تنقيح المذاهب

د. حامد بن أحمد الرفاعي

في لقاء مع فضيلة الإمام مهدي شمس الدين/رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الأسبق في لبنان ومع معالي الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد/رئيس الجامعة الأردنية ومؤسسها والأديب والمفكر الأردني المعروف..بادرني الشيخ مهدي قائلاً:يا دكتور حامد إنك تبحر في ميادين الحوار بين الأديان..وأنا معجب بقدراتك ومهاراتك في الحوار..أما آن لك أن تبحر في ميادين الحوار من أجل التقريب بين المذاهب الإسلامية..؟إننا بحاجة للاستفادة من حكمتك ومهاراتك التي تبذلها في الحوار مع الآخر..ثم التفت إلى معالي الدكتور ناصر وقال:ألا توافقني الرأي..؟ فقال بكل تأكيد الأخ الدكتور حامد كفاءة ومهارة وخبرة متميزة أؤيدكم بما ذهبتم إليه..وأشاطركم الرغبة بدعوته للمساهمة في جهود تحقيق غايات التقريب..فالتقريب بين المذاهب الإسلامية غاية جليلة..تحتاج إلى الاهتمام والعناية..مثلما تحتاج إلى حشد كل الخبرات المتميزة لتحقيقه مثل خبرة ومهارة الأخ أبو فيصل..فقلت:هذه شهادة من عالِمين جليلين خبيرين اعتز بها..وأسأل الله تعالى أن أكون عند حسن ظنكم بأخيكم..وأن يغفر لي ما لا تعلمون من شأن تقصيري بجنبه سبحانه..وأذنوا لي أن أفصح فأقول:الاهتمام بمسألة التوافق والتآلف والتآخي بين المسلمين..يأخذ حيزاً كبيراً من اهتماماتي..من أجل الدفع بحركة الانبعاث والاستئناف الحضاري لأمتنا..ولكن مسألة التقريب لي فيها وجهة نظر لم أبح بها من قبل..ويشرفني أن أفصح عنها لأول مرة بين يديكم ومفادها:أنني لست على اقتناع بموضوع(التقريب بين المذاهب)وشرحت لهما السبب..فقال الشيخ مهدي:وما هو البديل عندك..؟قلت:(تنقيح المذاهب) فلو نقح أتباع كل مذهب ما فيه مما يؤذي الآخرين..لانتهت المشكلة وتمّ الوفاق والوئام..وشيء آخر اقوله لكم له علاقة بسر نجاح حوارنا مع غير المسلمين..وهو أننا اتفقنا معهم على منطلق أساس لسير حوارنا معهم وهو:(لكم دينكم ولنا ديننا)..وأن نجنب مسألة الحوار في العقائد لكون خصوصية قدسيتها محسومة لدى كل منا..ولنمضي في التحاور فيما يصلح حياتنا..ويعمر بلداننا..ويسعد أجيالنا..ويقيم الأمن والسلام بيننا..هذا هو سر نجاحنا واستمرارية حوارنا مع الآخر..وهنا أسأل أخي فضيلة الشيخ مهدي:هل الشيعة على استعداد لقبول قاعدة نتفق عليها وهي:(لكم فقهكم ولنا فقهنا) وأن نجنب المسائل الفقهية الحادة لكونها من الثوابت والاعتقاد..ولنمضي معاً لبذل الجهد فيما يؤكد أخوتنا ووحدة أمتنا..ويعزز حركة استئناف مسيرتها الحضارية..واستعادة مكانتها وعزتها بين الأمم..فقال:هذا طرح إن تمَّ الاتفاق بشأنه بكل تأكيد سيحقق خيراً كثيراً..قلت:من هنا فلنبدأ..ودخلنا في حوار ممتع لا يتسع المقام لتفاصيله.

وسوم: العدد 655