تونس اليوم و هي تعيش أجواء الديمقراطية ، تحيي ذكرى مولد الرسول الأكرم

المولد النبوي الشريف يحل علينا هذا العام ،و تونس بعد ثورة 17 ديسمبر 2010 - 14 جانفي يناير 2011 قد استعادت كرامتها و حريتها و إسلامها الذي لقي كل تهميش في عهد حكم  بن علي ،  بالإضافة إلى أن نزوعه العارم إلى الانفراد بالحكم وطبيعته الأمنية، فقد انتهت به إلى النظر للحركة الإسلامية على أنها الخطر الأعظم على مشروعه الانفرادي بالحكم، فاستهدفها بالاستئصال، وبخاصة بعد النتائج المذهلة التي حصلت عليها النهضة في انتخابات 1989، فصمم على إبعادها جملة من الساحة، فاستعان على ذلك بكل منافسيه السياسيين وحتى بخصومه العقائديين الذين دخلوا على الخط دافعين الخصومة السياسية إلى حرب شاملة على الإسلام وعلى الثقافة العربية و على حزب النهضة  " الاتجاه الاسلامي "  خاصة...

أما اليوم فقد تغير الحال بفضل الله عز وجل وذهب بن علي بدون رحعة  و هاهو الشعب التونسي  يحيي  ذكرى مولد الرسول الأكرم ، بعد ثورة الحرية و الكرامة واحترام الإسلام في تونس و في العالم العربي ككل و ذلك بتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة ، العادلة ، بدءا بالسماح للناس بالتدين كما يشاؤون وبكل حرية، وضرورة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفساد الأخلاقي والفساد المالي والفساد السياسي، وباعتماد نظام اقتصادي إسلامي، و استنكار لما من شأنه الإساءة لرسول الله محمد  صلى الله عليه و آله وسلم من رسومات كاريكاتورية أو ما شابه ذلك ونستنكر تلك الممارسات المبتدعة التي اختزل فيها حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع كل ذلك - فإننا نستنكر - كذلك - الجفاء في محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعدم معرفة فضله على الأمة، وأنه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، هداهم إلى الصراط المستقيم، ولم يترك سبيلاً لهدايتهم إلا سلكه، ولا علمًا إلا بذله، و علينا أن نأخذ عبرة من سيد الخلق و أفضلهم هذا خاصة و قد اعتاد المسلمون منذ قرون على الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بتلاوة السيرة العطرة لمولده عليه الصلاة والسلام، وذكر الله وإطعام الطعام والحلوى حبا في النبي صلى الله عليه و آله وسلم وشكراً لله تعالى على نعمة الاسلام  و بروز النبي صلى الله عليه وسلم ، كإمام للمرسلين و خاتم للنبيين  .

ولكن ثمة من لا يعقلون نص القرآن لا من قريب ولا من بعيد ... لذا يجب مواجهة الأفكار الإسلامية الغير الصحيحة، و التي تسيء لديننا الحنيف لأن هناك تيارات منغلقة تريد أن تحمل الأمة على العنف والشدة،  فهؤلاء لم يفهموا حقيقة القرآن و فضله على عباد الله . وهكذا فان تونس اليوم و هي تعيش اجواء الديمقراطية  و قد تغير الحال تحيي ذكرى مولد الرسول الأكرم ، بعد ثورة الحرية و نبذ العنف و التطرف ....

وسوم: العدد 647