تكامل الدورين الامريكي والروسي في الموءامرة على الشعب السوري

اعزائي القراء..

لم يعد مجديا بعد اليوم اجراء دراسة تحليلية منفصلة واحدة تخص الموقف الروسي واُخرى تخص الموقف الامريكي  فيما يتعلق بالقضية السورية والموءامرة على الشعب السوري، فمثل هذا الفصل سيكون عبثيّا ومضيعة للوقت  .

فالدورين متكاملين وكل دوله تقوم بدورها بحسب الاتفاق الذي تم دراسته مخابراتيا  بين الدولتين واعتماده على اعلى المستويات منذ فترة لاتقل عن عامين وخاصة بعد انكشاف موءامرة  التحالف الامريكي الخادعة والداعية لمحاربة داعش  .

وبحسب انترناشيونال بوليتيك .

فان مراحل تنفيذ الموءامرة سارت كما هو مخطط لها لغاية تشكيل التحالف الامريكي  الخاص بمحاربة داعش حيث اقنع الأمريكان  دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية  بضرورة تسليط الضوء على داعش ومحاربتها كأولوية .

 ولاعطاء مصداقية لرواية التحالف الامريكي فقد تم إصدار تعليمات لداعش بالقيام ببعض العمليات الاستفزازية في السعودية اضافة لتغليف عملياتها باقسى أساليب الهمجية فقامت داعش بسلسلة إعدامات ومذابح لاتخلو من الفظاعة بغية لفت الأنظار اليها وتشجيع دول الخليج باللحاق بالركب الأمريكي  .

الا ان الأسلوب الامريكي المبالغ فيه سواءا من ناحية كلفة  تغطية عمليات التحالف والتي  بلغت حوالي ١٠٠مليار دولار يتم سرقتها من دول الخليج وللفترة الزمنية المحددة ب  ١٥سنه  للانتهاء من داعش كشف مخطط امريكا بالإبقاء على الأسد مع إعطاء دور لإيران للتحكم في المشرق العربي  وظهر غدرها الفاضح بدول الخليج وبالشعب السوري  .

عند هذه المرحلة تغيرت سياسة المملكة العربية السعودية  من التحالف الامريكي.

فسيطر الخلاف الصامت  حول سوريا بين السعودية وأمريكا. فردت امريكا وعلى الفور  بسحب البساط من تحت السعودية لاضعاف تأثيرها على مخططها المرسوم بعد ان كانت قد أودعت هذا الدور شكليا بيد الملك الراحل عبد الله لعلمها من ان الملك عبد الله  يمكن تسييره وفق رغبتها .

بدأت  العلاقة الخليجية الامريكية تأخذ منحاً  جديدا فبدأت السعودية تسلك طريقا  مختلفا عن السياسة الامريكية والذي عزز  هذه السياسة المستقلة وصول الملك سلمان لقيادة السعودية وأكثر من ذلك فقد ادار انقلابا صامتا عزل بمقتضاه رجال امريكا المسيطرين على السياسة الخارجية ونجح الملك سلمان بفترة قياسية بتثبيت أركان المملكة مما اضعف الدور الامريكي في السيطرة على سياستها .

اليوم نحن  وجها لوجه مع

مرحلة تكامل الجهد المكشوف بين الروس والامريكان 

فالروس من ناحية يعملون مع جميع المليشيات الكردية والشيعية وبقايا جيش النظام  لتحقيق مشروع التجزئة مستخدمين اقسى ما تملكه ترسانتهم من أسلحة مصممه أصلا لحروب عالمية، بينما الدور الامريكي التكميلي  يتلخص بممارسة الضغوط على ما يسمي بحلفاء امريكا في المنطقة لتفريغ اي عمل معاكس من قبلهم يقوض  جهد الروس  والمليشيات  الطائفية كردية كانت ام شيعية.

الأمريكان يضغطون على كل دوله على حدة في التحالف السعودي  حتى ان وزير خارجية مصر اعلنها صراحة انهم غير مستعدين للدخول في  سوريا لمحاربة داعش ، 

والباكستانيون صوتهم  منخفض خشية تحريك جبهة الهند ضدهم  في اي وقت.

اما الموقف التركي وهو من المفروض ان يكون الاقوى عسكريا وجغرافيا فيتعرض لضغوط  هائلة  حتى ان رد  واشنطن على  سوءال  مباشر من الرئيس وأردوغان  : من تفضلون  نحن ام مليشيات حزب الانحاد الديموقراطي  ؟  هذا الرد كان باهتا ويتضمن اللامبالاة مما يعني بالعامية : اعلى مافي خيلكم اركبوه.

إذن التوافق الامريكي الروسي صار محسوما.

بقي السؤال الهام:

هل الاستعدادات السعودية والتركية ستبقى حبرا على ورق  ؟ وماذا بوسعها ان تفعل ضمن التحام الموقفين الامريكي والروسي.

اعتقد ان العمل على تجهيز المعارضة  المسلحة بالسلاح النوعي  هي الاستراتيجية الوحيدة الباقية بايديهم، السلاح يجب ان يصل لجميع القوى العسكرية  الوطنية مهما كانت تسمياتها  فالتلاعب على التصنيفات هو اختراع روسي أمريكي لشرذمة المقاومة.

السعودية يجب ان يكون لها نظرة اشمل وأعمق ، فكما ان لها رأي سلبي  في بعض كتائب الثوار فكذلك  معظم الشعب السوري يملك نظرة مقاربة  للنظرة السعودية ، ولكن اليوم يجب ان يكون لنا وقفة  ونظرة ثاقبة وتفكير عميق بعيد عن السطحية. فالتعامل مع جميع الثوار هو المطلوب والمجدي بل اكثر من ذلك نطالب  بفتح باب التطوع للاخوة العرب وفق معايير دقيقة ، 

فلم يعد ينفعنا اليوم كثرة التنظيرات  بعد ان حسم  جميع الأعداء امرهم .

وسوم: العدد 656