مهزلة صحفية... !!

*نعتز بصحافتنا ومنجزاتها، بطرحها العقلاني وتغطيتها المسئولة للأحداث* التغييرات البلدية لا تعني نفي أحد ، بل نسق حياتي ديمقراطي ينقذ مجتمعنا من الجمود والترهل* العدائية توصل البعض لمستوى لا يليق بصحافتنا ولا بمن يصيغها* على رأس مهمات إدارة البلدية وكوادر الموظفين زيادة تلاحم المجتمع النصراوي*

للصحافة دورا اجتماعيا تثقيفيا، خاصة في مجتمع يعاني من واقع سياسي واجتماعي يعاني من التمييز وقلة الموارد للتطوير. نعتز بصحافتنا ومنجزاتها، بطرحها العقلاني وتغطيتها المسئولة للأحداث في مجتمعنا واجتهاد كوادرها لخدمة الجمهور العربي في البلاد عبر تنويره بمختلف التقارير الجادة والأخبار المختلفة.

لكن للأسف هناك شواذ، يمكن تصنيفها ضمن المهزلة الصحفية أو صحافة المهزلة ، وهي ظاهرة ولدت هامشية من يومها الأول وتواصل هامشيتها ولا تستحق حتى الالتفات، لو لم تلجأ إلى قذارة اللسان ضد مجمل صحفنا وضد شخصيات منتخبة ديمقراطيا ومحاولاتها الفاشلة تلويث سمعة أشخاص وصحف بأسلوب عفا عنه الزمن ولا يليق نشره بأي منطق أخلاقي بسيط.

نحن متنبهون للتنوع الصحافي، ونرى به فسيفساء تشكل لوحة متناسقة تكمل الواحدة الأخرى...

لم افهم حتى اليوم هذا التمسك بالشذوذ وتحويل صحيفة ما إلى منبر لنشر الأكاذيب والتشويه. عشت نبض الصحافة كقارئ أولا، ككاتب ثانيا، كمحرر ثالثا ورئيس تحرير صحيفة يومية رابعا.. ولم أتوقع ان تصل صحيفة إلى درك ادني في التحريض الشخصي ضد رئيس بلدية منتخب بأغلبية كاسحة ، وبانتخابات ديمقراطية من الأكثر شفافية وحسما.

اشهد اني تثقفت من الصحافة أكثر من أي مصدر ثقافي آخر.. في فترة عانينا فيها من رقابة شديدة على المطبوعات وندرة الكتب التي كانت متوفرة لأبناء جيلي في سنوات الخمسين والستين.

لكني اليوم اشعر بحزن وألم من واقع "صحيفة" قررت انتهاج أسلوب التشويه والتحريض.  "صحيفة" لم يستوعب صاحبها ومحررها ان التغييرات البلدية لا تعني نفي أحد ، بل نسق حياتي ديمقراطي ينقذ مجتمعنا من الجمود والترهل ويجدد الطاقات الضرورية لمواصلة مسيرة التطوير والتقدم، ولا تعني في المنطق العقلاني السليم "هزيمة أو انتصار"، بل تجديد الطاقات، رفع قوى جديدة وكرت احمر لمن تجاوز حسب حكم الجمهور منطق التعامل السليم.

"الصحيفة" التي تصدر حسب التساهيل اختطت لنفسها دورا مؤسفا ومثيرا للإشمئزاز، في تناول قضايا مصيرية بشكل تحريضي غوغائي مؤسف يفتقد لأي منطق إعلامي بسيط والكثير منه يقع في إطار "اللسان السيئ" الذي قد يعرض أصحابه للمقاضاة القانونية.

أعرف ان تفاهاتهم لا تستحق الرد أو التعقيب، ولا اقصد هنا الرد أو التعقيب، إنما اكتب من دافع الغيرة على مستوى الإعلام العربي المحلي، واعرف ان الكتابة أحيانا لبعض الأشخاص، أشبه بالكتابة على الماء..لأن عقولهم أغلقت وأقلامهم أجرت  وتناولهم شخصيا يشعرهم بأهمية يفتقدونها. 

