أصحاب اللِّحى التايواني!
أعوذُ بالله من (أصحاب اللِّحى التايواني)!
أعوذُ بالله من هؤلاء الأدعياء، والمتطفِّلين، والمتفيهقين؛ الذين حوَّلوا الحياة إلى جحيم!
إنَّ هؤلاء ليسوا سلفاً ولا خلفاً، وليسوا دعاة، ولا طلاَّب عِلم ... إنما هم خلف طالح، وطلاّب شهرة، ودعاة فتنة، وتجار سوء!
لقد علا ضجيجهم في الحقبة الأخيرة؛ وأطلقوا على أنفسهم، لقب: (السلفيين)!
ألاَ إنهم هم (الخَلَفيون) ولكن لا يشعرون!
فقد أحدثوا في الدِّين، وابتدعوا فيه، وشوَّهوا رسالته، وقدَّموه في صورة تقشعر منها الأبدان، وتذهل منها الوحوش، وتشيب لها الولدان!
إنهم يريدون أنْ يحملوا الناس على مذهبٍ واحد، وفقيهٍ واحد، ورأيٍ واحد، وصوتٍ واحد!
إنه المذهب المرفوض، والفقه البدوي، والرأي الأعوج، والصوت المبحوح!
إنهم ضحايا فكرٍ مغلوط، وثقافةٍ مغشوشة، ودعوى كاذبةٌ خاطئة ... حملتها ريحٌ صرصرٌ عاتية، من أصقاع مجاورة ذات طبيعةٍ بدوية, تولَّى كِبرها طلاَّب الشهرة، وصنَّاع النجومية، والمغفَّلون من الأعراب؛ الذين يغلب عليهم الحرفية والتشدد, وظاهرية الفهم, ويسودهم الجفاف العقلي والوجداني, وتطبعهم الشكلية الجامدة في فهم النصوص, دون استخدام العقل وأدواته, جهلاً منهم بلغة القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة وما تتضمنه من الثراء والعمق ورحابة المعاني, وجهلاً بما يحثُّ عليه القرآن الكريم من التعقل والتفكر والتدبر في الآيات البيِّنات.
إنهم (الخوارج الجدد) الذين لا يعرفون من الإسلام إلاَّ ما وعته قلوبهم الغُلْف، ولا يؤمنون إلاَّ بما تفرزه حناجرهم المبحوحة!
إنهم ضحايا "التديُّن المغشوش" الذي ورثوه من الغلاة والمتنطِّعين في مختلف العصور؛ وأرادوا أنْ يحجروا ما وسَّع الله، وأنْ يُعسِّروا ما يسَّر الدِّين!
إنهم أبواق ثقافة الكراهية؛ الذين يسيئون الظن بالآخرين، كأنهم وحدهم الناجون ومَنْ سواهم هالكون، لا يلتمسون لأحدٍ عذراً، ولا ينظرون إلى الشيء إلاَّ من جانبه الأسود!
إنهم التائهون المارقون؛ الذين لا يعرفون أدب الخلاف، ولا يقيمون وزناً للرأي الآخر، كأنما شعارهم: رأْينا صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي المخالفين جميعاً خطأ لا يحتمل الصواب!
إنهم "أدعياء العِلْم" الذين لا يفرِّقون بين الظنِّي والقطعي في الأدلة، ولا بين المحكم والمتشابه في النصوص، ولا بين الملزم وغير الملزم في الأحكام، ولا بين العوام والخواص في الناس، ولا بين العزائم والرخص في الفتوى!
إنهم الأشرار المتنطِّعون؛ الذين يطالبون الناس بالسنن كأنها فرائض، ويحاسبونهم على المكروهات كأنها محرمات، وينكرون المختلَف فيه كأنه مجمع عليه!
إنَّهم خليط من الحمقى والمجانين، والمترديّة والنطيحة، ومخلَّفات عصور الإنحطاط!
إنَّهم الأعراب الأجلاف؛ الذين تربَّوا على ثقافة البدو، وحامض الفكر، والكتب التي أكل الدهر عليها وشرب، وتمضمض واستنشق!
المفارقة العجيبة؛ أنَّهم -في ذات الوقت- يركبون أفخم السيارات المستوردة، ويرتدون أحدث المنسوجات المستوردة، وعلى أحدث الموضات الغربية، ويثرثرون في قاعات مكيفة بأجهزة أمريكية؛ حول أخبار البورصة، ومضاربات الدولار واليورو. ويملأون صفحات من ورقٍ مستورد، تُطبع بحبرٍ مستورد، وبآلات مستوردة، للمطالبة بمقاطعة منتجات الغرب الكافر!
لذا؛ فقد رجمناهم بحجارة من سجِّيل في كتابنا (أزمة العقل السلفي) فقد حمل –هذا الكتاب- رداً عنيفاً، ورسالةً قاسية؛ لوقف الزحف المدنَّس، ورد الخراف الضالة إلى حظيرتها.
لقد جاء -هذا الكتاب- أشدّ مرارةً من الضريع، وأشدّ ألماً من الحميم ... لذا؛ سيواجَه بعواصفٍ هوجاء من علوج السلفية، وغلمان الوهابية، وإخوانهم من "الرضاعة"!
هذا الكتاب؛ صفعة للنصوصيين، وضربة موجعة للمحنَّطين، وحسرة على التكفيريين!
وسوم: 641