لنكن في مستوى التحديات !
تتصاعد وسط الاحاديث المتكررة والممجوجة عن الحل السياسي اعمال عدوانية تطاول شعبنا ومقاومتنا ، وتستهدف فرض تبدل جذري على موازين القوى القائمة بين شعبنا ونظام الطغيان والارهاب الاسدي ، الذي لم يترك قوة او جهة اجنبية معادية لبلادنا إلا ودعاها لغزوها وقتل مواطناتها ومواطنيها، واقامة قواعد عسكرية على أراضيها ، تستخدم لقتل من تبقى من السوريات والسوريين في بيوتهم وقراهم ومدنهم .
ولعل التناقض بين دعوات السلام والحل السياسي وقرارته ووواقع التدمير والتهجير صار يغطي اليوم على جميع ما نعيشه من تناقضات ، اذ في اليوم الذي اصدر مجلس الامن فيه قراره رقمه ٢٢٥٤ ، وطالب بوقف قصف المدنيين بالمدافع والطائرات ، شن الطيران الروسي اكثر من مائة غارة على مواقع مدنية آهلة بالسكان العزل في مناطق مختلفة وخاصة في جبلي الاكراد والتركمان والمعضمية وداريا ودوما وريف حلب الجنوبي والشمالي وادلب ، وأعلن ناطق رسمي روسي أن وقف اطلاق النار بين السوريين لن يكون ملزما لموسكو، التي سيواصل طيرانها الحربي واسطولها عمليات القتل المنظم والتدمير المنهجي لمدن السوريين ومساكنهم وارزاقهم ، بحجة دعوتهم إلى الحل وانضاجهم لقبوله ، بينما يصمت "اصدقاء الشعب السوري"، ويتحدثون عن نوايا الكرملين السلمية وعن رغبته في ايجاد حل سياسي "يلبي مطالب السوريين العادلة "، التي نص عليها القرار ٢٢٥٤ في مقدمته ، وتنفذ عمليات تهجير وتطهير في محيط دمشق وداخلها ، تحدث تبدلا سكانيا على قدر استثنائي من الخطورة في تركيبتها البشرية وبالتالي السياسية ، يشطر بلادنا ويقطعها طائفيا ، ويعدها لتمزيق مدروس يطاولها من اقصى شمالها وشرقها ، حيث ينشط عملاء النظام من عصابات الباياده ، إلى جنوبها ، حيث طردت ورحلت ايران بالامس ، وتطرد روسيا وترحل اليوم السكان ، وتقيم مناطق أمن طائفي / مذهبي حول دمشق ، التي تتحول تدريجيا من عاصمة اموية متنوعة السكان متآلفة الاديان إلى بؤرة مركزية في محور شيعي يمتد من طهران إلى الضاحية الجنوبية ، يعني قيامه انعطافا خطيرا في تاريخ التوزع البشري للسوريين ، والتخلص من ملايينهم التي طردها النظام من وطنها او شردها داخله. والخطير أن هذا يحدث وسط ضجيج يصم الآذان عن الحل السياسي ، وعن تصميم روسيا على بلوغه ، وأن "اصدقاء الشعب السوري" يشاركون بفاعلية في جوقة التضليل والتدمير ، ويمارسون ضغوطا شديدة على الشعب ومؤسسات المعارضة والثورة بقصد انزال سلسلة هزائم بهما ، تنفيذا لحل عسكري تطبقه روسيا بكل في ما ترسانتها العسكرية ولؤمها السياسي من عنف ضدنا ، وكراهية لشعبنا الثائر ، ومن قدرة على الكذب والتضليل، جعلتنا شعبا من الإرهابيين تقدم خدمة كبرى للانسانية جمعاء بقتله وتدمير مقومات وجوده وافراغ وطنه منه .
يدعو التجمع الوطني السوري في الائتلاف إلى استنفار عام يشميل جميع مواطنينا ومقاومينا ، ويطالبهم بممارسة اعلى درجات المقاومة للعدوان الروسي/ الايراني، وبشن حرب مفتوحة ضده، ردا على حربه المفتوحة التي يشنها ضد شعبنا ، بواسطة صنوف من الاسلحة قال بوتين انه يجربها علينا. ويهيب ب"الهيئة العليا للمفاوضات" ان تعلن عزمها على عدم التفاوض مع الطرف الاسدي الى ان يوقف الروس والإيرانيون ومرتزقتهم حربهم ضدنا ويغادروا وطننا ، ويناشد " التجمع" فصائل وقوى المقاومة العسكرية والسياسية اينما كانت ،أن توحد قواها وتؤسس مركزا وطنيا مشتركا يتولى قيادة معارك الاشهر القادمة في عموم بلادنا، علما بأنها ستكون اصعب واشرس المعارك التي سيخوضها شعبنا منذ بدء الثورة ، وانه يجب صدها بأي ثمن ، وإلا نجح حل روسيا العسكري ، وحلت الهزيمة بنا ، واستحال وصولنا إلى وضع يلبي حقا مطالب شعبنا، يجلو بفضله المحتلون الروس والايرانيون وجروهم بشار الاسد عن سورية ، ويصل شعبها اخيرا الى بر الأمان والحرية .
وسوم: العدد 648