلك الغرف والفصائل التابعة لها.

وكان "جيش الفتح" أعلن عصر أمس، في بيان، إطلاق معركة "غزوة حماة"، لـ"تحرير كامل محافظة حماة من قوات النظام وميليشياته".

أما جنوبا، ارتكبت قوات النظام مجزرة في بلدة عين ترما بريف دمشق، بحق عشرات المدنيين، في قصف جوي، وفق ما أكد المتحدث باسم المجلس المحلي للبلدة.

وأضاف المتحدث ويدعى "خليل" في تصريح لـ"سمارت"، إن طائرات قوات النظام الحربية، شنت خمس غارات بالصواريخ، إحداها على سوق شعبي وسط البلدة، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً وجرح 40 آخرين، بينهم 8 أطفال وعدداً من النساء.

وأشار إلى وجود نقص حاد في الأدوية والكادر الطبي لمشفى عين ترما الميداني، مؤكداً أن حالة بعض الجرحى أصبحت خطيرة بسبب التأخر بإسعافهم، ولعدم وجود الأدوية اللازمة.

وأكد المتحدث باسم المجلس المحلي، أنهم يحاولون منذ أسبوع، إلغاء السوق الشعبي، الذي استهدفته الطائرات الحربية، بسبب تعرضه للقصف للمرة الثالثة، ما يؤدي لحدوث "مجازر بين المدنيين".

من جانبه، قال الدكتور "أبو عبادة" العامل في نقطة حي جوبر الطبية، إن معظم الجرحى الذين سقطوا في القصف على بلدة عين ترما، أسعفوا إلى النقطة، مضيفاً أن بين الجرحى من استدعت حالاتهم بتر الأطراف السفلية، وأن عدداً من الجرحى الأطفال إصاباتهم في الوجه والرأس.

في ريف القنيطرة، قال مسؤول المؤسسة الأمنية في "جبهة أنصار الإسلام"، ويدعى "أبو حسام"، في حديث لـ"سمارت"، إن معارك عنيفة دارت بين قوات النظام وبين الفصائل، بعد تسلل الأولى لتل أحمر فجر اليوم، ترافق مع تصعيد قصفها على المنطقة.

وأوضح مسؤول المؤسسة الأمنية في "جبهة أنصار الإسلام" أن الفصائل عززت كمائنها في المناطق التي تسيطر عليها مثل سرية طرمجة، ومزراع الأمل، متوعداً قوات النظام بشن هجمات ضدها قريباً، مشيرا إلى سقوط جريح من "جبهة أنصار الإسلام"، وإلى مشاركة "جبهة النصرة"، و"حركة أحرار الشام" الإسلامية، و"جبهة ثوار سوريا" في الاشتباكات بتل أحمر.

وكانت الفصائل المقاتلة سطرت، أمس الاثنين، على مزارع الأمل بشكل كامل، بعد مواجهات عنيفة مع قوات النظام ضمن عمليات معركة "وبشر الصابرين"، في حين استعادت قوات النظام اليوم، تل أحمر بعد اشتباكات عنيفة، حسب مراسل "سمارت".

وسوم: 638