احذروا المؤامرة يا شعب العراق المجيد

محمود أحمد الأحوازي

محمود أحمد الأحوازي

[email protected]

مر قريب الثلاثة اسابيع على اندلاع الثورة الشعبية المسلحة للعراقيين، الثورة التي بدأت ملامحها منذ عدة سنوات بعد ما انتفض الشعب في عدة مدن الشمال والوسط والجنوب وقمعت واستكملها ابناء العراق في الغرب والشمال بالعصيان حتى اشتد قمعهم بواسطة قوى الشر المليشياوية التي يقودها المالكي وبعد عام ونصف حصلت الفرصة للثوار للرد على قمع المالكي ممثل الصفوية الفارسية لهم، وحمل رجال الرافدين السلاح للدفاع عن مدنهم وعن شعبهم وها هم اليوم يخوضون حربا تحررية ناجحة حتى تكالبت عليهم كل الأطراف من مليشيات ايران اللبنانية والعراقية ومن الحرس ألا ثوري الإيراني وقوة بشار الأسد الجوية ومن القوات الأمريكية التي تدخلت لإنقاذ حاكم بغداد الصفوي الطائفي بطائراتها بدون طيار وخبراءها بحجة مواجهة داعش والله يعلم من سينضم لهذه القوى المعادية لتطلعات الشعب العراقي مستقبلا، وكل هذه الأطراف حجتها وما تطلقها من دلائل للمشاركة هوى محاربة  تنظيم داعش والقوى الإرهابية، في الحال أن قوى الإرهاب من داعش والقاعدة تربت في ظل الغطاء الذي اعطي لها من بشار الأسد ومن ايران ومن الدول الغربية التي تركت الشعب السوري فريسة لشبيحة بشار والقوى المليشياوية الصفوية من حزب الله والحرس ألا ثوري والمليشيات الإرهابية الصفوية العراقية التابعة لولي الفقيه وفيلق القدس الإرهابي واليوم جميع هذه القوى التي حمت بشار حتى الأن، تجتمع لتحمي المالكي ايضا.

لكن ياترى هل الواقع في العراق مثل ما هو في سورية، وهل القوى التي تقاتل المالكي في العراق تشبه ثورتها للقوى التي تحارب بشار؟ يخطيء من يتصور هذا والمعلن عنه أن جميع القوى الصفوية في ايران وسورية والعراق ولبنان ومن يحميها مقابل الثورات في العراق وسورية يتصورون ذلك في الحال ان الثورة في العراق ثورة يقودها الجيش العراقي الوطني ومشاركين فيها ابناء العراق الذين سبق لهم واعطوا لجيوش الفرس التي ساندتها قوات اسد وبشار دروسا لم تنسى وحاضنة الثورة في العراق هو الشعب العراقي بكل اطيافه.

الى جانب كل هذه القوى المجتمعة ضد ثورة العراق المجيدة نشاهد أن الصدر هوى الآخر إنضم من حيث يعرف أو لا يعرف لهذه المؤامرة بعد ما اعلنها عدة مرات أن المالكي يحكم فاشيا ودكتاتورا، والصدر اليوم يشكل قوات مليشياوية ويقترح حلا لا يضم من يسميهم الصداميين والتكفيريين، وهذه في واقع الأمر هي الحلول نفسها التي تطرحها ايران و لتنفيذها حافظت على المالكي ثمانية اعوام كما، وايضا نشاهد الموقف الأمريكي الذي يطلب من المالكي ويوصيه بجمع القوى في العراق ضمن هذه الحلول وهذا امر مستغرب ان تطرح حلول بعيدة عن الواقع الذي فرضته ثورة الشعب العراقي على الأرض اليوم وهو أن الثورة في العراق تمتلك قوة مسلحة من الشعب مسيطرة على 60% من التراب العراقي وهي مستمرة بتوسيع نضالها لتحرر مناطق اخرى من العراق وعلى رأسها العاصمة نفسها، لكن الصدر والرئيس أوباما يتحدثون بلهجة المالكي وبلهجة ايران ومازالوا يكرورن نفي الصداميين والتكفيريين مثل ما يسمونهم ويتحدثون عن الوصول لحلول مع السنة المعتدلون، والقصد من الصداميين والتكفيريين هم ابناء العشائر وثوار العشائر وابناء العراق، الأمر الذي لن يأتي بحلول بالتأكيد بل يعقد المشكلة مثل ما تعقدت في سورية بهدف تدمير العراق مرة اخرى مثل ما دمرت سورية بتدخل ايران وروسية وبسكوت الغرب وهذا مقصود طبعا.

من جانب آخر وللأسف نسمع اصوات من المناطق المحررة تتحدث عن إحتمال عزل الغرب والشمال عن العراق إن لم تتفق الأطراف على حلول، وهذا بالتأكيد طرح خاطيء ولن ينفع العراق بل بالعكس يعني تفكك العراق وسيطرة ايران بشكل كامل على الجنوب الشيعي المغلوب على امره تحت قمع المليشيات الصفوية وهذا ما تمنته ايران منذ 2003 وارادته امريكا وجون بايدن وبريمر عندما طرحوا المناطقية في العراق. هذا كله تضاف له اليوم اصوات في تركية واسرائيل بعد كردستان العراق تعلوا لتأييد استقلال كردستان، وكل هذه السناريوهات نتيجتها تفكيك العراق واعطاء القسم الأهم منه لإيران ليضاف الى الأحواز والجزر العربية الثلاث في الخليج العربي لتكون ايران اكبر دولة منتجة للنفط في العالم بعد ما تستحوذ على 71% من النفط العراقي الموجود في الجنوب واكثر من 50% منه في البصرة فقط وهي المنطقة المتنفذة فيها ايران حتى النخاع! وبعد ذلك تلتهم الدول العربية في الخليج واحدة تلو الأخرى بنفس السناريو وعن طريق البر.

وفي النهاية نعود لما أشرنا إليه وهو اننا نشاهد كل ما تأتي من مقترحات وحلول لحل ازمة الشعب العراقي مع حكومة المالكي المأمورة بتنفيذ أوامر ولي الفقيه من خارج المناطق المحررة في العراق هي مؤامرات على الشعب العراقي وعلى وحدته تساند هذه النوايا غير الودية للعراق من يروجون لإستقلال المناطق المحررة أو اعلانها كنفدرالية الى جانب كرىستان في الحال ان الشعب الكردي جاء حقه كشعب على الأرض لكن لا يجوز هذا الحق ان تحوز عليه الطوائف في العراق ايضا حيث لا توجد فدرالية أو كنفدرالية طوائف في العالم وهذا لا يوجد وغير معترف به في كل القوانين الدولية، والمأمول اليوم من جميع العراقيين الوطنيين ان يحذروا هذه الخطط الشيطانية وأن يفشلوا كل هذه الخطط التي تمس مستقبل العراق وذلك بوحدة الكلمة و وحدة السلاح بوجه الإحتلال الإيراني واستمرار الثورة وتوسيع المشاركة فيها حتى النصر على القوى الظلامية التابعة لولاية الفقيه واخراج العراق من خيمة ايران ليعود لحاضنته العربية ويعود شامخا وقويا بشعبه وقواته المسلحة الوطنية في ديمقراطية تحمي لجميع العراقيين حقوقهم اقليات وشرائح وتجمعات واحزاب وإعلام واتحادات مهنية بعيدا عن التجمعات المليشياوية شيعية كانت أو سنية والتي تعيث فسادا وإجرما في العراق اليوم بقيادة المالكي، آمين.