ثوار الساحل يوجهون صفعة لسوريا وروسيا بتحرير جبل النوبة

لم يلبث أن يسقط جبل النوبة في ريف اللاذقية بيد قوات النظام السوري، تحت وطأة القصف العنيف لقوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون، وغطاء جوي للطيران الروسي، تمكن الثوار من إعادة السيطرة عليه يوم أمس ليتحرر الجبل من قبضة قوات الأسد.

ولم يهنأ نظام الأسد الذي استخدم جلّ طاقاته العسكرية، وبدعم مباشر من الطيران الروسي سوى ثلاثة أيام بالسيطرة على الجبل، حتى قامت مدفعية الثوار بعد مغيب شمس أول أمس الجمعة، بالتمهيد الناري على مواقع قوات الأسد على قمة جبل النوبة،  تمهيداً لاقتحامه.

وأتبع الثوار التمهيد الناري بالتسلل للمجموعات الانغماسية والاقتحامية إلى القمة، ليتطور الوضع الميداني إلى اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على قمة الجبل، وبعد ساعات من الاشتباكات أحكم الثوار سيطرتهم وبسطوا نفوذهم، كما خسر النظام عدد من قواته بين قتيل وجريح.

وتجدر الإشارة إلى أن الظروف الجوية من الضباب والرياح ساعدت الثوار في تحقيق انتصاراتهم، حيث تم التسلل تحت الضباب والذي ساهم وجوده بتحييد مدفعية النظام وراجماته الموجودة في كل من برج تلا وبرج بارودة.

ولتحرير جبل النوبة أهمية استراتيجية،  فهو نقطة أساسية في الحفاظ على جبل الأكراد من السقوط، كما أنه يعتبر الخاصرة اليمنى لمدينة سلمى، واحتلاله يقطع أحد طرق الإمداد عنها، كما له أهمية كبرى في الحفاظ على برج القصب  في جبل التركمان بيد الثوار، حيث يعتبر جبل النوبة الحامي للطرق المؤدية لبرج القصب والذي يطل على منطقة الزويك التي تقع بالقرب من برج القصب – والتي تعتبر تحت النار نوعاً ما-  مادام جبل النوبة مع الثوار، وأيضاً للجبل أهمية تتمثل في حمايته لطريق الأوتوستراد الواصل إلى قرى الغنية ووادي الشيخان، وكذلك سد برادون، فهذه المناطق يصعب الوصول إليها بوجود قوات الأسد على جبل النوبة .

ويذكر أنه خلال سير المعارك بين النظام والثوار سقط عدد من القتلى في صفوف النظام، غالبيتهم من السنة الذين تم سحبهم للخدمة الاحتياطية من الأحياء السنية في اللاذقية، وتحديداً من حي سكنتوري، وحير الرمل الجنوبي، بلغ عدد هؤلاء القتلة أكثر من 30 قتيلاً تم تسليم جثامينهم لذويهم.

وتأتي سيطرة الثوار على الجبل في ظل إعلان النفير العام في الساحل السوري، بعد سقوط الجبل، وتشكيل غرفة عمليات خاصة للعمل على استعادة السيطرة تحت شعار “نكون أو لا نكون”، وتضافر جهود الثوار كانت سبباً في انتصارهم أولاً، وصفعة قوية للنظامين السوري والروسي، وفي مقدمتهما بشار الأسد، وفلاديمير بوتين الذي حلم كثيراً باحتلال مدينة سلمى، ولكن خسارتهم الأخيرة تضاف إلى سلسلة من الخسائر والإحباطات التي مني بها النظامين.

وسيم شامدين      

مركز أمية الإعلامي

وسوم: العدد 647