لا شك لدي ان صحافتنا لها دورا تثقيفيا ، عدا كونها لوحة تعكس واقعنا بكل ايجابياته وسلبياته، يمكن نقد السلبيات وهذا أمر ايجابي ومطلوب، أما ان تصبح نشرة مجندة لأطراف حاقدة بطريقة سوقية، فهي بذلك لا تخدم حتى الاتجاه الذي تنطلق منه وتظن أنها تدعمه.. ونهجها لا يخدم المصفقين لها لا سياسيا ولا بلديا.

النقد والنقض في المفاهيم السياسية والاجتماعية والعلمية والفلسفية هي طرق هامة وضرورية من اجل تطوير مفاهيمنا، وعينا، نهجنا، كتاباتنا، أساليب نضالنا، صحافتنا وكل مرافق حياتنا المتنوعة.

أما ان يصبح النقد نهجا للتخريب، للذم بدون وعي، للمعارضة بدون فهم ، للتهجمات الشخصية لدرجة الكذب واستعمال اللسان السيئ، فهذا تجاوز للأصول الأولية للعمل الصحفي وللعلاقات الإنسانية.

يمكن ان أكون ضد نهج سياسي، ان أناقشه وبحدة ، لكن ليس بنفي للآخر، ليس بالكذب، ليس بالتحريض بسبب دوافع شخصية.

ان التهجمات الشخصية على رئيس بلدية انتخب بغالبية ساحقة من مواطني بلدته، واعني علي سلام رئيس بلدية الناصرة لمجرد انه ليس الرئيس الذي رغبوا به، فتلك مواقف لا علاقة لها بأي منطق سياسي، بل بمنطق الحقد والتخريب. أقول بوضوح ان وجود انتقاد لا يعني العداء. أنا أيضا لا أوفر نقدي إذا لزم الأمر، بل وأكون بلا ضمير إذا وجدت خطأ ولم انتقده.. واعرف ان رئيس البلدية علي سلام  يستمع للنقد بانتباه ويأخذه بجدية كبيرة،" فالعصمة لا تكـون إلا لنبي".

الهدف لأي مجلس بلدي التعامل مع الجمهور بدون تمييز. تطوير أدوات النشاط ، تعميق الخدمات العامة الضرورية لكل مجتمع حضاري، رفع مستوى الجاهزية لمجمل الكادر البلدي في مواجهة طلبات المواطنين، في الاستماع لشكاويهم ، علاجها والقيام بكل جهد ممكن لتيسير شؤونهم  وليس لصدهم وتجاهلهم، ومع الأسف كنا في هذا الفلم فترة طويلة.

مجرد ان باب الرئيس مفتوح على مصراعيه أمام المواطنين، بدون تمييز ، بدون تفضيل فئة على فئة أخرى، والتصرف الإنساني لحل مشاكل احيانا لا علاقة للبلدية بشكل مباشر بها، هو إشارة هامة إلى نوعية العقلية التي تدير اليوم بلدية الناصرة.

إذن ما الدافع لهذه العدائية التي توصل البعض لمستوى لا يليق بصحافتنا أولا، ولا يليق بمن يصيغها ثانيا، ولا يكسب الصحيفة أي قيمة إعلامية أو أخلاقية أو تثقيفية، بل تحيلها إلى ورقات ملطخة بالحبر؟

باسم كل طواقم العمل البلدية أؤكد ان الصدور والأذرع  مفتوحة  للجميع، بلا تمييز، بلا حقد، جاهزون لسماع النقد والاقتراحات إذا وجدت. على رأس مهمات إدارة البلدية وكوادر الموظفين زيادة تلاحم المجتمع النصراوي  وتطوير النسيج الاجتماعي الذي يجمع أحياء الناصرة بكل فسيفسائها الطائفية والسياسية، لا فرق بين مؤيد ومعارض، الانتخابات ليوم والخدمات لا علاقة لها بالتصويت الشخصي.إدارة البلدية فتحت قنوات التواصل بدون عراقيل وقيود، الهدف مستقبل أفضل للناصرة ومواطنيها بدون حساسيات سياسية وأحقاد شخصية لا معنى لها ولا قيمة لها إلا في تنمية التفسخ بين المواطنين، وهذا الأمر نتحايده، نحاربه وندعو أصحابه إلى تحكيم الوعي وليس الأحقاد  التي لن تخدم حتى القوى السياسية التي يظنون انهم يمثلونها.

وسوم: العدد 645