قبل داعش..!!
ربما لو أن البغدادي ورفاقه .. كانوا أكثر فهما ورفقا .. وفقها في الدين ..وتصرفوا كما تصرف النبي الذي أرسله الله رحمة للعالمين – عليه الصلاة والسلام ..وكما أمر وأوصى بالتعامل مع الناس ..وكما يقتضيه فقه الواقع والظروف ..وبحكمة وتعقل .. لاستقطبوا تأييدا أوسع وتعاطفا أكبر من كثير من المسلمين !
لكنهم تعمدوا أن يُنَفِّروا الناس – حتى المسلمين – من مفهوم الخلافة ..بما أظهروه – عمدا- من فظاظة وجهل ووحشية -لا تليق بالإسلام ولا تمت له بصلة .. هذا من جهة ..ومن جهة أخرى ..لو أن كل فئة من الفئات المسلحة والمقاتلة ..أو لو أن كل نفر استطاعوا أن يتجمعوا ويحملوا السلاح ..ويسيطروا على بقعة من الأرض .. أعلنوا الخلافة .. فكم خلافة ستكون؟!! علما بأن كثيرا منهم لا يروقهم نهج الآخرين ولا يسلمون لهم ..ويختلفون معهم في كثير أو قليل من الأمور ..ولكلٍّ حجته ودليله وفهمه ودعاواه!!
ومن هو الذي يستطيع أن ينال تأييد ورضى أكثر الناس؟!
.. كما يرى الجميع .. فإن [طاحونة الآرواح والأموال ] ستظل مشتعلة إلى ما شاء الله .. فقد أشعلوا نيران الفتن ..وهيهات من يستطيع إطفاءها ..وتضافرت قوى شريرة كثيرة على ضرب العرب والمسلمين ببعضهم البعض ..وتعاون معهم من سمي نفسه مسلما أو عربيا ..بجهله أو أطماعه أو عمالته .. لتستمر طاحونة الحرب والفتن في إزهاق أرواح المزيد من المسلمين وغيرهم وتدمير ممتلكاتهم
..والمشغلون الحقيقيون والأوائل والمختفون .. يسهمون في فعل ذلك بأيديهم فيقتلون من شاءوا من أهل أرض الإسراء .. ويهدمون بيوتهم – فيما يبنون لجراثيم الأرض وجرذانها [اليهودية المستوردة] آلاف المساكن .. ليحاولوا تغليب عنصرهم وسيطرتهم ..وخنق أهل الأرض تمهيدا لقذف من يبقى منهم خارج الأرض المقدسة المحتلة..بل قد يلحقونهم للتوسع ..ولدفعهم مجددا وبعيدا ..ألى الصحارى الشاسعة التي توشك أن تعمر وتزدهر!!
..ولقد تضافرت تصريحات كثيرين – ومنهم من المشْعلين والمشَغّلين لطواحين الفتن - أن القضاء على [ داعش ] مثلا يحتاج إلى سنين!!..يعنى أن طواحين الفتن والحروب ستستمر في القتل اليومي للمسلمين – مسلحين ومدنيين- ..سنين أخرى حتى تبيد الملايين – لا مئات الألوف فقط ..وحتى تترك المنطقة – أو معظمها خرابا يبابا ..تحتاج لسنين طوال وقناطير الأموال لإعادة الإعمار والتأهيل ..مما يأكل ما تبقى من صالح أرضها ..أومما يتوقعون في بواطنها – وما جاورها – من خيرات ( قيل مثلا : صحراء الأنبار مليئة باليورانيوم والغاز وغيرهما!).. لتصب في جيوب المتآمرين وبنوكهم لتظل شعوبهم مرفهة منعمة ..وتعطف أحيانا على بعض بؤسائنا ولاجئينا ومشردينا ..إلخ !!
ونتساءل: كيف يمكن القضاء على [ داعش مثلا] بينما الذين يحاربونها يتسببون في مدها بكل أنواع الوقود والوجود ؟!
