قراءة : صالح العاروري رجل حماس حاضرا في البيت الأبيض وعلى طاولة النيتو المستديرة
مركز القدس
أجرى مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي قراءة الذي يرأسه علاء الريماوي حول شخصية عضو المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.
وقال المركز تحول عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، المختفي وراء جدار سميك من الصمت، إلى أهم الشخصيات الفلسطينية المتداولة في الإعلام الصهيوني، في ملفات مختلفة أهمها العلاقات التركية الإسرائيلية، الكفاح المسلح ضد إسرائيل، والوقوف خلف نشاط حركة حماس في ساحة الضفة الغربية.
حديث الإحتلال الإسرائيلي عن العاروري، بحسب ما تصدره أجهز أمن الإحتلال الإسرائيلي، جاء بعد سلسلة من الاعترافات والمعلومات السرية، التي تشير إلى دور العاروري في النشاط المسلح والسياسي في الضفة الغربية.
مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، في متابعته لبعض الشواهد، وجد حرصا من قبل محققي"الشاباك" توجيه بعض الإعترافات وربطها بالعاروري، خاصة تلك التي يكون مسار نشاطها خارجي.
نبذه عن العاروري
ولد العاروري في العام 1966، لأسرة من (بلدة عاروره قضاء رام الله)، حيث نشأ في أسرة مكافحة تعتمد في قوتها على الفلاحة، والعمل الشاق.
درس العاروري في بلدته منذ طفولته، عرف عن شخصيته القوة والعناد، ووصف بحسب مقربين منه بالذكاء، كما امتلك سمات الخطابة واللباقة في الحديث.
تميزه بهذه الصفات وغيرها، أعاده المقربون للالتحاقه المبكر بالمسجد، مما أهله الانخراط مبكرا في صفوف حركة حماس، والعمل الطلابي في جامعة الخليل، التي منها أسس مع زملاء له نواة بعض المجموعات العسكرية، ثم اعتقاله في بدايات العام 1992.
حول السجن الشيخ العاروري بسرعة كبيرة من قيادي طلابي وعسكري في بداية مشواره، إلى قيادي واسع الحضور، بل مؤثرا في قرار الحركة سواء كان ذلك في الضفة الغربية، وخارجها، حيث برز هذا الدور بحسب المراحل الزمية من تاريخ الحركة داخل السجن وخارجه.
يختلف المقربون منه في توصيف شخصيته، لكنهم يجمعون حتى في ساعة الخلاف معه، على شخصيته القوية، وسعة تأثير شخصيته، مع مساحة لا تخلو من النقد أحيانا في طريقة العمل.
العاروري" اعتبره الأمن الإسرائيلي من الشخصيات الخطرة، لذلك اعتمدمعه سياسة الإبقاء في المعتقل، عبر تحويله للاعتقال الإداري بشكل مستمر، إن لم تتوفر عليه مادة تمكنهم من حبسه على ذمة قضية.
في المعتقل اتهم العاروري، في أكثر من مرة، بمحاولة تجنييد، مجموعات عسكرية، وإدارة اتصالات خارجية، ومتابعة ملفات مختلفة.
الحال التي عليها من الاتهامات ظلت قائمة حتى ابعاده، إلى الخارج، حيث التحق من الساعة الأولى بقيادة حماس، وباتت إسرائيل بذلك، تتهمه بالمشاركة في العمل العسكري، بالإضافة إلى ملفات التمويل لنشاطات حركة حماس، ثم توليه حقيبة عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والشخصية المقربة من رئيس المكتب السياسي، والعلاقة الواسعة مع أجنحة حماس المختلفة، عدا عن دوره في صفقة وفاء الأحرار مع حركة حماس.
العاروري في فوهة الاتهام الإسرائيلي
منذ ثلاثة أعوام، بدأت إسرائيل تروج حول العاروري، سلسلة من الاتهامات قام مركز القدس بحصرها وهي على النجو الآتي.
أولا: المسؤولية عن نشاط حماس في الضفة الغربية إلى جانب مجموعة من الأسرى المحررين في قطر تركيا، وغزة.
ثانيا: الدفع والوقوف وراء عمليات عسكرية في الضفة الغربية من أبرزها خطف المستوطنيين في مدينة الخليل.
ثالثا: تجنييد مجموعات مسلحة، وتدريبها من مناطق مختلفة في العالم، لإرسالها للداخل.
رابعا: الوقوف وراء عمليات التمويل الواسعة لنشاطات حماس في مناطق مختلفة خاصة الضفة الغربية.
الاتهامات للعاروري جاءت في تصريحات قيادات أمنية إسرائيلية، وبعض التقارير الصادرة عن المؤسسات المختلفة، وتصريحات أخرى لقيادات في المستويات السياسية العليا، كرئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي.
في قراءة المركز لهذه الاتهامات، وجد المركز جملة من الملاحظات أهمها.
أولا: الحديث عن الاتهامات للعاروري في أوقات زيارة رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، أوروبا، بالإضافة إلى تحرك ملف العلاقات التركية الإسرائيلية.
ثانيا: استخدام الإتهامات للمس والتخويف من حركة حماس في الساحات الأوروبية والغربية.
ثالثا: ربط العاروري بالملف الخاص بالعلاقات التركية الإسرائيلية، للضغط على أنقرة عبر الولايات المتحدة.
رابعا: تقصد توجيه الاعترافات من قبل المعتقلين باتجاه العاروري، وهذا في أكثر من حالة تحقيق مع أسرى فلسطينيين.
خامسا: اعتماد رواية واحدة ضد العاروري، وهي المرتبطة (بالارهاب الخارجي) خاصة على ألسنة القيادات الإسرائيلية.
تحرك إسرائيل في ملف العاروري على المستوى العالمي.
قامت إسرائيل بجملة تحركات، ضد العاروري يمكن رصدها من خلال الآتي:
أولا: مخاطبة إسرائيل للناتو أكثر من مرة، في ملف العاروري، وطالبتهم التحرك تجاه تركيا في هذا الملف.
ثانيا: أدارت إسرائيل نقاش في الناتو عن العاروري، وحجم خطره، ومساحة تحركه ضد إسرائيل بحسب المصادر الإسرائيلية.
ثالثا: خاطبت إسرائيل كل من الولايات المتحدة، ودول أوروبية التحرك، للضغط في ملف العاروري.
رابعا: طرح نتنياهو ملف العاروري في لقاءه مع الرئيس الأمريكي في آخر زيارتين للولايات المتحدة.
في قراءة المركز لحجم التحرك الإسرائيلي تجاه العاروري وجد المركز، أن العاروري بات من الشخصيات الفلسطينية الأبرز متابعة من قبل إسرائيل على الساحة الدولية، إلى جانب أسرى مبعدين في صفقة وفاء الأحرار.
وأضاف المركز إن نوع الاعاية والاستخدام ضد العاروري، يأخذ إشارات ما قبل الاستهداف، حيث مورس هذا النوع من التحريض، على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قبل عملية الاغتيال الفاشلة في الأردن، وضد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي، بالإضافة إلى القيادي في حركة فتح أبو جهاد.
واوضح المركز"إن إسرائيل الآن تضع العاروري في بعض الملفات الكبيرة في المنطقة، لكن هذا الملف يعد أحد الملفات التي تسعى إسرائيل استخدامه ضد حركة حماس على الساحة الدولية".
من جانبه قال مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني علاء الريماوي" ملف العاروري، سيتواصل إبرازه خلال المرحلة القادمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل الحديث عن حراك في الملف التركي الإسرائيلي".
وأضاف الريماوي" هذا الملف وغيره، لن يقدم لإسرائيل كثيرا في التعاطي ضد حماس على الساعة الدولية".
وأوضح الريماوي"إن كثيرا من الدول على الساحة العالمية، لها مواقف مختلفة من القضية الفلسطينية، لأهمية القضية، ولاهتمامها بالملف لقناعات مختلفة، لذلك فإن هذا الإهتمام يحتم على الأطراف المضي والتعامل مع حماس".
لكن يستدرك الريماوي" ملف العاروري يعد من الملفات الكاشفة، لحجم التحرك الإسرائيلي ضد النشطاء الفلسطينيين، الأمر الذي لا يتوقف عند حدود الدوبلوماسية في كثير من الأحيان".
وأوضح الريماوي جملة من السناريوهات في التعامل العاروري، منها محاولة المس عبر سياسة الاغتيال، مواصلة الضغوط على الدولة المضيفة لشل نشاطه وحركته، والأهم ابعاده عن المناطق التي يمكن تشكيلها خطرا إسرائيل.
وسوم: العدد 647