وبشيء من الاختصار والبساطة والوضوح: حين يهاجم الأنبار مثلا أو غيرها قوات كثير منها طائفية – أو غير مقتنعة بما تعمل ..ويقوم الروافض بتعمد إيذاء وقتل أهل المنطقة من السنة ..وتهجيرهم إلى فضاء الصحارى ..ومنعهم من دخول عاصمتهم بغداد ومدن أخرى .. – في الوقت الذي تتدفق عبر حدود العراق الشرقية مئات الآلوف من الأعاجم _ ..ويقوم الرافضة بهدم المساجد ومنازل العرب السنة وتشتيتهم ومنعهم من العودة لى ديارهم – وكذلك يفعل الأكراد في منع العرب من العودة إلى ديارهم المحررة من [ داعش] ويسمحون للأكراد فقط !
.. فأين يذهب هؤلاء الممنوعون والمنكوبون ؟..
لاشك أن كثيرا منهم – أو من بقي منهم ومن نجا من استمرار الإهانات والتشريد والحرمان .... سيدفعون دفعا للانضمام إلى [ داعش] – على الأقل انتقاما ممن شردهم من ديارهم ودمرها وأهانهم ومنعهم من الاستقرار وقتل أحباءهم وأهاليهم بغير ذنب!
لم تهدأ المدفعية الرافضية والطيران في قصف الفلوجة وما حولها – طيلة الوقت- ..حيث يقع يوميا ضحايا من المدنيين وخصوصا الأطفال والنساء!!
فإذا أضفنا لذلك أن [داعش] – في معركة الأنبار مثلا .. استولت على الكثير جدا من الأسلحة والمعدات ..من سيطرتها على عدة معسكرات ومخازن لمهاجميها الذين كانوا يفرون من وجه مقاتليها أو تبيدهم!
.. يقول أحد الضباط من الجيش المهاجم- بلا قناعة ولا رسالة- ..: هؤلاء وحوش .. يهجم عليهم اللواء أو الفرقة ..فلا يعود منها إلا نحو أربعين !!
وقد رأينا صورا للمخازن الضخمة التي استولواعلى موجوداتها!!
كما أنه لا بد من[ تقليم أظافر البشمركة الكردية ] وأمثالها بمنعها من منع العرب من العودة إلى ديارهم المحررة ..ومنعها من هدم دورهم ومرافقهم!
.. وبالتأكيد – بالنسبة لجبهة الشام .. فالشرط الأول القضاء على النظام القمعي الطائفي المجرم الذي قتل أكثر من نصف مليون وهجر أكثر من نصف الشعب السوري ..وهو سبب الثورة كلها ..ومن أهم من أسهم في خلق داعش وغير داعش ..! وهو – وأعوانه المعتدون - أسوأ منها بكثير وأكثر تخريبا وتدميرا وضررا وإجراما! كثيرا وأخطر كمن داعش وأولى بالحرب وزالقضاء عليه مكنها!
..علما بأن الأولوية عند كثير من أحرار سوريا وثوارها هي القضاء على عصابات الطائفيين والعملاء . . قبل القضاءعلى داعش وغير داعش ..لأنه لا يستوي أن تحارب الذنَب .. بينما الرأس والمُمِد والمشجع والمستفيد موجود !
وباختصار – أيضا- لا بد من القضاء على الطائفية – والطائفيين – وإعادة الحقوق والديار والممتلكات لأصحابها وكف أيدي عصابات السفهاء ..وإلا فإن الأمر سيزداد تعقيدا .. ! والحرب ستتسع ..وتكون الطامة الكبرى .. حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا!
..وفي النهاية سيكون المعتدون والمجرمون والطائفيون هم الخاسرين!
وحتى لو جاء المهدي ..أو المسيح .. فإنه سيتولى القضاء عليهم لأنه لا يرضى أن ترتكب كل هذه الجرائم البشعة باسمه واسم آل بيته – خصوصا في حق الموحدين والأبرياء ..من أي جنس أو دين!!
وسوم: العدد 650